تجربة بمليارات الدولارات لتحويل «بيتكوين» إلى عملة احتياط

تجري تجربة بمليارات الدولارات على عملة «بيتكوين» لتكون بمثابة «عملة احتياط» في اقتصاد مجال العملات المشفرة، حيث تكافح «تيرا دولار» (عملة مستقرة مثيرة للجدل) للحفاظ على ربطها بواحد دولار والتي انخفضت بما يقرب من 99 سنتاً خلال عطلة نهاية الأسبوع، مما أثار مخاوف التزاحم المحتمل على المصارف الذي قد يجبر القائمين على «تيرا» على الانغماس في مبالغ من «بيتكوين» بقيمة 3.5 مليار دولار لدعم هذه العملة.
والآن تقول مؤسسة «لونا فاونديشن جارد»، وهي منظمة أنشأها دو كون مخترع «تيرا»، إنها ستقرض 750 مليون دولار من عملة «بيتكوين» لشركات تجارية للحفاظ على ربط سعر «تيرا» ولكن هذا لم يجدِ كثيراً لتهدئة مخاوف المستثمرين بشأن الآثار المترتبة على «بيتكوين».

«تيرا دولار»

أنشأت هذه العملة تيرافورم لابس في سنغافورة، وهي ما يُعرف باسم عملة مستقرة خوارزمية تهدف إلى تنفيذ وظيفة العملات المستقرة كعملة تيثر التي تتعقب سعر الدولار الأمريكي ولكن بدون أي نقود فعلية محتفظ بها في احتياطي لدعمها. فقد تم إنشاء «تيرا دولار» عن طريق تدمير عملة شقيقة تُعرف باسم «لونا» باستخدام «العقود الذكية» و«أسطر الشفرة» المكتوبة في البلوك تشين؛ وتوضح كارول ألكساندر، أستاذة المالية بجامعة ساسكس: إذا كان لديك، على سبيل المثال، 405 دولارات وقمت بحرق «لونا» واحدة فيجب أن تكون قادراً على سك 405 من العملة المستقرة«تيرا دولار».
وينطبق الشيء نفسه على العكس عندما يتم سك عملة «لونا» جديدة عن طريق حرق «تيرا دولار» وغيرها من العملات المستقرة الخوارزمية الأخرى التي تدعمها «تيرا».

المشكلة الماثلة

كانت هناك العديد من الحالات التي انفصلت فيها «تيرا دولار» عن سعر الدولار مما أثار مخاوف بشأن جدوى نموذجها الاقتصادي لا سيما في الموقف الذي يحاول فيه العديد من الأشخاص استرداد رموز عملاتهم في وقت واحد.
وظهرت المشكلة الأخيرة خلال عطلة نهاية الأسبوع حيث تم بيع مئات الملايين منها على «أنكور» منصة الإقراض الرئيسية لشركة «تيرا»، بالإضافة إلى منصات «بينانس وكيرف» مما أدى إلى اتهامات بـ «هجوم منسق»على هذه العملة المستقرة.

عملة احتياط

لمعالجة المخاوف بشأن استدامة العملة المستقرة يخطط دو كون مخترع «تيرا»، لشراء ما يصل إلى 10 مليارات دولار من «بيتكوين» من خلال المنظمة، وستوفر هذه الأموال الدعم في حالة حدوث انخفاض كبير في قيمة «تيرا دولار».
والفكرة هي أن عملة «بيتكوين» ستكون بمثابة «عملة الاحتياط» لنظام «تيرا» البيئي على غرار الطريقة التي تحتفظ بها البنوك المركزية بكميات كبيرة من الدولارات في احتياطيها من العملات الأجنبية.
وقد اشترت المنظمة 1.5 مليار دولار أخرى من «بيتكوين» الأسبوع الماضي مما رفع إجمالي احتياطيها إلى حوالي 3.5 مليار دولار ومع ذلك أعلنت المنظمة يوم الاثنين أنها تتخذ خطوات للدفاع بشكل استباقي عن استقرار «تيرا دولار» ويتضمن ذلك إقراض ما قيمته 750 مليون دولار من «بيتكوين» للشركات التجارية لحماية ربط «تيرا بالدولار»، ويتم إقراض 750 مليون دولار إضافي منها لشراء المزيد من «بيتكوين» مع عودة ظروف السوق إلى طبيعتها.

وضع «بيتكوين»

يشعر المستثمرون بالقلق من أن عملة البيتكوين الداعمة لـ «تيرا» ستتعرض لمزيد من المعاناة وكانت هذه العملة الرقمية الأكبر في العالم قد انخفضت إلى ما دون 33000 دولار يوم الاثنين لتهبط إلى أدنى مستوى لها منذ يوليو 2021. وتم تداولها في آخر مرة عند حوالي 32921 دولاراً، بانخفاض 6% في الساعات الأربع والعشرين الماضية.
ويرى ديريك ليم، رئيس رؤى التشفير في منصة باي بيت، أن تدخل المنظمة هذا سيزيد من ضغط البيع، ومن المرجح أن تنخفض «بيتكوين» قبل أن تنتعش مرة أخرى عندما يجني البائعون على المكشوف الأرباح.
تهدف الخطة في النهاية إلى السماح لمالكي «تيرا دولار» باسترداد الرموز الخاصة بهم مقابل عملات «بيتكوين»وستلعب الأخيرة الدور الذي تؤديه عادةً «لونا» في سيناريو الأزمة حيث يقوم المستثمرون بشراء «تيرا دولار» ثم مقايضتها بـ«بيتكوين» مخفض. ولكن لا تزال هنالك أسابيع من التنفيذ، ومن غير الواضح كيف ستعمل في الواقع.
ويرى هندو فيربيك رئيس عمليات التداول الكمي في فاكلتي جروب، أن الخطر الأكبر للمضي قدماً هو فك ارتباط «تيرا دولار» مرة أخرى مما يجبر المنظمة على تصفية ممتلكاتها من«بيتكوين» وهذا بدوره يمكن أن يؤدي إلى مزيد من تصفية المشترين المثقلين بالديون.