عادي
ناصر قضايا أمته بلا استثناء

محمد بن زايد..فارس عربي يحمل إرث حكيم العرب

00:08 صباحا
قراءة 6 دقائق

إعداد: راشد النعيمي
أدّت الإمارات دوراً فاعلاً في مواجهة التحديات ومكافحة الإرهاب، والبحث عن حلول عربية لأزمات المنطقة، وترسيخ خطة الأمن والاستقرار الإقليمي والدولي، وفق مساعٍ حثيثة ومتواصلة قادها صاحب السموّ الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، وهي جهود تتجاوز المواقف الآنية إلى تحقيق دور قيادي فاعل في تعزيز وحدة الصف العربي، وتحصين بلداننا في وجه التحولات والمخططات والأزمات، وهو ما سيسجله التاريخ لقيادتنا الحكيمة، بأحرف من نور.

وتبقى المواقف خير شاهد على وعي دولة الإمارات بمسؤولياتها وواجباتها تجاه أشقائها العرب، في مواجهة مخططات الفتن والتحريض، ونشر الفوضى واختطاف الدول ومقدراتها، لتحقيق أهداف القوى الإرهابية الظلامية ورعاتها الإقليميين. ويبقى دور الإمارات في هذه الحقبة التاريخية مثالاً على تحمّل الأعباء من أجل أداء الواجب، وصون مصالح الشعوب العربية. فالمواقف تبقى لتخلد للدول والقادة تاريخاً مشرفاً من العطاءات والبطولات والتضحيات التي تسهم في بناء مستقبل أفضل لمئات الملايين من الشباب العرب الذين يرون في الإمارات ونموذجها المعيشي والتنموي حلماً يتمنّون أن يسود كل ربوع عالمنا العربي.

وخلال السنوات التي قاد فيها صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد هذا العمل العربي المتواصل، كانت الإمارات مستمرة في انتهاج سياسة واقعية تجاه خفض التوترات وتعزيز الدور العربي، في مقاربة عملية لإيجاد حلول لأزمات المنطقة، خاصة أن الأوضاع الإقليمية المعقدة تستوجب تبنّي منهج عملي ومنطقي، لا يقبل تهميش الجهود العربية الساعية لمواجهة التحديات وتجنّب شرور الأزمات والفتن. ويشير الواقع الإقليمي إلى أن دولة الإمارات تتحمل منذ عام 2011 على وجه التحديد، أعباء ومسؤوليات كبيرة في سبيل الدفاع عن مرتكزات الأمن القومي العربي، وصون مصالح الشعوب العربية في مواجهة أطماع القوى الإقليمية التوسعية التي ترى في اللحظة العربية الراهنة، فرصة سانحة للتمدد استراتيجياً على حساب وحدة بعض الدول العربية وسيادتها وأمنها.

دبلوماسية لا تهدأ

وتمضي دبلوماسية الإمارات النشطة التي لم تهدأ في سعيها المتواصل إلى تحقيق التنسيق والتعاون العربيين الكاملين، والعمل على رأب الصدع، وتضميد الخلافات بين الأشقاء، والوصول إلى ما يعزز أواصر الودّ والتآخي، ويرفع وتيرة التعاون الجماعي بوجه حالة عالمية من عدم الاستقرار والتحولات الكبيرة. وجاءت مشاركة دولة الإمارات في لقاء العقبة الأخير، بحضور صاحب السموّ الشيخ محمد بن زايد، في سياق توجهها الجاد لتكريس أولوية الدور العربي المؤثر في قضايا المنطقة، مع العمل بالتوازي على إيجاد تفاهمات إقليمية تدعم السلام والاستقرار والتنمية، والحفاظ على العلاقات الدولية والتاريخية للمنطقة.

إرث تاريخي

وتحمل الإمارات إرثاً تاريخياً كبيراً في مناصرة قضايا العرب، ورصيداً كبيراً من دعم العرب ومناصرتهم، حيث حظي الشيخ زايد بمكانة رفيعة عند جميع القادة العرب، وهذا أتاح له القيام بدور الوسيط بينهم في أكثر من مناسبة، كما كانت مواقفه المشرفة والأصيلة حاضرة في كل مناسبة.

ومنذ قيام دولة الإمارات، انصرف اهتمام الشيخ زايد، إلى مسيرة البناء الوطني ودعم الأشقاء العرب. وآمن بالتضامن والتعاون بين جميع الدول العربية، والتزم باستخدام سلطته الشخصية والسياسية عربياً ودولياً، لتحقيق السلام والتقدم في منطقة الشرق الأوسط.

ودعم الشيخ زايد، طيّب الله ثراه، مصر وسوريا في حرب أكتوبر عام 1973 لتحرير الأراضي العربية المحتلة، بقطع واردات النفط عن الدول الداعمة لإسرائيل، وسجل التاريخ مقولته الشهيرة: «النفط العربي ليس أغلى من الدم العربي».

وأرسى المغفور له الشيخ زايد، أسس سياسة خارجية متميزة تتسم بالحكمة والاعتدال والتوازن، ومناصرة الحق والعدالة، وتغليب لغة الحوار والتفاهم في معالجة القضايا. وأكسبت هذه السياسة المتوازنة المستمرة، دولة الإمارات، احتراماً واسعاً إقليمياً ودولياً. وبفضله اكتسبت دولة الإمارات سمعة دولية في العمل الإنساني والخيري، بدعمه عدداً من القضايا الإنسانية في جميع أنحاء العالم، وهو النهج الذي ما زال قادة الدولة يسيرون عليه حتى يومنا هذا.

مساعٍ متواصلة

وفي آخر التحركات جاءت مشاركة الإمارات، ممثلة بصاحب السموّ الشيخ محمد بن زايد، في قمة العقبة، بحضور عربي كبير لتأكيد الدور الفاعل لأبوظبي في مواجهة التحديات ومكافحة الإرهاب، والبحث عن حلول عربية لأزمات المنطقة، وترسيخ خطة الأمن والاستقرار الإقليمي والدولي واستمرار التشاور والتنسيق العربي الذي يأتي في صلب توجّه دولة الإمارات، وإيمانها الراسخ بأن العمل العربي المشترك في مسائل الأمن والاستقرار والازدهار، يمثل الأساس لنجاح المنطقة في مواجهة التحديات المحيطة بها، إلى جانب البناء على الفرص المتاحة.

كما تؤمن دولة الإمارات بالحل السياسي كمخرج وحيد للأزمة السورية، ومراراً أكدت ذلك في كل المؤتمرات الدولية والمباحثات الثنائية وشددت دولة الإمارات على دعمها الكامل لجهود الأمم المتحدة، إلى جانب جهود الوساطة الدولية الأخرى الهادفة للتوصل إلى اتفاق سلام في سوريا بناء على مؤتمر جنيف، وقرار مجلس الأمن رقم 2254.

وانطلقت زيارة الرئيس السوري بشار الأسد للدولة، من توجه الإمارات الرامي إلى تكريس الدور العربي في الملف السوري، كما تأتي من قناعة إماراتية بضرورة التواصل السياسي والانفتاح والحوار الإقليمي؛ لأن المرحلة تحتاج إلى خطوات شجاعة لترسيخ الاستقرار والازدهار، وضمان مستقبل المنطقة ورفاه شعوبها. كما أكدت مراراً رفضها للتدخل الأجنبي في الشأن السوري، والتشديد على أهمية وجود دور عربي فعال في سوريا، ومساعدة السوريين في العودة إلى محيطهم العربي. وفي أكثر من محفل دولي، أكدت الإمارات أن الحل السياسي هو الوحيد لإنهاء الأزمة السورية، وشددت على أهمية إيجاد دور عربي فاعل في جهود الحل السياسي ومساعدة سوريا على العودة إلى محيطها العربي.

الأمن القومي

ولم يعبأ أبناء زايد بمساعي الذباب الإلكتروني بعد سقوط أقنعة جماعات الإسلام السياسي في المنطقة، خصوصاً «الإخوان»، فأعلنت الدولة موقفها الثابت في دعم الأمن القومي العربي قولاً وفعلاً، ووقفت إلى جانب أشقائها في مختلف الدول العربية ضد تحديات التدخل الخارجي والتهديدات الإرهابية، إلى جانب المؤازرة السياسية والاقتصادية، انطلاقاً من إيمانها بالتعاون والتضامن ركيزةً أساسيةً للحفاظ على الأمن العربي.

وفي الوقت الذي اصطف فيه الذباب الإلكتروني من تنظيم «الإخوان»، ورعاتهم بالمنطقة يطالبون بتدخل خارجي بدون حياء، لتشويه دول الرباعي العربي المتصدية للإرهاب، وبينها الإمارات، كانت الإمارات تقف إلى جانب أشقائها ضد تلك التدخلات المغرضة.

وكان حضور صاحب السموّ الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، إلى جانب الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، في حفل افتتاح قاعدة محمد نجيب العسكرية، بمدينة الحمام في محافظة مرسى مطروح، برفقة عدد من الوفود العربية الرفيعة، رسالة واضحة لاستحضار أهمية التضامن العربي وتعزيز التلاحم العربي في وجه التحديات التي تواجهها الأمة في الوقت الراهن، لاسيما في ظل تدهور الأوضاع الأمنية في كثير من بلدان العالم العربي، بعد تصاعد موجة التخريب وتنامي وتيرة الإرهاب.

القضية الفلسطينية

مجدداً وفي كل مناسبة كانت الإمارات مع الحق الفلسطيني، ومع إنهاء الاحتلال الإسرائيلي وحل الدولتين، ومع دولة فلسطينية مستقلة عاصمتها القدس الشرقية.. موقفٌ تاريخي مبدئي لا يتزحزح يأتي ذلك في ظل دعم إماراتي متواصل على كل الصعد لا يقتصر على الجانب السياسي فقط؛ بل يصاحبه دعم إنساني وصحي وتنموي تؤكده لغة الأرقام، وتوثقه المنظمات الدولية المعنية بالقضية الفلسطينية، وتشهد به كل الدول.

ومنذ تأسيسها، أدّت الإمارات دوراً بارزاً في دعم الشعب الفلسطيني، في محاولة استرجاع حقوقه المشروعة، مستندة إلى سياسة تتّسم بالواقعية، بعيداً عن استراتيجية الظواهر الصوتية التي تنتهجها الدول المتاجرة بالقضية الفلسطينية.

تقدير دولي

في تقدير دولي لتلك الجهود تصدر صاحب السموّ الشيخ محمد بن زايد، نتائج التصويت الذي طرحه موقع «RT» لاختيار القائد الأبرز في العالم العربي لسنة 2019. وقالت «روسيا اليوم»، إن صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد، حصل على 9 ملايين و734 ألفاً و963 صوتاً من المشاركين، بنسبة بلغت 68.6% من إجمالي عدد الأصوات، في استفتاء شارك فيه نحو 14 مليون شخص.

وجاء اختيار صاحب السموّ الشيخ محمد بن زايد، عن جدارة، بعد أن سجّل في تاريخ الإنسانية بأحرف من نور عدداً من المبادرات التاريخية والمواقف الإنسانية، أسهمت في نشر ثقافة التسامح والسلام في العالم ونزع فتيل عدد من الأزمات والتخفيف من حدتها، والوقوف حائط صد أمام أفكار التطرف والتشدد.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"