عادي
قراءة تحليلية لـ «الخليج» حول التعديلات في القطاع

المهارات والعلوم المتقدمة تقود التعليم الوطني

01:11 صباحا
قراءة 8 دقائق

دبي: محمد إبراهيم

الإمارات تبدأ بالتعليم.. في أولى محطات التطوير، بقيادة صاحب السموّ الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله؛ إذ أعلن صاحب السموّ الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي، رعاه الله، إعادة هيكلة قطاع التعليم في الدولة، وأسند وزارة التربية والتعليم إلى الدكتور أحمد بالهول الفلاسي، وإلى سارة الأميري، وزارة الدولة للتعليم العام وتكنولوجيا المستقبل، ورئاسة مجلس إدارة مؤسسة الإمارات للتعليم المدرسي.

وفي خطوة استباقية لقيادة مسيرة النشء، من الميلاد إلى سوق العمل، عيّن سارة المسلّم، وزيرة دولة للتعليم المبكر، وتعمل تحت إشرافها هيئة اتحادية للتعليم قبل المدرسة.

التعديلات الجديدة، ترسم ملامح واتجاهات التعليم في المرحلة المقبلة؛ إذ تركز على المهارات والعلوم المتقدمة في مسيرة بناء الأجيال، ومن المتوقع أن يشهد قطاع التعليم تغيرات جذرية في المناهج، وتأهيل الكوادر وطرائق التدريس، ونوعية المخرجات.

«الخليج» تقف مع التعديلات الجديدة في هيكل قطاع التعليم في الدولة، وأهمية التعديلات في الوقت الراهن، وتشارك خبراء وتربويين اتجاهات تعليم الإمارات خلال المرحلة المقبلة.

البداية مع قراءة تحليلية ل«الخليج» في التعديلات الجديدة التي حملت 8 شواهد تطويرية لهيكل التعليم في الإمارات؛ إذ ركزت على التعليم، القائم على المهارات التي باتت ضرورة مُلحّة لا تقبل المساومة أو البدائل، لاسيما مع تطور متطلبات سوق العمل، وظهور سمات جديدة للمخرجات في المستقبل.

التعديلات الجديدة وضعت معالجات لفجوة المهارات للطلبة من مرحلة التعليم قبل المدرسي «الطفولة المبكرة» إلى ما بعد الجامعة، واستندت في مضمونها إلى سواعد وطنية لديها خبرات وممارسات عالمية في علم المهارات والعلوم المتقدمة، التي تعدّ ركيزة أساسية لمخرجات المستقبل ومتطلبات سوق العمل.

1

خصوصية واستقلالية

منحت التعديلات الهيكلية في قطاع التعليم، الخصوصية والاستقلالية للأطفال في مرحلة التعليم المبكر؛ إذ من المنتظر أن يشهد أبناء هذه المرحلة، خططاً واستراتيجيات جديدة للبناء الفكري والمعرفي حتى الصف الرابع، عبر حقائب تعليمية متنوعة مطورة تؤهلهم لمواصلة المحطة الجديدة التي تبدأ من الصف الخامس وحتى الثاني عشر، ومن ثم إلى الجامعة، على أن يركز النظام التعليمي على مهارات المستقبل.

سواعد وطنية

في نظرة إلى تاريخ السواعد الوطنية المختارة لقيادة مسيرة التعليم بالمرحلة المقبلة، نجد أن الدكتور أحمد بالهول الفلاسي، وزير التربية والتعليم، حصل على ماجستير هندسة الاتصالات من «جامعة ملبورن» والدكتوراه من «جامعة موناش» في أستراليا، وسجل براءة اختراع في مكتب براءة الاختراع الأسترالي في الجيل الرابع للهواتف المتحركة، وقاد ركب التعليم العالي في الدولة؛ إذ أشرف على تطوير التعليم العالي والبحث العلمي في الإمارات، فضلاً عن وضع السياسات الخاصة بالقطاع وتنظيم عمل مؤسساته وضمان جودة مخرجاته ومواءمتها مع متطلبات سوق العمل، وبموجب التعديل الوزاري في أكتوبر/ تشرين الأول 2017، أضيف ملف المهارات المتقدمة إلى حقيبته الوزارية، ليتولى مسؤولية تجهيز الكوادر المحلية بمهارات المستقبل.

وشغل منصب رئيس الهيئة الاتحادية للموارد البشرية، ورئيس مجلس إدارة وكالة الإمارات للفضاء. كما مثل قطاع الفضاء في اللجنة الوطنية للعلوم والتكنولوجيا والابتكار.

فرص وإمكانات

أما سارة الأميري، وزيرة الدولة للتعليم العام وتكنولوجيا المستقبل، فحائزة درجتي البكالوريوس والماجستير في هندسة الحاسوب من الجامعة الأمريكية بالشارقة، وشغلت منصب وزيرة الدولة للتكنولوجيا المتقدمة، ورئيسة مجلس إدارة «وكالة الإمارات للفضاء»، وقادت جهود وزارة الصناعة والتكنولوجيا المتقدمة في تعزيز تبنّي تقنيات الثورة الصناعية الرابعة، والاعتماد على البحث والتطوير في العلوم والتكنولوجيا المتقدمة، لإيجاد صناعات جديدة، تعزز التحول نحو الاقتصاد القائم على المعرفة.

وشغلت مناصب رئاسة مجالس علماء الإمارات، والثورة الصناعية الرابعة، وأمناء أكاديمية دبي للمستقبل، ونائبة مدير وقائد الفريق العلمي لمشروع الإمارات لاستكشاف المريخ «مسبار الأمل» في مركز محمد بن راشد للفضاء.

الأبحاث والتطوير

كما قادت سارة الأميري جهود الأبحاث والتطوير في «مركز محمد بن راشد للفضاء»؛ حيث أسست إدارة المعرفة والأبحاث الاستراتيجية الخاصة بالمركز، وقامت بوضع آليات ضمان كفاءة وظائف المنتجات. كما كانت مهندسة برمجيات في مشروعي «دبي سات - 1»، و«دبي سات-2»، وكانت ضمن الفريق الذي عمل على برنامج تطوير مشروع «خليفة سات».

خبرات شمولية

وتتولى سارة المسلّم، مسيرة بناء الأطفال ودمجهم في التعليم وفق احتياجات المستقبل، فهي حاصلة على الماجستير في إدارة الأعمال من الجامعة الأمريكية في الشارقة، والبكالوريوس في العلوم - إدارة الأعمال من كليات التقنية العليا أبوظبي، والدبلوم العالي - الخدمات المالية والمصرفية، فضلاً عن كونها محللة مالية معتمدة «CFA».

ولديها خبرات شمولية متنوعة، وقدمت إسهامات كبيرة للقطاعات الحكومية الحيوية، منذ أن كانت مديرة المدارس الخاصة وضمان الجودة في دائرة التعليم والمعرفة في أبوظبي، ونائبة لرئيس الفضاء، ومصادر الطاقة المتجددة وتكنولوجيا المعلومات والاتصالات في «شركة مبادلة للاستثمار»، وتولت منصب رئيسة دائرة التعليم والمعرفة في أبوظبي. كما شغلت منصب نائبة رئيس مجلس الإدارة ورئيسة لجنة التدقيق في شركة الإمارات للاتصالات المتكاملة، وعضو مجالس إدارة مؤسسات رائدة.

المشهد التعليمي

وفق التعديلات الجديدة، يتلخص المشهد التعليمي في تفرد وزارة التربية والتعليم بقيادة الدكتورأحمد بلهول، بمهام وضع الخطط، والتنظيم، وصياغة السياسات والتشريعات، وإصدار التراخيص المؤسسية المهنية، وضمان الجودة والرقابة على المدارس، وبناء الاستراتيجيات لجميع أنواع التعليم على مستوى الدولة، والتنسيق مع المؤسسة والهيئات الأخرى.

وتشكل الهيئة الاتحادية لجودة التعليم التابعة لمجلس الوزراء، الجهة المعنية بالرقابة على جودة التعليم بكل حيادية، والعمل على قدم وساق لتطوير منظومة المؤهلات، وإجراء التقييمات المستمرة لواقع التعليم، ووضع معايير ومستهدفات واضحة لمخرجات التعليم، وقياس مدى نجاح المنظومة.

وأكد الدكتور عيسى البستكي، رئيس جامعة دبي، أهمية التعديلات الجديدة؛ إذ إنها تواكب متطلبات المرحلة القادمة، والمستقبل المشرق في ظل القيادة السياسية الحكيمة لدولة الإمارات.

وقال: إن اختيار الكوادر الوطنية الجديدة لقطاع التعليم، جاء موفقاً مصادفاً لأهله، لأن استحداث وزارة التعليم المبكر، خطوة مهمة على طريق بناء الأجيال؛ إذ إن الاهتمام بالطفولة هو استثمار في المستقبل. مضيفاً أن النظام التعليمي في العالم مرتكز أساسي وعمود فقري لأي مجتمع متطور، فإذا صلح قطاعا التعليم والصحة صلحت باقي العناصر الارتكازية لتحقيق اقتصاد مستدام.

مبادرات إيجابية

وفي مداخله له، أكد البروفيسور عمار كاكا، عميد ورئيس جامعة «هيريوت وات دبي»، أهمية التعديلات؛ إذ إنها حلقة ضمن سلسلة مبادرات إيجابية، تسهم في تحقيق أهداف الدولة التعليمية والنظرة المستقبلية لجعل الإمارات رائدة في التعليم ومركزاً معرفياً في المنطقة. مؤكداً أن المرحلة القادمة تعد عصر التعليم القائم على المهارات، متوقعاً تغييرات جذرية في المناهج وتأهيل الكوادر التدريسية واختيارها والمخرجات.

ولا شك أن الجامعات والمؤسسات التعليمية بالدولة سوف تستمر في التعاون مع الجهات الحكومية والالتزام بتحقيق تلك الأهداف تحت إشراف قيادة دولة الإمارات المتميزة، للنهوض بالقطاع التعليمي، وتوفير جيل كامل من الكوادر الشابة الناجحة القادرة على تحقيق أهدافها.

حقبة جديدة

في وقفة مع عدد من التربويين، أكدت علياء الشامسي، وخلود فهمي، ووفاء الباشا وحنان شرف، ووليد لافي، وإبراهيم القباني، أن التعديلات الجديدة تبلور ميلاد حقبة جديدة في تاريخ التعليم في الإمارات، تركز في مضمونها على الابتكار والمهارات في تعليم الأبناء وتقييمهم.

وقالوا: إن التعليم بالمهارات، أصبح ضرورة مُلحّة في بناء الأجيال، لاسيما بعد جائحة «كورونا» التي تسارعت فيها التطورات والمتغيرات، وفرض عدد من المستجدات في سوق العمل، ورسمت مواصفات جديدة لمخرجات المستقبل؛ بحيث تكون قادرة على الحصول على الوظيفة وفق المتطلبات الجديدة والمهارات التي يتطلع إليها سوق العمل. موضحين ضرورة دمج المعلمين في تطوير المناهج وتقييم الطلبة، وتوفير دورات تدريبية، تمكنهم من تأهيل الطلبة.

حسين الحمادي يهنّئ الفلاسي ويودّع الميدان التربوي

1
حسين الحمادي

قال حسين الحمادي: أتقدم بوافر الشكر والعرفان إلى صاحب السموّ الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، وصاحب السموّ الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي، رعاه الله، على الثقة التي أحاطاني بها طوال خدمتي وزيراً للتربية والتعليم، لقد تشرفت بالعمل في هذا المنصب، وكان دعم سموّهما واهتمامهما بالتعليم صمام الأمان للمضيّ قدماً لتحقيق نظام تعليمي متفرد.

وأضاف: «أبارك لأخي الدكتور أحمد بالهول، توليه مهام الوزارة، متمنياً له التوفيق والنجاح في مسؤولياته المقبلة، بما يعزز طموحات القيادة والوطن وأبنائه في مواصلة تطوير التعليم. وسنبقى جميعاً بعون الله يداً واحدة، كل في موقعه، نؤدي واجباتنا بمسؤولية وكفاءة، ترسيخاً لنهضة وطنية فارقة، حفظ الله الوطن وقيادتنا وشعبنا».

وودّع الحمادي، الميدان التربوي بمختلف فئاته بكلمات الشكر والثناء، برسالة قال فيها: الإخوة والأخوات، الأسرة التربوية الواحدة، أتوجه إليكم برسالة اعتزاز ومحبة وتقدير. لقد تشرفت بالعمل معكم تحت مظلة وزارة التربية والتعليم خلال سنوات عدة، سعياً نحو بلورة رؤية تعليمية مستدامة، وكنتم بحق أداة للتطوير وتحقيق الخطط والسياسات التعليمية المثمرة، وكل فرد فيكم أسهم بشكل جلي ومؤثر في نجاح رؤية الوزارة الشمولية، لإحداث قفزات استثنائية في مسارات تطور منظومتنا الوطنية التعليمية.

إعادة صياغة

تأخذنا التعديلات الجديدة إلى إعادة صياغة وهيكلة المناهج، لسد الفجوة في الاحتياجات الفعلية للمهارات المستقبلية، فضلاً عن وسائل وأدوات التقييمات التي تستند إلى المهارات بنسبة تتجاوز 85%، وهنا يتلقى الطالب علومه ومعارفه وفق مسار واضح وصريح، وهذا يتطلب تطوير طرائق التدريس وفق احتياجات الطلبة المهارية، لمواكبة المتغيرات والمستجدات التي ينبغي أن تشهدها المناهج.

في وقت بيّنت دراسات وإحصاءات حديثة، أن 75 مليون وظيفة في 20 اقتصاداً رئيسياً يستعاض عنها بالتقنيات الناشئة العام الجاري 2022، إلى جانب إنشاء 133 مليون وظيفة جديدة، عبر تطورات التكنولوجيا المشهودة، وهناك مزيج من المهارات التي ينبغي أن يمتلكها طلبة اليوم، استعداداً لسوق العمل المستقبلي؛ إذ تضم المهارات التقنية والرقمية اللازمة لمواكبة التحول الرقمي الحالي، ومهارات العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات، التي ستكون ركيزة أساسية لأصحاب المناصب الرفيعة في سوق العمل.

جميلة المهيري: سارة الأميري قامة علمية من الطراز الرفيع

1
جميلة المهيري

تقدمت جميلة المهيري، وزيرة الدولة السابقة لشؤون التعليم العام، بالشكر الجزيل إلى صاحب السموّ الشيخ محمد بن زايد، وصاحب السموّ الشيخ محمد بن راشد، على ما قدماه من دعم خلال عملها في التعليم، ومتابعتهما الحثيثة لسير العملية التعليمية وتطورها.

وقالت: أشكر فريق عملي في المؤسسة وكل معلم ومعلمة في الميدان، على ما بذلوه من جهود مشكورة، أسست لما ترنو إليه الإمارات من ريادة في الملف التعليمي، وكعهد الإمارات تسمو من قمم إلى قمم على أيدي أبنائها في كل المجالات.

وأتمنى للأخت سارة الأميري، التوفيق في مهامها المقبلة، الأخت سارة قامة علمية من الطراز الرفيع، وأنا على ثقة بقدراتها على إحداث الفرق المنشود في قطاع التعليم وأدعو لها بالنجاح والسداد.

أبرز التعديلات

أبرز ما جاء في التعديلات يكمن في إنشاء «هيئة اتحادية لجودة التعليم» تتبع لمجلس الوزراء، وهنا بات التعليم بمختلف مساراته تحت رقابة عادلة، تركز على تحقيق جودة عالية للتعليم ومخرجاته؛ إذ تركز وظيفتها على المراقبة الحيادية، وتطوير منظومة المؤهلات، وإجراء تشخيص وتقييمات مستمرة لواقع التعليم، لقياس مدى نجاح المنظومة التعليمية وما حققته من منجزات.

ويأخذنا إنشاء الهيئة إلى أن التطوير يبدأ من الأجيال قبل الالتحاق بالمدرسة؛ إذ إنها تركز على وضع خطط واستراتيجيات شمولية، تشمل تربية الطفل وتعليمه وتأهيله منذ ولادته وحتى الصف الرابع، وبناء شخصيته وهويته الوطنية، لضمان تميزه خلال رحلته التعليمية.

أما مجلس التعليم والموارد البشرية الذي يعاد تشكيله برئاسة سموّ الشيخ عبد الله بن زايد آل نهيان، وزير الخارجية والتعاون الدولي، فهو الجهة السيادية التي تشرف على مشروع مستقبل التعليم في الدولة، بما يواكب الطموحات، ويرسخ الهوية الوطنية، ويضمن مخرجات تعليمية، تلبّي احتياجات التنمية اقتصادياً واجتماعياً.

التعليم الخاص

تبقى مدارس التعليم الخاص، في أبوظبي تحت مظلة دائرة التعليم والمعرفة في أبوظبي، وتشرف هيئة المعرفة والتنمية البشرية على مدارس دبي الخاصة، وتشرف هيئة الشارقة للتعليم الخاص على مدارس الشارقة، وتبقى مدارس عجمان وأم القيوين والفجيرة ورأس الخيمة، تحت مظلة وزارة التربية والتعليم إلى جانب مسؤوليات التعليم العالي والتخطيط الاستراتيجي للتعليم.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"