إعداد: مصطفى الزعبي
ربما شعرت يوماً بإحساس زاحف أن شخصاً ما يراقبك، ثم تستدير ولا ترى أي شيء خارج عن المألوف.
واعتماداً على المكان الذي تتواجد أنت فيه، هناك المليارات من الأشياء التي تستشعرك كل يوم. إنها في كل مكان، مخفية وفي الوقت ذاته على مرأى من الجميع: داخل التلفزيون والثلاجة والسيارة والمكتب، وتعرف هذه الأشياء عنك أكثر مما قد تتخيله، والعديد منها ينقل هذه المعلومات عبر الإنترنت.
وبالعودة إلى عام 2007، كان من الصعب تخيل ثورة التطبيقات والخدمات المفيدة التي دشنتها الهواتف الذكية، لكنها جاءت بكلفة من حيث التطفل وفقدان الخصوصية.
ووفقاً لدراسة أجراها روبرتو يوس، أستاذ مساعد في علوم الكمبيوتر، جامعة ماريلاند، مقاطعة بالتيمور، وبريمال باباشان، باحث ما بعد الدكتوراه في علوم الكمبيوتر، من جامعة ولاية بنسلفانيا. وهما عالما كمبيوتر يدرسان إدارة البيانات والخصوصية، وجدا أن مع اتصال الإنترنت الممتد إلى الأجهزة في المنازل والمكاتب والمدن، فإن الخصوصية في خطر أكثر من أي وقت مضى. ووثقا ذلك بما يلي:
إنترنت الأشياء
صممت الأجهزة الذكية الموجودة في المنزل والسيارة لجعل الحياة أسهل وأتمتة المهام التي تؤديها يومياً مثل تشغيل وإطفاء الأنوار عند دخول الغرفة والخروج منها، وتذكيرك بأن الطماطم على وشك أن تفسد، وتحديد درجة حرارة المنزل حسب الطقس بناء على تفضيلات كل فرد في الأسرة.
وللقيام بهذه الأشياء، يحتاج الأشخاص إلى الإنترنت للوصول إلى المساعدة وربط البيانات. بدون الوصول إلى الإنترنت، يمكن لمنظم الحرارة الذكي الخاص بك جمع بيانات عنك، لكنه لا يعرف ما هي توقعات الطقس، كما أنه ليس قوياً بما يكفي لمعالجة جميع المعلومات لتحديد ما يجب القيام به، لكن ليست الأشياء الموجودة في منزلك فقط هي التي تتواصل عبر الإنترنت. كما أصبحت أماكن العمل ومراكز التسوق والمدن أكثر ذكاء، ولدى الأجهزة الذكية في تلك الأماكن متطلبات مماثلة.
ويستخدم إنترنت الأشياء على نطاق واسع في النقل والخدمات اللوجستية والزراعة وأتمتة الصناعة. كان هناك نحو 22 مليار جهاز متصل بالإنترنت قيد الاستخدام في جميع أنحاء العالم في عام 2018، ومن المتوقع أن يرتفع العدد إلى أكثر من 50 ملياراً بحلول عام 2030.
تجمع الأجهزة الذكية مجموعة كبيرة من البيانات حول مستخدميها، وتعد الكاميرات الأمنية الذكية والمساعدات الذكية، في النهاية، كاميرات وميكروفونات في منزلك تجمع معلومات الفيديو والصوت حول وجودك وأنشطتك.
وفي الطرف الأقل وضوحاً من الطيف، تستخدم أشياء مثل أجهزة التلفزيون الذكية الكاميرات والميكروفونات للتجسس على المستخدمين، وتتبع المصابيح الذكية نومك ومعدل ضربات القلب، وتتعرف المكانس الكهربائية الذكية إلى الأشياء الموجودة في منزلك وترسم كل شبر منها.
في بعض الأحيان، يتم تسويق هذه المراقبة كميزة. على سبيل المثال، يمكن لبعض أجهزة توجيه «الواي فاي» جمع معلومات حول مكان وجود المستخدمين في المنزل وحتى التنسيق مع الأجهزة الذكية الأخرى لاستشعار الحركة.
عادة ما يعد المصنعون بأنظمة صنع القرار المؤتمتة فقط وليس البشر هم من يرى بياناتك. لكن هذا ليس هو الحال دائماً. على سبيل المثال، يستمع عمال أمازون إلى بعض المحادثات مع أليكسا، ويقومون بتدوينها وتعليقها قبل إدخالها في أنظمة صنع القرار الآلية.
ولكن حتى تقييد الوصول إلى البيانات الشخصية على أنظمة اتخاذ القرار المؤتمتة يمكن أن تكون له عواقب غير مرغوب فيها. قد تكون أي بيانات خاصة تتم مشاركتها عبر الإنترنت عرضة للمتسللين في أي مكان في العالم، كما أن عدداً قليلاً من أجهزة المستهلك المتصلة بالإنترنت تكون آمنة للغاية.
نقاط ضعف المستهلك
مع بعض الأجهزة، مثل مكبرات الصوت الذكية أو الكاميرات، يمكن للمستخدمين إيقاف تشغيلها من حين لآخر للخصوصية، ومع ذلك، حتى عندما يكون هذا خياراً، فإن فصل الأجهزة عن الإنترنت يمكن أن يحد بشدة من فائدتها.
ليس لديك هذا الخيار أيضاً عندما تكون في أماكن العمل أو مراكز التسوق أو المدن الذكية، لذلك قد تكون عرضة للخطر حتى لو لم تكن تمتلك أجهزة ذكية.
لذلك، كمستخدم، من المهم اتخاذ قرار مستنير من خلال فهم المفاضلات بين الخصوصية والراحة عند شراء وتثبيت واستخدام جهاز متصل بالإنترنت.
وأظهرت الدراسات، على سبيل المثال، أن أصحاب المساعدين الشخصيين في المنزل الذكي لديهم فهم غير كامل للبيانات التي تجمعها الأجهزة، ومكان تخزين البيانات ومن يمكنه الوصول إليها.
وأدخلت الحكومات في جميع أنحاء العالم قوانين لحماية الخصوصية ومنح الأشخاص مزيداً من التحكم في بياناتهم. بعض الأمثلة هي اللائحة الأوروبية والعالمية العامة لحماية البيانات وقانون.
ربما شعرت يوماً بإحساس زاحف أن شخصاً ما يراقبك، ثم تستدير ولا ترى أي شيء خارج عن المألوف.
واعتماداً على المكان الذي تتواجد أنت فيه، هناك المليارات من الأشياء التي تستشعرك كل يوم. إنها في كل مكان، مخفية وفي الوقت ذاته على مرأى من الجميع: داخل التلفزيون والثلاجة والسيارة والمكتب، وتعرف هذه الأشياء عنك أكثر مما قد تتخيله، والعديد منها ينقل هذه المعلومات عبر الإنترنت.
وبالعودة إلى عام 2007، كان من الصعب تخيل ثورة التطبيقات والخدمات المفيدة التي دشنتها الهواتف الذكية، لكنها جاءت بكلفة من حيث التطفل وفقدان الخصوصية.
ووفقاً لدراسة أجراها روبرتو يوس، أستاذ مساعد في علوم الكمبيوتر، جامعة ماريلاند، مقاطعة بالتيمور، وبريمال باباشان، باحث ما بعد الدكتوراه في علوم الكمبيوتر، من جامعة ولاية بنسلفانيا. وهما عالما كمبيوتر يدرسان إدارة البيانات والخصوصية، وجدا أن مع اتصال الإنترنت الممتد إلى الأجهزة في المنازل والمكاتب والمدن، فإن الخصوصية في خطر أكثر من أي وقت مضى. ووثقا ذلك بما يلي:
إنترنت الأشياء
صممت الأجهزة الذكية الموجودة في المنزل والسيارة لجعل الحياة أسهل وأتمتة المهام التي تؤديها يومياً مثل تشغيل وإطفاء الأنوار عند دخول الغرفة والخروج منها، وتذكيرك بأن الطماطم على وشك أن تفسد، وتحديد درجة حرارة المنزل حسب الطقس بناء على تفضيلات كل فرد في الأسرة.
وللقيام بهذه الأشياء، يحتاج الأشخاص إلى الإنترنت للوصول إلى المساعدة وربط البيانات. بدون الوصول إلى الإنترنت، يمكن لمنظم الحرارة الذكي الخاص بك جمع بيانات عنك، لكنه لا يعرف ما هي توقعات الطقس، كما أنه ليس قوياً بما يكفي لمعالجة جميع المعلومات لتحديد ما يجب القيام به، لكن ليست الأشياء الموجودة في منزلك فقط هي التي تتواصل عبر الإنترنت. كما أصبحت أماكن العمل ومراكز التسوق والمدن أكثر ذكاء، ولدى الأجهزة الذكية في تلك الأماكن متطلبات مماثلة.
ويستخدم إنترنت الأشياء على نطاق واسع في النقل والخدمات اللوجستية والزراعة وأتمتة الصناعة. كان هناك نحو 22 مليار جهاز متصل بالإنترنت قيد الاستخدام في جميع أنحاء العالم في عام 2018، ومن المتوقع أن يرتفع العدد إلى أكثر من 50 ملياراً بحلول عام 2030.
تجمع الأجهزة الذكية مجموعة كبيرة من البيانات حول مستخدميها، وتعد الكاميرات الأمنية الذكية والمساعدات الذكية، في النهاية، كاميرات وميكروفونات في منزلك تجمع معلومات الفيديو والصوت حول وجودك وأنشطتك.
وفي الطرف الأقل وضوحاً من الطيف، تستخدم أشياء مثل أجهزة التلفزيون الذكية الكاميرات والميكروفونات للتجسس على المستخدمين، وتتبع المصابيح الذكية نومك ومعدل ضربات القلب، وتتعرف المكانس الكهربائية الذكية إلى الأشياء الموجودة في منزلك وترسم كل شبر منها.
في بعض الأحيان، يتم تسويق هذه المراقبة كميزة. على سبيل المثال، يمكن لبعض أجهزة توجيه «الواي فاي» جمع معلومات حول مكان وجود المستخدمين في المنزل وحتى التنسيق مع الأجهزة الذكية الأخرى لاستشعار الحركة.
عادة ما يعد المصنعون بأنظمة صنع القرار المؤتمتة فقط وليس البشر هم من يرى بياناتك. لكن هذا ليس هو الحال دائماً. على سبيل المثال، يستمع عمال أمازون إلى بعض المحادثات مع أليكسا، ويقومون بتدوينها وتعليقها قبل إدخالها في أنظمة صنع القرار الآلية.
ولكن حتى تقييد الوصول إلى البيانات الشخصية على أنظمة اتخاذ القرار المؤتمتة يمكن أن تكون له عواقب غير مرغوب فيها. قد تكون أي بيانات خاصة تتم مشاركتها عبر الإنترنت عرضة للمتسللين في أي مكان في العالم، كما أن عدداً قليلاً من أجهزة المستهلك المتصلة بالإنترنت تكون آمنة للغاية.
نقاط ضعف المستهلك
مع بعض الأجهزة، مثل مكبرات الصوت الذكية أو الكاميرات، يمكن للمستخدمين إيقاف تشغيلها من حين لآخر للخصوصية، ومع ذلك، حتى عندما يكون هذا خياراً، فإن فصل الأجهزة عن الإنترنت يمكن أن يحد بشدة من فائدتها.
ليس لديك هذا الخيار أيضاً عندما تكون في أماكن العمل أو مراكز التسوق أو المدن الذكية، لذلك قد تكون عرضة للخطر حتى لو لم تكن تمتلك أجهزة ذكية.
لذلك، كمستخدم، من المهم اتخاذ قرار مستنير من خلال فهم المفاضلات بين الخصوصية والراحة عند شراء وتثبيت واستخدام جهاز متصل بالإنترنت.
وأظهرت الدراسات، على سبيل المثال، أن أصحاب المساعدين الشخصيين في المنزل الذكي لديهم فهم غير كامل للبيانات التي تجمعها الأجهزة، ومكان تخزين البيانات ومن يمكنه الوصول إليها.
وأدخلت الحكومات في جميع أنحاء العالم قوانين لحماية الخصوصية ومنح الأشخاص مزيداً من التحكم في بياناتهم. بعض الأمثلة هي اللائحة الأوروبية والعالمية العامة لحماية البيانات وقانون.
