بعد انتعاش هائل.. بنوك «وول ستريت» تخطط لخفض الوظائف

بعد فترة من عمليات التوظيف الهائلة في بنوك «وول ستريت»، تخطط البنوك الآن إلى خفض كبير في الوظائف لأول مرة منذ عام 2019، بسبب مجموعة من العوامل التي ألقت بظلالها على الأسواق، وأدت إلى تراجع معظم الصفقات خلال عام 2022.
وأكدت مصادر لشبكة «CNBC» أن التسريح سيكون انتقائياً، ولكنه واسع النطاق.
ويقول أحد مسؤولي التوظيف في «وول ستريت»: «عندما تواجه البنوك نقصاً في الإيرادات يصبح لديها خيار واحد، لتتعامل مع الأمر وهو تقليل التكاليف».
وقفز عدد الموظفين في بنك جيه بي مورجان الاستثماري بنسبة 13%، وجولدمان ساكس 17%، ومورجان ستانلي 26%، وذلك قبل 6 أشهر، نتيجة طفرة تاريخية في عمليات الاندماج والاكتتابات العامة.
وقد حدثت هذه الطفرة في التوظيف خلال العامين الماضيين، لأن المؤسسات المصرفية واجهت نقصاً في القوى العاملة، عندما ضخت البنوك المركزية تريليونات الدولارات لدعم الأسواق في بداية جائحة كوفيد-19، وأدى ذلك إلى زيادة نشاط أسواق رأس المال، كعمليات الإدراج العامة على سبيل المثال، ما أدى بدوره إلى دخول موظفين جدد إلى بنوك «وول ستريت».
ولأول مرة منذ سنوات، تظهر هيمنة موظفي البنوك؛ فقد عارضوا أمر العودة للعمل من المكاتب، وحصلوا على مكافآت قياسية، تبعها عدد من الزيادات والحوافز بل وحتى الإجازات المدفوعة؛ ولكن انتهى كل ذلك الآن.
وفي موسم الصيف تتباطأ حركة البنوك نتيجة عوامل عديدة، منها الانخفاض الحاد في الأصول المالية، وعدم اليقين الناجم عن حرب أوكرانيا، وتحركات البنوك المركزية لمكافحة التضخم.
ووفقاً لبيانات «ديلوجيك»، انكمش حجم الاكتتاب العام الأولي بنسبة 91% في الولايات المتحدة مقارنة بالعام السابق، والشركات أصبحت غير قادرة على إصدار الأسهم أو السندات، ما أدى إلى انخفاض حاد في عائدات أسواق رأس المال للأسهم والديون، خاصة في حالة العائدات المرتفعة، حيث انخفضت الأحجام بنسبة 75%؛ كما أنه من غير المرجح أن تقوم الشركات بعمليات استحواذ، وهو ما نتج عنه انخفاض حجم الصفقات بنسبة 30% حتى الآن هذا العام.
وفي مايو الماضي، قال رئيس بنك جيه بي مورجان تشيس «دانيال بينتو»، إن المصرفيين يواجهون بيئة صعبة للغاية، وأن الرسوم المصرفية تتجه نحو انخفاض بنسبة 45% في الربع الثاني؛ فيما حذر رئيسه التنفيذي جيمي ديمون المستثمرين هذا الشهر من أن إعصار اقتصادي في الطريق، وأن البنك يستعد لأسواق متقلبة.