عادي

أمباني وأداني.. عندما يتنافس أباطرة المال الهنود

بثروة مجمعة 210 مليارات دولار

16:09 مساء
الصورة
الصورة
بعد التوسع الكبير في مجالات اقتصادية شتّى، ولأكثر من عقدين من الزمان، يتواصل السباق بين أغنى رجلين في آسيا على ذات الحلبة التنافسية، حيث يتطلع الملياردير الهندي موكيش أمباني، إلى التنويع خارج السوق الهندية مع استثمارات ضخمة بالفعل في قطاعات النفط والاتصالات، فيما تركز أعمال مواطنه جوتام أداني، الذي أصبح مؤخراً رابع أغنى شخص في العالم بثروة تقدر بنحو 118.3 مليار دولار بناءً على بيانات مؤشر بلومبيرغ للمليارديرات، على قطاعات مثل تعدين الفحم والموانئ والشحن، وهي قطاعات ظلت بعيدة عن استثمارات أمباني.
قبل فترة وجيزة، وعندما كانت شركة «ريلاينس إندستريز»، التي قادت إمبراطورية أمباني وثروته التي تُقدر بـ 92 مليار دولار، تفكر في الاستحواذ على شركة اتصالات أجنبية عملاقة، تناقل الإعلام خبراً مفاده أن المنافس الشرس أداني يخطط هو الآخر لتقديم عطاء في أول بيع ضخم لموجات بث «5جي» في الهند.
وضعت طموحات جوتام أداني اللامحدودة تلك معسكر موكيش أمباني، وخاصة شركة «جيو إنفوكوم ليمتد»، اللاعب الأول في سوق الهواتف المحمولة والاتصالات اللاسلكية في الهند، والتي أنفقت أكثر من 11 مليار دولار، في حالة تأهب قصوى. لذلك، طالب المستشارون أمباني بمتابعة السعي وراء أهدافه العابرة للحدود وتنويع الاستثمارات، في حين نصحه آخرون بالاحتفاظ بالأموال لدرء أي تحد داخلي من أداني. لذلك، قررت «ريلاينس» في النهاية سحب عرضها لشراء شركة الاتصالات، ورأت أنه سيكون من الأفضل الاحتفاظ بكومة مالية على أهبة الاستعداد لقادم الأيام.
عطش الثروة
في بيان سابق، قالت مجموعة «أداني» إنها لا تنوي الدخول إلى مساحة الهاتف المحمول للمستهلك التي تسيطر عليها حالياً منافستها «أمباني»، وبأنها ستستخدم فقط أي موجات هوائية تم شراؤها في مزاد حكومي لإنشاء حلول شبكة خاصة، ولتعزيز الأمن السيبراني في مطارات الدولة وموانئها. لكن على الرغم من هذا التعليق، تنتشر التكهنات بأن الملياردير الذي تجاوزت ثروته ثروة بيل غيتس قد يغامر في النهاية بتقديم خدمات لاسلكية للمستهلكين. كما أنه وبحسب «بلومبيرغ نيوز» في مارس/آذار، تستكشف «أداني» شراكات محتملة وفرص استثمار مع المملكة العربية السعودية، بما في ذلك إمكانية شراء جزء من حصة صندوق الاستثمارات العامة في عملاق النفط «أرامكو».
بدوره، قال آرون كيجريوال، مؤسس شركة استشارات الاستثمار «KRIS»: «إن العائلتين الهنديتين متعطشتان بالمثل للنمو ولا بد أن تلتقي مشاريعهما ولو بالصدفة. وهذا يعني أن مجموعة أمباني وأداني ستتعاونان وتتعايشان وتتنافسان، وبالمحصلة ستزدهر الأفضل».
يمتلك المليارديران أيضاً تداخلات كبيرة أيضاً في أسواق الطاقة الخضراء، حيث يتعهد كل منهما باستثمار أكثر من 70 مليار دولار في مساحة مرتبطة بشدة بأولويات الحكومة الهندية. وفي الوقت نفسه، بدأت طموحات أداني تتمدد داخل الخدمات الرقمية والرياضة وتجارة التجزئة والبتروكيماويات ووسائل الإعلام. وهي قطاعات إما تهيمن «ريلاينس» المملوكة لموكيش أمباني بالفعل عليها، أو لديها نوايا كبيرة لذلك.
يتمتع كلا الرجلين بمهارات عالية في تنفيذ المشاريع، ويهتمان للغاية بالتفاصيل، ويحرصان على متابعة أهداف العمل حتى النهاية، كما يقول المحللون والمديرون التنفيذيون الذين عملوا معهما. ويتفق هؤلاء على أنه من المرجح أن يلعب الرجلان دوراً كبيراً في إعادة تشكيل مشهد الأعمال الهندي، مما قد يترك أجزاءً شاسعة متزايدة من الاقتصاد في أيدي عائلتين فقط. ومن الممكن أن يكون لذلك عواقب كبيرة في دولة شهدت اتساع الفجوة في الدخل خلال الوباء، وازدياد مخاطر عدم المساواة. (بلومبيرغ)