عادي

أيمن الظواهري.. طبيب تحول إلى زعيم أكبر تنظيم إرهابي

09:54 صباحا
قراءة 4 دقائق
دبي - رويترز
خلف زعيم تنظيم «القاعدة» أيمن الظواهري الذي أُعلن مقتله الأحد في غارة أمريكية، أسامة بن لادن في زعامة التنظيم المتطرف، بعد سنوات اعتبر فيها عقل التنظيم المدبر، وواضع استراتيجياته، لكن افتقاره إلى الشخصية المؤثرة، ومنافسة تنظيم «داعش» الإرهابي، أعاقا قدرته على شن هجمات كبيرة على الغرب.
ولم ينشأ الظواهري في الأحياء الفقيرة بالقاهرة، كمتطرفين آخرين؛ إذ ولد عام 1951 لعائلة بارزة في العاصمة المصرية، وكان حفيداً لشيخ الأزهر. ونشأ الظواهري في ضاحية المعادي الراقية بالقاهرة، وهو مكان يفضله الغربيون. واعتنق الظواهري، وهو نجل أستاذ لعلم العقاقير، الفكر الأصولي للمرة الأولى في سن الخامسة عشرة.
واستوحى أفكاره من أفكار المفكر «الإخواني» سيد قطب، الذي أُعدم عام 1966 بتهمة قلب نظام الحكم.
ووصفه الأشخاص الذين درسوا معه في كلية الطب، بأنه كان شاباً مفعماً بالحيوية، يذهب إلى السينما، ويستمع إلى الموسيقى، ويمزح مع الأصدقاء، قبل أن يميل إلى التطرف، بعد دخوله السجن.
وقال طبيب درس مع الظواهري ورفض الكشف عن اسمه: «عندما خرج من السجن كان شخصاً مختلفاً تماماً».
وعرف العالم الظواهري للمرة الأولى، عندما وقف في قفص بقاعة المحكمة، بعد اغتيال الرئيس المصري أنور السادات في عرض عسكري عام 1981، حينها ظهر الطبيب مرتدياً جلباباً أبيض، مثل باقي المتهمين الآخرين في القضية.
وفي قفص الاتهام، خاطب الظواهري الصحافة الدولية، مدعياً أن المتورطين في الاغتيال المسلحين تعرضوا للتعذيب، في وقت قال زملاؤه السجناء: إن هذه الظروف زادت من تطرف الظواهري.
وقضى الظواهري حكماً بالسجن ثلاث سنوات، بتهمة حيازة سلاح من دون سند من القانون، لكنه بُرئ من التهم الرئيسية.
وذهب الظواهري، الذي درس الجراحة ليكون أحد الأسماء المستعارة له «الطبيب»، إلى باكستان لدى إطلاق سراحه؛ حيث عمل في علاج المقاتلين الجرحى في أفغانستان الذين كانوا يحاربون القوات السوفييتية.
وتعرف خلال تلك الفترة إلى أسامة بن لادن، وهو سعودي ثري انضم إلى المقاومة الأفغانية. وتولى الظواهري قيادة تنظيم «الجهاد» المتطرف في مصر عام 1993، وكان شخصية بارزة، في حملة منتصف التسعينات لإطاحة الحكومة، وإقامة دولة دينية خالصة. وقُتل خلال الحملة تلك أكثر من 1200 مصري.
وشنت السلطات المصرية حملة قمع على «الجهاد»، بعد محاولة اغتيال الرئيس الأسبق حسني مبارك في 1995 بأديس أبابا. ورد الظواهري بإصدار أمر بشن هجوم عام 1995 على السفارة المصرية في إسلام أباد. واصطدمت سيارتان مملوءتان بالمتفجرات ببوابات المجمع، ما أدى إلى مقتل 16 شخصاً. وفي عام 1999، حكمت محكمة عسكرية غيابياً على الظواهري بالإعدام، فيما كان يعيش هو حياة المتشددين الخشنة، بعدما ساعد أسامة بن لادن في تشكيل تنظيم «القاعدة».
وفي تسجيل مصور بث عام 2003، ظهر الرجلان، يمشيان على سفح جبل صخري، وهي صورة كانت المخابرات الغربية تأمل أن توفر أدلة على مكان وجودهما.
* تهديدات «الجهاد العالمي»، واعتقد لسنوات أن الظواهري يختبئ على الحدود بين باكستان وأفغانستان.
وهذا العام، حدد المسؤولون الأمريكيون، أن عائلة الظواهري- زوجته وابنته وأطفالها- انتقلوا إلى منزل آمن في كابول، وحددوا بعد ذلك هوية الظواهري في الموقع الذي أعلن اغتياله فيه، حسب ما قال مسؤول كبير بالإدارة.
وقال مسؤول: إنه قُتل في هجوم بطائرة مسيّرة عندما خرج من شرفة المنزل الأحد. ولم يصب أحد بأذى.
وتولى الظواهري قيادة «القاعدة» عام 2011 بعدما قتلت القوات الأمريكية أسامة بن لادن في مخبئه بباكستان. ومنذ ذلك الحين دعا مراراً إلى «الجهاد العالمي»، مع وجود بندقية إيه.كيه-47 إلى جانبه أثناء رسائله المصورة.
وفي تأبين أسامة بن لادن، وعد الظواهري بمواصلة الهجمات على الغرب، مذكراً بتهديدات شهيرة أطلقها سابقاً زعيم التنظيم الراحل للغرب. لكن ظهور تنظيم «داعش» الأكثر تشدداً، في 2014-2019، أثار نفس القدر من اهتمام سلطات مكافحة الإرهاب الغربية بـ«القاعدة» إن لم يكن أكثر.
وفي السنوات التي أعقبت مقتل أسامة بن لادن في عام 2011، قتلت الضربات الجوية الأمريكية عدداً من نواب الظواهري، ما أضعف قدرة المتشدد المخضرم على التنسيق على الصعيد العالمي. ورأى بأم عينيه بأن «القاعدة» باتت مهمشة فعلياً، بعد ما يُعرف بـ «الربيع العربي» عام 2011.
وعلى الرغم مما عُرف عنه بأنه شخصية متصلبة ميالة للخلاف، فإن الظواهري نجح في رعاية جماعات تابعة لـ«القاعدة» على نحو غير وثيق في جميع أنحاء العالم.
وحاول الظواهري أحياناً إثارة المشاعر بين المسلمين، من خلال التعليق على الإنترنت على قضايا حساسة، لكن طريقته كانت لا تضاهي طريقة أسامة بن لادن في الجاذبية والتأثير.
وعلى المستوى العملي، يُعتقد بأن الظواهري متورط في بعض من أكبر عمليات «القاعدة»؛ إذ ساعد في تنظيم هجمات عام 2001، عندما استُخدمت طائرات خطفها التنظيم لقتل ثلاثة آلاف شخص في الولايات المتحدة.
وواجه اتهامات بالضلوع في تفجير سفارتي الولايات المتحدة في كينيا وتنزانيا عام 1998. ورصدت واشنطن 25 مليون دولار مكافأة لمن يدلي بمعلومات تقود إليه.
التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"