الإمارات الأكثر جاهزية واستيعاباً لـ«ميتافيرس»

22:29 مساء
قراءة 3 دقائق

بروفيسور بول هوبكنسون *

دشنت استراتيجية «دبي ميتافيرس»، التي أطلقها سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم ولي عهد دبي رئيس المجلس التنفيذي، مؤخراً عصراً جديداً لترسيخ مكانة الدولة إقليمياً وعالمياً في قطاع تقنية المعلومات والاتصالات وتسريعاً لدخول حقبة الثورة الصناعية الرابعة بسرعة، فيما تستهدف الاستراتيجية مساهمة «ميتافيرس» في ضخ 4 مليارات دولار في اقتصاد دبي ودعم 42 ألف وظيفة افتراضية بحلول العام 2030.

وتعد دولة الإمارات الأكثر استيعاباً وجاهزية لعالم «ميتافيرس كونها تدرك أهمية التحول الرقمي والتقنيات والاتصالات الحديثة في دعم الاقتصاد المعرفي وتطور كافة المؤسسات والقطاعات والشركات في الدولة.

وتخطط دبي لتصبح لاعباً رئيسياً في العالم الافتراضي وتعمل على تطوير إطار تنظيمي وتشريعي للقطاع. كما أنها تطلق مشاريع ومبادرات أخرى من شأنها أن ترفع مكانتها في العالم الافتراضي.

ومع المبادرات وكون دبي مركزاً للعديد من شركات التكنولوجيا من جميع أنحاء العالم، تتمتع الإمارات ببنية تحتية مثالية وجاهزية لتكون مركزاً لتطبيقات «ميتافيرس». 

في الآونة الأخيرة، أطلقت « ColossalBit’s  MetaTerrace »، وهي مؤسسة تقارب العالمين الرقمي والواقعي بما يتماشى مع مبدأ «metaTerrace». 

ووفقاً لتقرير صادر عن«ماركت داتا سنتر» بلغت قيمة سوق«ميتافرس» العالمي 62.1 مليار دولار 2021، فيما يقدر أن تتجاوز قيمتها 1637.4 مليار دولار بحلول 2030، بمعدل نمو سنوي مركب يزيد على 45.01٪ خلال فترة التوقعات من 2022 إلى 2030 من حيث الإيرادات بسبب ظهور التقنيات الجديدة مثل البناء ثلاثي الأبعاد، AR / VR، الذكاء الاصطناعي وتعلم الآلة، إنترنت الأشياء، 5G، الحوسبة السحابية، التشفير، الويب 3.0 وبلوك تشين.

وتتوقع التقديرات الحالية أن إيرادات الأعمال من تكنولوجيا«ميتافيرس» يمكن أن تنمو من 180 مليار دولار إلى 400 مليار دولار بحلول عام 2025 وتتضمن بعض القطاعات التي يمكن أن تستفيد منها تبنى تلك التقنيات الحديثة والتي يمكن أن تساهم في إحداث تحول وطفرة هو قطاع التسوق والألعاب والفعاليات الترفيهية وأشياء أخرى.

ويمكن لدولة الإمارات تأمين مكانتها كمركز عالمي وإقليمي مع الفرص التي تقدمها تقنيات «الميتافيرس» في القطاعات والصناعات المختلفة والتي من بينها على سبيل المثال وليس الحصر:

} التجارة: سوف تفتح «ميتافيرس» فرصاً جديدة مع ارتفاع نسبة التجارة الرقمية وسيصبح التسوق عبر الإنترنت أكثر شمولاً مع خيار شراء المنتجات الرقمية، حيث يستطيع الأشخاص بالفعل تجربة النظارات أو المكياج أو تجربة الأثاث في منازلهم فعلياً لمعرفة ما إذا كان ذلك مناسباً.

} الترفيه: على الرغم من أننا نشهد بعض الفعاليات على الهواء مباشرة من خلال منصات التواصل الاجتماعي، فإن الترفيه سيأخذ تجربة واقع مختلط حيث يمكن للأشخاص الانضمام شخصياً أو شراء تذكرة للتجربة الافتراضية. 

} تجارب العالم الواقعي: مع تزايد اعتماد الأشخاص على التقنيات الافتراضية للعمل والبقاء على اتصال، ستعمل تقنية «ميتافيرس» على تبسيط هذه التكنولوجيا من خلال تشابه تفاعل الحياة الواقعية ويمكن أن يفتح هذا طرقاً أكثر فاعلية للتواصل عبر أجزاء مختلفة من العالم.

وبفضل تقنيات الواقع الافتراضي الخاصة به، يمكن للأشخاص الحصول على تجربة«ميتافيرس» حيث يمكنهم زيارة عوالم بديلة والمشاركة في مناقشات التشفير وNFT.

وبالنظر إلى تطوير البنية التحتية المتقدمة في البلاد والاعتماد الحالي للتقنيات الرقمية، فإن «ميتافيرس» والواقع الافتراضي سيكون حتماً جزءاً مهماً من مستقبل دولة الإمارات.

ويجب أن تدرك الشركات أن «ميتافيرس» ستغير الديناميكية مع عملائها. بمعنى آخر، سيحتاجون إلى العمل مع العملاء بدلاً من جعلهم متلقيين فقط، ستكون هذه التقنيات مكاناً نشيطاً وديناميكياً للاستكشاف والتجربة. لذا سيتعين على الشركات تطوير طرق جديدة وأكثر ذكاء وسريع الحركة بما يكفي للانتقال إلى «ميتافيرس».

* رئيس كلية إدنبرة للأعمال والعلوم الاجتماعية - جامعة هيريوت وات دبي

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

رئيس كلية إدنبرة للأعمال والعلوم الاجتماعية - جامعة هيريوت وات دبي

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"