عادي

«استغاثة جوع» تثير تعاطف البرازيليين

16:43 مساء
قراءة دقيقتين
البرازيل
البرازيل
البرازيل
البرازيل
كانت ثلاجة سيليا باروس فارغة قبل أسبوع، ولم يكن فيها ما يسد جوع أبنائها، لكن هذه الأم البرازيلية المطلقة، تكاد اليوم لا تجد متسعاً لحفظ المواد الغذائية؛ إذ تدفقت عليها التبرعات من كل حدب وصوب بعدما اتصل ابنها البالغ 11 عاماً بالشرطة مستغيثاً. وبادر الفتى ميغيل، العنصر الذي رد عليه بالقول: «حضرة الشرطي، لم يعد لدينا ما نأكله في المنزل».
وأتت خطوة الفتى بعد 3 أيام كان خلالها أفراد الأسرة السبعة الذين يعيشون في غرفة تحت سقف أحد الأبنية في سانتا لوزيا قرب بيلو هوريزونتيه (جنوب شرق) يأكلون فقط دقيق الذرة المخلوط مع الماء.
وأرسل الشرطي الذي تلقى المكالمة الهاتفية عناصر إلى المكان لاعتقاده أن أحوال الأسرة سببها إهمال من الوالدين.
لكن ما صادفه العناصر عند وصولهم يمثل مشهداً مألوفاً جداً في البرازيل، هو عبارة عن أمّ عاجزة عن إطعام أبنائها، لأن التضخم أدى إلى تآكل القدرة الشرائية للمواطنين الأكثر فقراً في البرازيل التي يعد اقتصادها الأكبر في أمريكا اللاتينية.
وتوجه الشرطيون إلى أحد المتاجر لشراء الأطعمة لأفراد الأسرة. وفيما تولوا دفع قسم من ثمنها، تبرّع مدير المتجر بالقسم المتبقي بعدما أوضح له العناصر سبب وجودهم في الحي.
وعندما تناولت الصحافة المحلية القصة المؤلمة هذه، تأثر البرازيليون من مختلف أنحاء البلاد بمأساة عائلة باروس، وبدأت التبرعات تنهال عليها. وأصبح مطبخ العائلة الضيّق الذي كان خالياً سابقاً من أي مواد غذائية يبدو وكأنه متجر صغير.
ويقول الفتى ميغيل لوكالة «فرانس برس» وهو يفتح خزانة مملوءة بالمواد الغذائية: «تلقينا الكثير من الأطعمة وسلعاً أخرى وأنواعاً من المأكولات لم أكن أعرفها من قبل».
- «الجوع مؤلم جداً» - أما والدته سيليا (46 سنة) فلها ثمانية أبناء تتولى حالياً تربية ستة منهم بمفردها.
وكانت تؤمّن مردودها من أعمال متفرقة تولتها قبل جائحة كوفيد-19 التي أصبحت خلالها عاطلة عن العمل.
وتقول متنهدة وهي تحمل أصغر أبنائها، وهو رضيع: «لقد عانينا كثيراً، فالجوع مؤلم جداً. لن أنسى تلك اللحظات أبداً».
التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"