عادي

«العملاق النائم» في القارة القطبية الجنوبية.. هل يمكن السيطرة عليه؟

15:18 مساء
قراءة دقيقتين
لندن - أ ف ب
يحتمل أن يتسبب الاحترار العالمي بأكثر من درجتين مئويتين في ذوبان أكبر غطاء جليدي موجود في القارة القطبية الجنوبية، يصفه العلماء بـ«العملاق النائم»، ما سيتسبب برفع منسوب مياه البحر أمتاراً عدة، على ما حذّر باحثون يعتبرون أن السيطرة على الوضع لا تزال ممكنة، وفق دراسة، نشرت الأربعاء.
وتهدف اتفاقية باريس 2015 التي تم تبنيها في مؤتمر المناخ «كوب 21» إلى الحد من الاحترار المناخي عند 1.5 درجة مئوية فوق مستويات ما قبل الحقبة الصناعية، لكن المنظمة العالمية للأرصاد الجوية، تشير إلى أن كوكب الأرض يتجه نحو احترار بدرجتين ونصف درجة إلى ثلاث درجات.
وبحسب الدراسة التي أجرتها جامعة دورهام البريطانية، وشارك فيها علماء من المملكة المتحدة وأستراليا وفرنسا، فإنه في حال استمرت وتيرة الاحترار بالتزايد لتتخطى الدرجتين المئويتين، قد يسهم الغطاء الجليدي في شرق القارة القطبية الجنوبية في ارتفاع مستويات سطح البحر بأمتار عدة في غضون بضعة قرون فقط .وإذا لم يتخط الاحترار درجتين مئويتين ستسهم الطبقة الجليدية في إبقاء مستوى سطح البحر عند أقل من نصف متر بحلول عام 2500.
وقال معد الدراسة الرئيسي البروفيسور كريس ستوكس من قسم الجغرافيا في جامعة دورهام،: «إن الاستنتاج الرئيسي الذي توصلنا إليه من خلال الدراسة هو أننا لا نزال قادرين بشكل كبير على التحكم بمصير الغطاء الجليدي في شرق القارة القطبية الجنوبية».
وأضاف: «هذا الغطاء الجليدي هو الأكبر على الأرض، ويحوي كمية من المياه كفيلة بزيادة منسوب البحر 52 متراً»، مشيراً إلى أهمية تفادي ذوبان «هذا العملاق النائم».
ودرس الباحثون الذين نُشرت نتائج دراستهم في مجلة «نيتشر» كيف يستجيب الغطاء الجليدي لموجات الحر الأخيرة، وعاينوا الأماكن التي تشهد تغييرات حالياً فيه.
وحللوا كذلك عمليات محاكاة حاسوبية لمعاينة الأثر الذي تتسبب به مستويات عدة من غازات الدفيئة المنبعثة، ودرجات الحرارة على الغطاء الجليدي بحلول الأعوام 2100 و2300 و2500.
وأعادت البروفيسورة نيريلي أبرام من الجامعة الوطنية الأسترالية في كانبيرا التذكير بعبرة أساسية استُخلصت من الماضي وتتمثل في أن الغطاء الجليدي شرقي القارة القطبية الجنوبية يتأثر بشكل كبير في الاحترار المناخي حتى لو كانت درجات حرارة الأخير محدودة، مضيفة أن هذا الغطاء الجليدي ليس مستقراً ومحمياً كما كنا نعتقد سابقاً.
وأكدت أن أمامنا حالياً فرصة ضئيلة جداً للحد سريعاً من انبعاثات غازات الدفيئة، والحد من الاحترار العالمي، والحفاظ على طبقة الجليد في القارة القطبية الجنوبية.
ويشير البرنامج الأوروبي لرصد الأرض «كوبرنيكوس» إلى أن الغطاء الجليدي في القارة القطبية الجنوبية، شهد أدنى مستوى له تُسجله الأقمار الاصطناعية خلال شهر يوليو/تموز الماضي، منذ 44 سنة.
التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"