عادي

محادثات تجارية بين أمريكا وتايوان في مواجهة «زيادة الضغط الصيني»

16:08 مساء
قراءة 3 دقائق
محادثات تجارية بين أمريكا وتايوان في مواجهة «زيادة الضغط الصيني»
تايبيه - أ ف ب
أعلنت تايوان والولايات المتحدة، الخميس، عن خطط لإجراء محادثات تجارية في أوائل الخريف في وقت حذر دبلوماسي أمريكي كبير بكين من مواصلة التضييق على الجزيرة التي تتمتع بحكم ذاتي وتعتبرها الصين جزءاً من أراضيها.
وبلغ التوتر ذروته في مضيق تايوان عقب زيارة رئيسة مجلس النواب نانسي بيلوسي إلى تايبيه، ما أثار رد فعل غاضب من بكين التي أطلقت أكبر تمارين عسكرية لها في محيط الجزيرة.
ومن المتوقع أن تشمل المحادثات مجالات مختلفة من الزراعة إلى التجارة الرقمية والممارسات التنظيمية وإزالة الحواجز التجارية، بحسب ما أعلن مكتب الممثل التجاري للولايات المتحدة في بيان.
وقالت نائبة الممثل التجاري الأمريكي سارة بيانكي: «المحادثات ستسعى إلى تعميق علاقاتنا التجارية والاستثمارية وتعزيز أولويات التجارة المتبادلة القائمة على أساس القيم المشتركة وتعزيز الابتكار والنمو الاقتصادي الشامل لعمالنا وشركاتنا».
من جهتها قالت وزارة الخارجية التايوانية في تغريدة: «نرحب بهذه الفرصة لتعميق التعاون الاقتصادي بين بلدينا المحبين للحرية مع تشكيل نموذج جديد للتعاون التجاري في منطقة المحيطين الهندي والهادئ». وكتب ممثل تايبيه في واشنطن سياو بي-خيم: «نرحب بهذا الإعلان، وتايوان جاهزة».
وترتبط الولايات المتحدة وتايوان بعلاقات تجارية واستثمارية. والجزيرة أيضاً مورد عالمي مهم لبعض أشباه الموصلات الأكثر تطوراً والمستخدمة في كل شيء من الهواتف المحمولة وأجهزة الكمبيوتر المحمولة إلى السيارات والصواريخ.
لكن ما زالت الصين أكبر شريك تجاري لتايوان. وقد عبرت بكين عن القلق إزاء الإعلان عن المحادثات وقالت إنها تعارض ذلك بشدة.
وأوضحت المتحدثة باسم وزارة التجارة الصينية شو جويتتينغ الخميس أن الصين دائماً ما تعارض أي اتصالات رسمية بين أي دولة ومنطقة تايوان الصينية، مضيفة أن الأمر يتعلق بالعلاقات الصينية - الأمريكية.
تعتبر بكين تايوان جزءاً لا يتجزأ من أراضيها، وتؤكد أن الجزيرة ستعود إلى سيادتها يوماً ما، وبالقوة إن لزم الأمر. والعام الماضي كانت 42 في المئة من صادرات تايوان موجهة إلى الصين وهونغ كونغ، مقابل 15 في المئة للولايات المتحدة.
وتنتهج واشنطن سياسة الاعتراف الدبلوماسي ببكين وليس بتايبيه، لكنها ترتبط بعلاقات فعلية مع تايوان وتدعم حقها في تقرير مصيرها.
ترهيب ومضايقة
وأكدت الولايات المتحدة، أن موقفها حيال تايوان لم يتغير واتهمت الصين بتهديد السلام في مضيق تايوان واستخدام زيارة بيلوسي ذريعة للمناورات العسكرية.
واعتبر كبير الموفدين الأمريكيين إلى شرق آسيا الخميس، أن بكين ستقوم على الأرجح بزيادة الضغط على تايوان في الأشهر القادمة بعد المناورات.
وقال مساعد وزير الخارجية لشؤون شرق آسيا والهادئ، دانيال كريتنبرينك، في مؤتمر بالهاتف: «لم تتغير سياستنا، لكن ما تغير هو التضييق المتزايد من جانب بكين». وأضاف أن «هذه الأفعال تندرج ضمن حملة ضغوط مكثفة، لترهيب ومضايقة تايوان وتقويض قدرتها على الصمود».
وشدد الموفد على أن واشنطن سترد على السلوك العدواني للصين بخطوات هادئة، لكن حازمة، لإبقاء مضيق تايوان مفتوحاً ويسوده السلام.
وتأتي تصريحاته عقب إعلان قائد كبير في البحرية الأمريكية هذا الأسبوع أن قرار الصين إطلاق صواريخ بالستية فوق تايوان يجب أن يواجه اعتراضاً باعتباره «غير مسؤول».
وشملت المناورات إطلاق عدة صواريخ بالستية على المياه قبالة سواحل تايوان، وهي من أكثر الممرات البحرية ازدحاماً في العالم، في خطوة هي الأولى للصين منذ منتصف التسعينات الماضية.
وأجرت تايوان من جهتها تمارين لمحاكاة دفاع ضد غزو، واستعرضت الأربعاء أكثر طائراتها المقاتلة تقدماً في طلعة ليلية قلما تحدث، في أعقاب المناورات الصينية حول الجزيرة.
وقالت القوات الجوية التايوانية في بيان إنه «في مواجهة التهديد المتمثل بالمناورات العسكرية الأخيرة للقوات الشيوعية الصينية، بقينا يقظين بموازاة ترسيخ مفهوم (ساحات القتال في كل مكان والتدريب في أي وقت) ... لضمان الأمن القومي».
التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"