بينما وصل مفتشو وكالة الطاقة الذرية إلى محطة زابوروجيا للطاقة النووية إلى الموقع، أكدت روسيا أنها تبذل قصارى جهدها لضمان تشغيل المحطة بأمان، ولكي يتمكن المفتشون من إكمال مهامهم، لكنها حذرت من «استفزاز» أوكراني عند المحطة. وأعلنت عن إحباط محاولات أوكرانية للتخريب واحتلال المحطة.
استعداد روسي لتسهيل المهمة
وقال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف: «نبذل قصارى جهدنا لضمان أن تكون هذه المحطة (زابوروجيا) آمنة، وأن تعمل بأمان. ولكي تنفذ بعثة الوكالة الذرية هناك جميع خططها».
وقال الكرملين أمس الخميس، إنه قلق من احتمال وقوع «استفزاز» من أوكرانيا عند المحطة. وأضاف المتحدث باسم الرئاسة الروسية دميتري بيسكوف أن روسيا مستعدة للتعاون مع الوكالة الدولية لتسهيل مهمتها في المحطة النووية التي تخضع لسيطرة القوات الروسية منذ مارس/آذار.
وتعرضت المحطة لإطلاق نار متكرر في الأسابيع الماضية، ما أثار مخاوف من حدوث كارثة نووية. وتتبادل روسيا وأوكرانيا الاتهامات بشأن قصف المنشأة.
إحباط تسلل وإنزال
وقالت وزارة الدفاع الروسية، أمس الخميس، إن القوات الأوكرانية حاولت السيطرة على محطة زابوروجيا، و«اتُخذت تدابير» للقضاء على القوات المعادية تتضمن استخدام الطيران العسكري. وقالت الوزارة في بيان، إن ما يصل إلى 60 جندياً أوكرانياً عبروا نهر دنيبرو الذي يفصل الأراضي الخاضعة لسيطرة كل جانب الساعة السادسة صباحاً بالتوقيت المحلي، وحاولوا الاستيلاء على المحطة. ووصف البيان العملية بأنها «استفزاز»، بهدف عرقلة زيارة مقررة لمفتشي الوكالة للمحطة النووية.
ونقلت وكالة الإعلام الروسية عن فلاديمير روجوف، وهو مسؤول عيّنته روسيا، قوله، إن قوات أوكرانية هبطت في إنزال جوي على مسافة كيلومتر أو كيلومترين من المحطة النووية. كما اتهمت الوزارة أوكرانيا بقصف كل من موقع استقبال وفد الوكالة الدولية، ومحطة زابوروجيا نفسها.
وقالت أوكرانيا إن القوات الروسية هي التي تقصف المحطة، واتهمت موسكو بمحاولة «تقويض» مهمة الوكالة الدولية.
قتلى في قصف أوكراني
وأكد المسؤول في الإدارة الموالية لموسكو فلاديمير روغوف عبر تيليغرام مقتل ثلاثة مدنيين وجرح شخص جراء ضربات مدفعية أوكرانية استهدفت مناطق سكنية في إنرغودار.
ونشر صوراً تُظهر مبانيَ متضررة. وتحدث مراسل «رويترز» في مدينة إنرغودار التي تسيطر عليها روسيا عن زيادة النشاط العسكري، الخميس، مع تحركات قوات روسية وتحليق مروحيات.
وجود دائم
ووصل مفتشو الوكالة الدولية للطاقة الذرية، الخميس، إلى محطة زابوروجيا جنوبي أوكرانيا، في مهمّة محفوفة بالمخاطر ومرتقبة جداً. ونشرت وكالة «ريا نوفوستي» مقطع فيديو يُظهر موكبهم المؤلف من سيارات عليها شعار الأمم المتحدة، يصل إلى هذه المحطة. وصباح الخميس، أكد المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية، رافاييل غروسي، الذي يقود فريقاً مؤلفاً من 14 خبيراً، الإبقاء على المهمة في المحطة التي يسيطر عليها الجيش الروسي، على الرغم من الضربات.
وقال غروسي للصحفيين: «نحن على دراية بالوضع الحالي. كانت هناك أنشطة عسكرية، بما في ذلك هذا الصباح، منذ بضع دقائق»، لكن «لن نتوقف، نتحرّك». وأضاف: «سنبدأ فوراً تقييم الوضع الأمني في المحطة».
وترغب الوكالة الدولية للطاقة الذرية في أن يكون لديها وجود «دائم» في هذه المحطة الواقعة جنوب شرقي أوكرانيا لتجنّب احتمال حصول كارثة نووية.
من جانبه، قال المدير العام للجنة روبير مارديني للصحفيين في كييف: «حان الوقت لوقف اللعب بالنار واتخاذ بدلًا من ذلك، تدابير ملموسة لحماية هذا الموقع ومواقع مماثلة أخرى من كافة العمليات العسكرية». وحذر من أن «أدنى خطأ قد يسبب خراباً سنندم عليه لعقود».
إيقاف العمل في مفاعل
وأوقِف العمل بمفاعل نووي في محطة زابوروجيا جراء عمليات قصف، وفق ما أعلنت الشركة المشغّلة لمحطات الطاقة الذرية «إنرغوأتوم» التي أكدت أن واحداً من أصل ستة مفاعلات في المحطة لا يزال يعمل. واتهمت السلطات الأوكرانية، الخميس، روسيا، بشن ضربات مدفعية على مدينة إنرغودار، حيث تقع محطة زابوروجيا. (وكالات)
