عادي

بريطانيا والعالم يودعان إليزابيث الثانية

10:57 صباحا
قراءة 3 دقائق
بريطانيا والعالم يودعان إليزابيث الثانية

لندن - (أ ف ب)
تودع المملكة المتحدة والعالم الاثنين إليزابيث الثانية، خلال مراسم جنازة مهيبة في لندن يحضرها رؤساء دول وشخصيات بارزة تكريماً لملكة كرست سنين عهدها السبعين لإشراق التاج البريطاني.
بعد حداد وطني امتد 10 أيام تخللته مراسم تكريم وطقوس تعود لمئات السنين، تنتظر مشاركة ألفي شخص في المراسم الدينية في كاتدرائية ويستمنستر عند الساعة العاشرة بتوقيت غرينتش.
ومن بين الحضور الرئيس الأمريكي جو بايدن وإمبراطور اليابان ناروهيتو والرئيس الفرنسي إيمانيول ماكرون ورئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو ورئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لايين. وأعلن مجيء نائب الرئيس الصيني وانغ كيشان كذلك.


ويصل نعش الملكة إلى الكاتدرائية بعد مسيرة راجلة من قصر ويستمنستر، يواكبه الملك تشارلز الثالث وأفراد من العائلة الملكية مشياً.
ولم يسبق للندن أن جمعت هذا العدد الكبير من المسؤولين الأجانب منذ فترة طويلة. وسيحضر أيضاً ممثلون عن عائلات ملكية أوروبية من بينهم ملك بلجيكا فيليبي وملك إسبانيا فيليبي السادس وأمير موناكو ألبير في كاتدرائية ويستمنستر المرتبطة ارتباطاً عضوياً بمصير الملكة إليزابيث الثانية التي توفيت عن 96 عاماً، ففي تلك الكاتدرائية تزوجت عندما كانت أميرة في سن الحادية والعشرين في تشرين الثاني/نوفمبر 1947 فيليب ماونتباتن قبل أن تتوج فيها في الثاني من حزيران/يونيو 1953.
ويمثل يوم الاثنين وهو عطلة رسمية في المملكة المتحدة، أكبر تحد أمني لشرطة لندن في تاريخها.
وقد تحظى الجنازة الرسمية وهي الأولى التي تشهدها العاصمة البريطانية منذ تشييع وينستون تشرشل في 1965، بواحدة من أوسع المتابعات التلفزيونية في التاريخ.
وستبث المراسم على شاشات ضخمة في لندن وبرمنغهام وإدنبره وكولراين في إيرلندا الشمالية في سبع كاتدرائيات وأكثر من 100 صالة سينما.


مسيرة غير مسبوقة

بعد المراسم في كاتدرائية ويستمنستر التي يتوقع أن تستمر ساعة، تلغى خلالها عشرات الرحلات الجوية حتى لا يعكر الضجيج سكون المناسبة، ستقف البلاد دقيقتي صمت.
ويغادر النعش الكاتدرائية يليه الملك تشارلز الثالث وقرينته كاميلا وأفراد من العائلة الملكية ويوضع مجدداً على عربة مدفع تابع للبحرية الملكية ليبدأ مسيرة غير مسبوقة في شوارع وسط لندن حتى قوس ويلنغتون، حيث سيوضع في سيارة تنقله إلى قصر ويندسور، ويشارك أكثر من ستة آلاف عسكري في المسيرة.
وينتظر انتشار مئات آلاف الأشخاص على جانبي الطريق في لندن وصولاً إلى ويندسور الواقعة على بعد 35 كيلومتراً غرب العاصمة لوداع أخير للملكة التي كانت تتمتع بشعبية عالية جداً، إذ كانت دوماً ترمز إلى الاستقرار كلما شهد العالم تقلبات واضطرابات. وبالنسبة لملايين البريطانيين كانت الملكة الوحيدة التي عرفوها في حياتهم.
وتراجعت صحة الملكة في الأشهر الأخيرة وراحت تعاني مشاكل في التنقل وتوفيت في الثامن من أيلول/سبتمبر في قصر بالمورال الملكي في اسكتلندا، وقبل يومين على ذلك، ظهرت مستقبلة رئيسة الوزراء الجديدة ليز تراس التي ظهرت معها مبتسمة في آخر صورة قبل وفاتها. وكانت أكبر قادة العالم سناً. خلال حياتها عرفت الحرب العالمية الثانية وشهدت انهيار الإمبراطورية البريطانية.


حزن هائل

وأتى مئات آلاف الأشخاص إلى لندن لإلقاء نظرة أخيرة على نعشها المسجى على مدار الساعة مدة خمسة أيام في الجزء الأقدم من قصر ويستمنستر.
وانتظر بعضهم مدة طويلة وصلت أحياناً إلى 24 ساعة في طوابير امتدت على كيلومترات على طول نهر تيمز، رغم الشمس نهاراً والبرد ليلاً بعدما كانت الملكة في خدمتهم 70 سنة وسبعة شهور ويومين.
وترك المواطنون كميات هائلة من باقات الزهر والرسائل المؤثرة في كل الأماكن التي ارتبط اسمها بالملكة.
طقوس قديمة
واطلع البريطانيون على طقوس تعود إلى مئات السنين مثل إعلان اعتلاء الملك العرش من خلال أبواق ملكية والحرس الملكي، مع قبعة تعلوها ريشة بجعة، الذي يسهر على نعش الملكة.
ومع رحيل إليزابيث الثانية تطوى صفحة آخر ملكة ذات هالة عالمية مع عهد فريد من حيث المدة والصمود في وجه الاضطرابات.
وكانت عند وفاتها ملكة على المملكة المتحدة ورئيسة للبلاد في 14 دولة أخرى من بينها أستراليا وكندا ونيوزيلندا، ولم يخف بعض من هذه الدول رغبته بتغيير طبيعة علاقته مع النظام الملكي.
وتوارى الثرى مساء الاثنين في مراسم عائلية في ضريح جورج الخامس المحاذي لكنيسة قصر ويندسور حيث عاشت في السنوات الأخيرة.
وسترقد إلى جانب والديها وشقيقتها مارغريت وزوجها فيليب الذي توفي في نيسان/إبريل 2021. وقد دام زواجهما 73 عاماً.



اقرأ أيضاً:
- تسلسل الأحداث في بريطانيا قبل وبعد فاة الملكة إليزابيث

 

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/3z9cbb9p

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"