استطلاع: أمير السني
أكد عدد من الإعلاميين المشاركين في منتدى الإعلام العربي، أن مقتضيات العصر الحديث تتوجب أن يتم معها تحديث مفهوم الصحفي وعمله، في ظل التطور الرقمي الذي يشهده الإعلام، وذلك خلال الرد على سؤال طرحته «الخليج» حول المفهوم الحديث للصحفي.
وأشاروا إلى أن الأدوات الحديثة أصبحت ملازمة لمهنة الصحافة، تجبر الصحفي للخضوع لتدريب وتطوير مهامه، لكي يستطيع أن يستخدمها.
«الخليج» سألت عدداً من الإعلاميين حول مفهوم ومواصفات الصحفي الحديث فكانت الإجابة:
يوضح الدكتور عبدالمنعم سعيد، أن مهنة الصحفي ثابتة وهي نقل المعرفة للناس، ومع التطور الرقمي الحديث صار للصحفي مهام متعددة من بينها التصوير والتحرير والتدقيق والمونتاج وإدارة حساب المؤسسة على شبكات التواصل الاجتماعي، والمراسلة وتغطية الأخبار بكافة أنواعها، والكتابة بكل فنونها، وهذا بالطبع يحتاج إلى تطوير الأدوات التي يستخدمها، والتي تحتاج إلى المزيد من التدريبات والدورات، فعالم التكنولوجيا والصحافة كل يوم يأتي بجديد، من التطبيقات والأدوات والبرامج.
وقد كانت الصحافة التقليدية لها دور كبير في تسليط الضوء على أحداث اليوم وتطوّراته، لكنها لأسباب مختلفة، كانت تعمل عموماً في اتجاه واحد، من الصحفي إلى الجمهور، ولكن الآن تعددت المنافذ في تلقي المعلومات، ما يجعل الصحفي في مهمة عسيرة، تجعله يركض وراء الأحداث لكي يسابق الزمن.
متطلبات مهمةتشير الإعلامية مهيرة عبد العزيز، إلى أن الثقافة الإلكترونية، هي أهم ما يميز الصحفي الرقمي، وهي الإلمام بأدوات ومحركات البحث والحصول على المعلومات والبيانات من مصادرها المناسبة، ومعرفة تطبيقات المحمول وبرامج الحاسوب من فوتوشوب وإكسيل ومونتاج وتطويعها لتخدم صحافة الويب، إضافة إلى صناعة الإنفوجرافيكس التي أصبحت مطلوبة بشكل كبير، وقبل ذلك لا بد للصحفي أن يكون مُحباً للمهنة، ولديه انتماء لمؤسسته ثم وطنه، وهي ثوابت تظل راسخة في ظل التطور الرقمي الحديث.
ولقد أقامت الثورة الرقمية في الإعلام والاتصال، منصة لتدفّق حرّ للمعلومات والأفكار والمعرفة، وكثيراً من الطرق صارت تتجدد كل يوم، وتأخذ أشكالاً من التحديات التي تواجه الصحفي في ظل عالم متواصل بشكل لا يعرف الانقطاع.
مهنة قديمة
ويبين عبد اللطيف المناوي رئيس تحرير صحيفة المصري اليوم، أن ثورة التكنولوجيا المتطورة أحدثت تبدّلاً في الطريقة التي يتلقَّى فيها الجمهور الأخبار والمعلومات، وساهمت في فك احتكار الصحافة الورقية، وأدى اعتماد تكنولوجيا المعلومات إلى تغيّر كبير في كثير من معالم المهنة، وفي السنوات الأخيرة استطاعت هذه التكنولوجيا أن تخترق بلدان العالم وأتاحت انتشار الكمبيوتر، والإنترنت، والهاتف الجوّال فيه، وهذا ينعكس بالتأكيد على التطور أساليب العمل الصحفي.
ولهذا لا بد من كليات الصحافة في العالم أن تعيد النظر في وسيلة تدريس الصحافة؛ لأن ما كان متَّبعاً قبل في السابق لم يعد كذلك اليوم. فالمشهد الصحفي يتبدّل كل يوم، مع ظهور تقنيات ووسائل صار مفهوم الصحفي يتغير.
عالم متغير ويقول ياسر سيف الصحفي بصحيفة اليوم السعودية، إن الإعلام في الماضي كانت تسيطر عليه الصحافة المطبوعة، وكان معظم الناس يأخذون وقتهم في قراءة الصحف، ولكن مع التطور الرقمي صار الناس يتلقون المعلومات كلمح البصر، ولذا طرح العمل الإعلامي الجديد مجموعة من التحديات المهنية، التي تحتاج إلى تغيير كبير في تعريف الصحفي.
