عادي

نعزز السلامة المرورية في دبي بالذكاء الاصطناعي والبيانات

ميثاء بن عدي المدير التنفيذي لمؤسسة الطرق لـ «الخليج»:

00:28 صباحا
الصورة

دبي: محمد ياسين

كشفت ميثاء بن عدي، المدير التنفيذي لمؤسسة المرور والطرق في هيئة الطرق والمواصلات بدبي، عن توظيف الذكاء الاصطناعي وتحليل البيانات الضخمة في برامج الهيئة الاستراتيجية الخاصة بالسلامة المرورية على مستوى الإمارة.

وأكدت بن عدي في حديثها ل «الخليج» أن الهيئة تحدث البرامج التوعوية بناء على التطورات المتسارعة والنمو السكاني للإمارة، التي أصبحت من أفضل مدن العالم للعيش والحياة، مشيرة إلى تنفيذ عدد من الحملات التي استحدثتها الهيئة لمستخدمي الدرجات الكهربائية والسكوتر.

ميثاء بن عدي

وتتخذ الهيئة العديد من التدابير والإجراءات المرورية لحماية مستخدمي الطرق من الحوادث المرورية ضمن برامج استراتيجية السلامة المرورية في دبي التي تتضمن محور التوعية المرورية الموجهة لأفراد الجمهور. حيث يقوم المعنيين في مؤسسة المرور والطرق بإعداد الخطط السنوية للحملات والفعاليات المرورية بالتنسيق مع شركاء الهيئة في وزارة الداخلية وشرطة دبي وبقية الجهات والمؤسسات الحكومية والخاصة.

قالت ميثاء بن عدي إن الهيئة تعتمد الخطط التوعوية على ثلاثة محاور، يتمثل المحور الأول في الحملات الموسمية المشتركة مع وزارة الداخلية وشرطة دبي، حيث تم تنفيذ أربع حملات واسعة خلال العام الحالي والتي ركزت على أربعة مواضيع رئيسية وهي سلامة المشاة، والاستخدام الآمن لأجهزة السكوتر والدراجات الكهربائية، حملة «صيف آمن» وأخيراً حملة العودة إلى المدارس، التي سوف تستمر حتى نهاية العام الجاري. وخلال هذه الحملات نفذت الهيئة ما يزيد على 36 فعالية كبيرة مختلفة استهدفت كافة مستخدمي الطريق من العمال والطلاب وسائقي المركبات وسائقي الشاحنات ومستخدمي الدراجات والسكوتر الكهربائي ولا تزال الفعاليات مستمرة تجاه الفئات المستهدفة على مدار العام.

مبادرات ذكية

وأضافت بن عدي أن المحور الثاني يركز على عمل التوعية المرورية من خلال ابتكار برامج ومبادرات ذكية ومخصصة لفئات معينة من أفراد المجتمع، مثل برنامج «السلامة المدرسية للطلاب؛ ويستهدف طلاب الجامعات والمدارس وأولياء الأمور والسائقين، حيث سيتم إطلاق مبادرة جديدة في العام الحالي تم إعدادها بناءً على أفضل الممارسات العالمية بالتعاون مع خبراء ومختصين في تطوير أساليب تعليمية معنية بالتوعية المرورية، وهناك برنامج سلامة الطفل للأمهات والمواليد» في المستشفيات والحضانات للتوعية بأهمية مقعد الطفل، ويحتفل البرنامج سنوياً بالمواليد في اليوم الوطني للإمارات بمنح كل مولود في مستشفيات دبي على مدى أسبوع الاحتفالات مقعد مجاني، بمجموع مقاعد يصل إلى 500 مقعد موزعة على 22 مستشفى.

التوعية الإلكترونية

وتابعت: أما المحور الثالث من عمل التوعية المرورية فيركز على مفهوم التوعية الإلكترونية، حيث يتم إعداد رسائل توعوية هادفة شهرياً للتوعية بأهم مسببات الحوادث المرورية تستهدف السائقين وكافة مستخدمي الطريق بتصاميم أنيقة وجذابة يتم نشرها عبر كل قنوات التواصل مع الجمهور مثل وسائل التواصل الاجتماعي، والشاشات الإعلانية في الشوارع، والشاشات الإلكترونية المتوفرة في مراكز خدمة العملاء التابعة للهيئة وتطبيقات الهيئة ولدى شركائها في الدوائر الحكومية والخاصة ومراكز الصرافة ووكالات السيارات ومعاهد ترخيص السائقين. حيث يتم استهداف ما يزيد على 3 ملايين شخص شهرياً، مما يساهم في رفع مستوى الوعي المروري.

وتماشياً مع توجهات حكومة دبي للتحول الرقمي، تم خلال الفترة الأخيرة الاعتماد على القنوات الذكية ووضع الكتيبات والإرشادات الخاصة بالسلامة على روابط إلكترونية (QR code) ونشرها أو تعميمها على الجمهور من خلال القنوات المشار إليها سابقاً.

استراتيجية السلامة

تحديد واختيار أنواع الحملات التوعوية لا يخضع لمعيار واحد وإنما لعدة عوامل تحددها استراتيجية السلامة المرورية على مستوى إمارة دبي والتي يتم تنفيذها بالشراكة مع شرطة دبي، حيث إنها تحدد المحاور الخاصة بالسلامة والمواضيع التثقيفية ضمن محور التوعية المرورية.

كما يتم الاستناد إلى تقارير الحوادث والاستنتاجات المستخلصة من إحصائيات الحوادث المرورية السنوية، حيث يؤدي الارتفاع في عدد الوفيات أو الإصابات ضمن فئة معينة من مستخدمي الطريق على التركيز على توعية هذه الفئة بعد دراسة الأسباب التي أدت إلى ارتفاع الإحصائيات ونوعية الرسائل التي يجب توجيهها لهذه الفئة، مثلاً في العامين الأخيرين ارتفعت نسبة وفيات وإصابات سائقي دراجات التوصيل بعد الازدياد الكبير في عدد شركات التوصيل في دبي، الأمر الذي أدى إلى تخصيص جزء من الموارد البشرية والتقنية في توعية هذه الفئة من مستخدمي الطريق.

بالإضافة إلى ذلك، يتوفر لدى الهيئة أعضاء في لجان وفرق على مستوى إمارات الدولة، ويلتقون بشكل منظم لوضع توصيات ذات علاقة بحملات وإجراءات السلامة والتوعية المرورية.

مليونا متابع

وقالت ميثاء بن عدي إن الهيئة توظف قنوات التواصل الاجتماعي في نشر الرسائل التوعوية إلى مستخدمي ومتابعي هذه القنوات، حيث يصل عدد متابعي حسابات الهيئة على تويتر وفيسبوك وانستغرام مجتمعة نحو 2,000,000 متابع وقد أتاحت لنا هذه التقنيات الحديثة فرصاً كبيرة للوصول بسرعة وسهولة إلى عدد كبير جداً من مستخدمي الطرق، كما أن وسائل التواصل الاجتماعي تساعدنا في تطبيق الاستراتيجيات المرتبطة بالتحول الرقمي، وعدم الاعتماد على الرسائل الورقية والمطبوعة.

حياتك غالية

وعن أبرز الحملات التوعوية التي نفذتها الهيئة خلال الصيف الحالي ونتائجها، أوضحت ميثاء بن عدي أن حملات التوعية أسهمت بشكل مباشر أو غير مباشر في حفظ حياة الناس على الطرقات، وفي الفترة الأخيرة تم تنفيذ حملة توعوية واسعة بعنوان «حياتك غالية» بهدف تخفيض وفيات الدهس في دبي بالتنسيق مع الشركاء في القطاعات الحكومية والخاصة، وتم توظيف العديد من المناسبات لخدمة الهدف نفسه، فمثلاً في اليوم العالمي للغة الأم شجعنا الطلاب في العديد من المدارس على كتابة «حياتك غالية» باللغة الأم لطلاب ينتمون لأكثر من 86 جنسية في مدارس إمارة دبي، وقاموا بإرسال العبارة عبر وسائل التواصل الاجتماعي لكل متابعيهم، وفي يوم العمال العالمي الذي يصادف الأول من شهر مايو بدأنا في توزيع أكثر من 10,000 هدية توعوية تحمل نفس العنوان «حياتك غالية» وهي عبارة عن علبة مياه مزودة بمروحة للتخفيف من حرارة الجو ومكتوب عليها تعليمات السلامة لتجنب حوادث الدهس بالإضافة إلى QR code لرابط إلكتروني عبارة عن فيديو توعوي. وضمن نفس الحملة قمنا ببث رسائل توعوية للسائقين عبر الإذاعات حول سلامة المشاة استمرت لمدة شهر باللغتين العربية والإنجليزية، ونعمل في الوقت الراهن على مشروع لتلوين وتزيين جسور المشاة بعبارات تشجع المستخدمين على عبور الطريق من الأماكن المخصصة، كما قمنا بنشر أخبار في وسائل الإعلام تحت العنوان نفسه «حياتك غالية» ونفذنا العديد من المحاضرات التوعوية في مساكن العمال في جبل علي ومنطقة القوز وورسان والمحيصة.

صيف آمن

بالإضافة إلى حملة «حياتك غالية» نفذت الهيئة العديد من الحملات الأخرى مثل «صيف آمن» التي حثت السائقين على صيانة المركبات وتفقد الإطارات، وحملة السلامة المرورية لسائقي دراجات التوصيل وسائقي الشاحنات، وفي الأسابيع الأخيرة نفذنا نزولاً ميدانياً أسبوعياً مع شركائنا في شرطة دبي إلى أماكن استخدام الدراجات الهوائية والسكوتر الكهربائي لتوعيتهم باشتراطات السلامة وتقديم النصائح المرورية اللازمة، كما نفذنا برنامجاً مشتركاً مع الأندية والمعسكرات الصيفية لتوعية الأطفال بقواعد السلامة المرورية.