- مساعدة الكاتب في مقدمة أولويات النقد
«النص الأدبي الإبداعي كالفرس الأصيل الذي يحتاج إلى فارس حقيقي، ويُلقي بالمتطفل على صهوته أرضاً، وهذا الفارس هو الناقد العارف والمتمكن من مداخل النص»، تلك الكلمات للناقدة الإماراتية الدكتورة مريم الهاشمي، تحمل دلالات مهمة، فهي تفصح عن ناقدة تلج إلى النص الإبداعي بقوة المعرفة الأكاديمية التي لا مجاملة فيها، ولئن سادت في الإمارات والعالم العربي في زمن مضى سلطة الناقد غير المتخصص، والذي يعتمد على الانطباع وربما المجاملة بصورة كبيرة، فقد ولى ذلك العهد بظهور جيل من النقاد المتخصصين والمتسلحين بالعلم والمعرفة، ولعل ظهور مريم الهامشي في الساحة الإبداعية الإماراتية قد جاء متزامناً مع ميلاد هذا الجيل الجديد، فهي تعتبر في الوقت الراهن واحدة من أهم المشتغلين في هذا الحقل المهم، والذي بغيره لن يتطور الفعل الأدبي، ولها العديد من المؤلفات والإصدارات النقدية التي أثرت بها المكتبتين الإماراتية والعربية، وتترأس حالياً نادي النقد الذي انطلق ضمن الأندية الثقافية في اتحاد كتاب وأدباء الإمارات.
لم تكتف مريم الهاشمي بشهادة البكالوريوس الجامعية، لتبدأ في 2003 بدراسة الماجستير في إدارة الأعمال من جامعة «أمريكان وورلد»، وبعد ذلك بدأت في خوض مسيرة جديدة في 2010 بشهادة ماجستير أخرى في اللغة العربية ـ قسم الأدب والنقد «أدب قديم»، من كلية الدراسات الإسلامية والعربية في دبي، والتي نالت منها شهادة الدكتوراه في اللغة العربية قسم الأدب والنقد «أدب حديث»، وعملت كأستاذة للغة العربية والدراسات الإماراتية، ومعلمة في وزارة التربية والتعليم، في تدريس مادة اللغة العربية من المرحلة الابتدائية إلى الثانوية، ولعل أكثر ما يميز تجربة الهاشمي، ذلك السعي الدؤوب في التحصيل المعرفي والأكاديمي بصورة مستمرة، وذلك ما جعلها من الأسماء المهمة في عالم النقد الأدبي، إضافة إلى نشاطها الكبير في الحراك الثقافي عبر صفحتها في مواقع التواصل الاجتماعي المختلفة، والتي تعتبرها الهاشمي نافذة مهمة للتواصل مع القراء، كما شاركت في المؤتمر الدولي للغة العربية، وأنشطة مؤسسة «العويس الثقافية»، وندوة الثقافة والعلوم في دبي، واتحاد كُتَّاب وأدباء الإمارات.
- أهمية
برج عاجي
في معرض رؤيتها للعلاقة بين الناقد والكاتب، ترى الهاشمي أن من المهم أن لا يتم تقييد الأدب، حيث أن الهدف من النقد هو تقويم الأعمال الإبداعية ومساعدة الكاتب، بالتالي ليس صحيحاً أن الناقد يعيش في برج عاجي، فهو موجود ومن المهم أن يلجأ إليه المبدع، وفي سياق تحديدها لجمهور النقد أو المتلقي الشغوف بالكتابات التي يتوفر فيها النقد، تشير الهاشمي إلى أن جمهور القراءات النقدية النظرية في كل مكان قليل نوعاً ما بالمقارنة مع قراء الرواية وبقية الأنماط والكتابات الإبداعية، حيث إن المؤلفات في مجال النقد تظل حبيسة رفوف المكتبات والجامعات التي تحتضن الأبحاث والدراسات وتجعلها متاحة لطلبة الدراسات العليا الذين يشكلون جزءاً من جمهور النقد البسيط، وبالنسبة للهاشمي، هناك مفهوم ضبابي حول النقد، فهو في الأساس عملية فكرية فلسفية، أما ما يتعلق بالاختصاص الأدبي، فهو يشكل جزءاً من النقد بمفهومه الواسع.
- مؤلفات
إلى جانب النقد، فقد خاضت مريم الهاشمي، تجربة الكتابة الإبداعية عبر روايتها «النسخة الجديدة»، التي صدرت عام 2019، وتشير الهاشمي إلى أن كتابة الرواية كانت رغبة في محاولة فهم أكبر لتقنيات الرواية والوقوف على عناصرها الفنية، ويتناول العمل جوانب اجتماعية كالزواج من أجنبيات، ومعاناة أبناء الأجنبية بين ثقافتين مختلفتين، والأعراف الأسرية، وزواج الأقارب.