عادي

رد أفغاني على تصريحات هاري عن «قطع الشطرنج».. ماذا يقول؟

17:53 مساء
قراءة 3 دقائق

انتقدت حكومة طالبان، الأمير هاري بعدما قال في مذكراته إنه قتل 25 شخصاً في أفغانستان أثناء خدمته العسكرية على طائرة هليكوبتر، ووصفهم بأنهم «قطع شطرنج أقصيت من فوق الرقعة».

وقال المتحدث باسم وزارة الشؤون الخارجية في حكومة طالبان عبد القهار بلخي: «الاحتلال الغربي لأفغانستان هو حقاً لحظة بغيضة في تاريخ البشرية وتعليقات الأمير هاري تمثل نموذجاً مصغراً للتجربة المؤلمة التي عاشها الأفغان على أيدي قوات الاحتلال التي قتلت الأبرياء دون أي مساءلة».

ورد القيادي بحركة طالبان أنس حقاني، على ما تم الكشف عنه من مذكرات هاري المرتقبة، ووصف الضحايا بـ«قطع الشطرنج»، في تغريدة: «سيد هاري! الذين قتلتهم ليسوا قطع شطرنج، بل كانوا بشراً؛ لديهم عائلات تنتظر عودتهم.. من بين قتلة الأفغان، لا يتمتع الكثيرون باللياقة من إظهار ضميرهم والاعتراف بجرائم الحرب التي ارتكبوها»

ومثلما جرت عادة العائلة المالكة، رفض متحدثون باسم الملك تشارلز والأمير وليام التعليق.

وقال متحدث باسم وزارة الدفاع البريطانية: «لا نعلق على التفاصيل العملياتية لدواع أمنية».

ولم يرد ممثلون للأمير هاري حتى الآن على طلب للتعليق. وطُرحت سيرة هاري الذاتية التي تحمل عنوان (سبير) أي «الاحتياطي»، للبيع في إسبانيا قبل طرحها عالمياً في العاشر من يناير/ كانون الثاني.

ويكشف الكتاب عمق الشقاق بين هاري وأخيه وريث العرش الأمير وليام، واعترافات أخرى مثل تعاطي مخدرات. وفي أحد فصول الكتاب، يروي هاري (38 عاماً)، فترتي خدمته في أفغانستان، الأولى عندما كان مسؤول تحكم جوي متقدم في 2007-2008، والثانية في 2012 حينما كان مساعد طيار مسؤولاً عن توجيه النيران على متن طائرات أباتشي هجومية، كما يكشف عدد الأشخاص الذين قتلهم.

وكتب هاري: «لم تكن هذه إحصائية تشعرني بالفخر لكنها أيضاً لم تشعرني بالخزي»، بحسب النسخة الإسبانية من الكتاب.

واستطرد: «حينما وجدت نفسي وسط لهيب المعركة وارتباكها، لم أفكر في هؤلاء الخمسة والعشرين كبشر».

وأضاف: «كانوا قطع شطرنج أُقصيت من فوق الرقعة، تم القضاء على الأشرار قبل أن يتمكنوا من قتل الأخيار».

ويأتي صدور الكتاب بعدما تخلى هاري وزوجته الأمريكية ميجان عن الواجبات الملكية في 2020، للانتقال إلى كاليفورنيا وبدء حياة جديدة.

وتستعرض وسائل الإعلام البريطانية تفاصيل الكتاب باستفاضة، لكن كثيرين في لندن قالوا الجمعة، إنهم غير مهتمين ولا يريدون التحدث عن الأمر، فيما عبر بعض من أبدوا استعداداً للتحدث عن اعتقادهم أن هاري تمادى.

وقال الكولونيل ريتشارد كيمب، الذي تولى قيادة القوات البريطانية في أفغانستان عام 2003 قبل تقاعده 2006، إن اقتراح هاري بتدريب الجنود البريطانيين على اعتبار أعدائهم «أقل من بشر» أمر خطير بشكل خاص.

وأضاف أن تصريحات هاري «ربما أسيء الحكم عليها لسببين.. أحدهما هو اقتراحه بأنه قتل 25 شخصاً، ما سيعيد إقناع أولئك الذين يتمنون له الأذى».

وتابع الكولونيل كيمب: «المشكلة الأخرى التي وجدتها في تعليقاته، أنه وصف الجيش البريطاني بشكل أساسي بأنه قام بتدريبه والجنود الآخرين على رؤية عدوه على أنه أقل من إنسان، تماماً مثل قطع الشطرنج على لوح.. ليتم سحبه، وهذا ليس هو الحال إنه العكس».

وقال إن هذه التعليقات على وجه الخصوص، هي التي يمكن أن تحرض بعض الناس على محاولة شن هجوم على جنود بريطانيين في أي مكان في العالم.

وقال الكولونيل كيمب أيضاً إن الأشخاص الذين يدعمون طالبان قد يكون لديهم الآن «دافع لقتل هاري»، بسبب الذكريات التي «أحيت» من خلال تصريحاته، مضيفاً: «دعونا نأمل ألا ينجحوا.. وأنا متأكد أنه يتمتع بأمن جيد، لكن هذه مشكلة واحدة».

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/mvyw2kps

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"