عادي
تقودها الإمارات وأطلقتها جائزة زايد للاستدامة

«ما بعد 2020».. مبادرة تسهم في توفير احتياجات المجتمعات

22:34 مساء
قراءة 4 دقائق
الإنارة في بيروت
مشروع توفير المياه الصالحة للشرب في السودان
في المركز الزراعي المتخصص في البيرو
أبوظبي: عدنان نجم

تساهم مبادرة «ما بعد 2020» الإنسانية التي تقودها دولة الإمارات وأطلقتها جائزة زايد للاستدامة وشركاؤها، بدور مهم وفاعل في توفير مصادر للطاقة والإنارة ومصادر لمياه الشرب النظيفة، وحلول الصرف الصحي بشكل سريع وفعال، لخدمة المجتمعات التي تعمل فيها. 
وتضم مبادرة «ما بعد 2020» عدداً من الشركاء البارزين، من ضمنهم صندوق أبوظبي للتنمية، ومبادلة للبترول، وشركة «مصدر».

قامت «مبادرة ما بعد 2020»، حتى الآن، بتنفيذ العديد من المشاريع التي تقدم حلولاً في مجالات الطاقة والصحة والمياه والغذاء، في كل من نيبال وتنزانيا وأوغندا والأردن ومصر وكمبوديا ومدغشقر وإندونيسيا وبنغلاديش والفلبين ورواندا والبيرو ولبنان، إضافة إلى السودان، و6 دول أخرى تم تحديدها لتنفيذ مشاريع ضمنها في المراحل المقبلة.
وقد ساهمت هذه المبادرة في تنفيذ العديد من المشاريع في عام 2022، والتي كان لها دور كبير في تحسين حياة المستفيدين منها، وكان من أبرز هذه المشاريع في الدول التالية:

السودان

خلال عام 2022، عملت المبادرة على توفير مصدر آمن للمياه لنحو 20 ألفاً من سكان قريتي تاويت وتهجر، الواقعتين شرقي السودان. حيث تم تركيب حوضين صغيرين للمياه يعملان بالطاقة الشمسية وفق نظام ضخ المياه الجوفية لتوفير 20 لتراً من المياه يومياً، لسكان القريتين، بهدف تعزيز إمكانية الوصول إلى المياه، وتحسين مستويات النظافة والصحة لدى السكان.

وتم تنفيذ مشروع السودان من قبل شركة «براكتيكال أكشن» الفائزة بجائزة زايد للاستدامة عام 2017، وهي منظمة غير ربحية يقع مقرها في المملكة المتحدة، وتعمل ضمن عدد من المجتمعات لتطوير حلول مبتكرة ومستدامة للتغلب على التحديات التي تواجهها هذه المجتمعات.

وتقع كلتا القريتين في محلية تلكوك المكتظة بالسكان في ولاية كسلا. ويعتبر سكان تلكوك من الرعاة الرّحل الذين يربّون الماشية ويتنقلون موسمياً، عبر مساحات شاسعة بحثاً عن أماكن ملائمة للرعي تتوفر فيها إمدادات المياه. وقد أثرت سنوات الجفاف المتتالية والبيئة الصعبة في حياة السكان الذين تكبدوا خسائر كبيرة في الثروة الحيوانية، وواجهوا أخطاراً تهدد أسلوب حياتهم التقليدي. وقد أدى ذلك إلى تقليل الهجرة الموسمية لرعي الماشية، وجعلها لمسافات أقصر، كما كان لذلك تأثيرات في أنشطة الزراعة التي يمارسها السكان، والتي تعتمد على الهطولات المطرية بسبب عدم قدرتهم على التنقل.

ويهدف مشروع مبادرة «ما بعد 2020» إلى معالجة مشكلة رئيسية أخرى، تتمثل في المسافة الطويلة التي كان على القرويين، خاصة النساء والأطفال، قطعها للوصول إلى مصدر المياه المحلي. وفي حال عدم توفر المركبات، سيتعين عليهم التنقل عبر التضاريس الوعرة سيراً على الأقدام، حيث تتراوح المسافة ما بين 2 إلى 4 كيلومترات، وغالباً ما تكون المنطقة حول ضفاف الدلتا الأكثر تسبباً في الأمراض المعدية المنقولة عن طريق المياه. ويتخلل هذه الرحلة عبور غابة أشجار المسكيت التي تتسبب بمخاطر صحية، على الإنسان والماشية.

لبنان

قامت مبادرة «ما بعد 2020» بتنفيذ مشروع نشر مصابيح إنارة شمسية للطرقات ضمن مدينة بيروت، بهدف تعزيز الأمن وتحسين جودة الحياة لآلاف المواطنين اللبنانيين الذين تأثروا بانفجار مرفأ بيروت في أغسطس/ آب 2020.

وتم تركيب أربعين وحدة إنارة تعمل بالطاقة الشمسية من نوع LED في شارع مار متر في وسط العاصمة بيروت، ومن المتوقع أن يستفيد من هذه المصابيح الموفرة للطاقة أكثر من 17200 شىخص يومياً، وذلك يشمل 50 من أصحاب المحال، و500 عائلة.

وتم تطوير المصابيح الشمسية وتركيبها من قبل شركة «سونا ديزاين»، وهي شركة فرنسية فائزة بجائزة زايد للاستدامة عام 2018 ضمن فئة الطاقة. وقد تم تكليفها من قبل مبادرة «ما بعد 2020» لتنفيذ مشروع مصابيح الطرقات الشمسية، الذي سيكون له تأثير إيجابي ملموس في المجتمع المحلي، حيث سيتيح للسكان العمل والتنقل والتسوق والالتقاء وفق ظروف آمنة ليلاً، إلى جانب المساهمة في خفض الانبعاثات الكربونية، وتحقيق أهداف التنمية المستدامة للبنان.

ويعتبر مشروع تركيب مصابيح الإنارة الشمسية في العاصمة اللبنانية بيروت، الثالث من نوعه الذي تنفذه شركة «سونا ديزاين» في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا. حيث سبق وأن تعاونت مبادرة «ما بعد 2020» مع شركة «سونا ديزاين» في إنجاز مشروعين مماثلين، أحدهما بالقرب من مستشفى عام في الأردن، والآخر في إحدى القرى في مصر.

البيرو

أعلنت مبادرة «ما بعد 2020» عن تأسيس مركز مختصّ بتقنيات الزراعة المُراعية للمناخ والتي تُعرف ب«النظام الغذائي المائي» في منطقة أوكايالي في البيرو، ما سيؤمّن للآلاف من القاطنين في المنطقة مصدراً موثوقاً للغذاء وتحقيق الدخل، بعد معاناتهم لسنوات من سوء التغذية والفقر.

وبالتعاون ما بين المبادرة ومنظمة INMED، تمّ تأسيس مركز INMED للنظام الغذائي المائي (INMED Aquaponics Center)، والذي يجمع ما بين تربية واستزراع الأسماك (ما يُعرف بالزراعة المائية) من جهة، وزراعة وإنتاج الخضراوات فوق الماء من جهة أخرى، عبر نظام تدوير مغلق يقوم بإنتاج الخضراوات العضوية بمعدل إنتاج أعلى ب 10 مرات من أساليب إنتاج المحاصيل التقليدية، مع استهلاك معدل مياه أقل بنسبة 90% وكمية طاقة أقل بنسبة 75% من طرق الزراعة الآلية التقليدية. ويقوم المركز بإنتاج الأغذية الطازجة على مدار العام، ومن المتوقّع أن يستفيد منه ما يزيد على 5000 شخص في المنطقة، وهو يقع في أدغال منطقة أوكايالي في حرم أكبر معهد تدريبي للمدرسين من السكان الأصليين في البيرو، المسمّى «مركز التميّز للمعهد التربوي العالي ثنائي اللغة في ياريناكوتشا». ويمثّل المركز منصة مخصّصة للتعليم وتوفير الغذاء للسكان المحليين، ويمدّ الآن مئات الطلاب من السكان الأصليين بالخضراوات والفاكهة الطازجة والأسماك الغنية بالبروتين.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/mub4ucc5

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"