السندباد الرياضي

00:05 صباحا
الصورة
صحيفة الخليج

في عام 1979، نظّم العراق الدورة الخامسة لبطولة دورة كأس الخليج العربي في العاصمة بغداد، وها هو ينظّم النسخة الخامسة والعشرين للبطولة في مدينة البصرة المبصرة لما هو أبعد من مجرد حدث رياضي عابر؛ إذ تحتفل باليوبيل الفضي للبطولة من الناحية الرقمية للدورات الرياضية: (25).

في الدورة الخامسة كان السندباد رمزاً للروح المجبولة على تحدي الصعاب، والأمل بمعانقة الكأس التي كانت قاب قوسين أو أدنى من ذلك، إلا أنها ذهبت إلى الكويت للمرة الرابعة على التوالي فيما العراق كانت وصيفتها باقتدار، وقد كسبت «بغداد» الرهان الرياضي لتتوّج العراق بطلاً جديداً في البطولة الخليجية العربية الخامسة بعد أربع دورات كانت فيها الكويت فرس الرهان، وهي المتوجة على عرش البطولة (10) دورات، تليها كل من العراق وقطر والسعودية (3) دورات، ثم الإمارات وعمان دورتان (2)، فالبحرين دورة (1)، فيما الدورة الحالية مارس السندباد هواية المغامرة المجبول عليها، قادماً من «بغداد» إلى «البصرة»، وكلّه أمل بتكرار مشهد الظفر بالكأس التي حصل عليها في السنوات الرياضية: (1979، 1984، 1988).

نعم، سافر السندباد من بغداد إلى البصرة، في رحلة زمنية طويلة ممتدة من العام 1979 الواقع في القرن العشرين، إلى العام الجاري 2023 في القرن الحادي والعشرين؛ (44) عاماً كان ينشد فيها السندباد أنشودته المدونة في قلوب وعقول الأجيال عبر المسلسل الكرتوني الياباني الأصل «مغامرات السندباد»، الذي أنتجته شركة «نيبون أنيميشين» اليابانية، وقام بإخراجه «فوميو كوروكاوا» في عام 1975 حاملاً اسم «أرابيان نايتو شيندوباتو نو بوكين»، لتعمل العراق على دبلجته إلى اللغة العربية بعد فترة قصيرة، ليحقق شهرة واسعة منذ ذلك الزمن في عموم الوطن العربي على (52) حلقة كرتونية، كما لو أنها اثنان وخمسون أسبوعاً يمثلون في مجملهم سنة ميلادية بأكملها..

فينشد إذ ينشد في شارة البداية: {أنا سندباد المغترب.. أبعد أبحر أقترب./ لا أهاب الموج أبداً حين يعلو ويضطرب./ سندباد لا يخاف.. سندباد.. مهما تكثر الأخطار ويبعد عن بغداد./ سندباد ما أقواه.. في كل البلاد./ تاجر.. مندفع.. بطل.. من بغداد}.

فيما ينشد في شارة النهاية: {مازال عندنا من بغداد./ مازال عندنا للأولاد./ أفضل سندباد وياسمينة./ يغضب فتغضب المسكينة./ يا ياسمينة لا تتركيه لا تهجري السفينة}.

هكذا هو دأب «السندباد»، الشخصية الأسطورية العربية، ذات العلاقة الوطيدة بمدينة البصيرة، وبعموم منطقة الخليج العربي والشرق الأوسط، وهكذا تفخر العراق بسندبادها الذي هاجر في جغرافيتها من «بغداد» الرشيد إلى «بصرة» السياب، ليكون تميمة كأس الخليج العربي في الدورة الخامسة والعشرين له، في مطلع العام 2023؛ وهكذا تنجح العراق في احتفالية الافتتاح الذي احتفى بالأشقاء الخليجيين بما ينبغي له المقام والمقال.

A_assabab@hotmail.com

عن الكاتب:
أديب وكاتب وإعلامي إماراتي، مهتم بالنقد الأدبي. يحمل درجة البكالوريوس في إدارة الأعمال، من جامعة بيروت العربية. وهو عضو في اتحاد كُتّاب وأدباء الإمارات، وعضو في مسرح رأس الخيمة الوطني. له عدة إصدارات في الشعر والقصة والمقال والدراسات وأدب التراجم