عادي
إمكانية زيادة «الشمسية والنووية» 500% خلال هذا العقد

الإمارات تخطط لاستثمار 600 مليار درهم في الطاقة النظيفة والمتجددة

20:10 مساء
قراءة 5 دقائق
شريف العلماء يلقي كلمته
بروس سميث يلقي كلمته
  • توفير 90% من إمدادات المياه في أبوظبي بتكنولوجيا التناضح العكسي في 2030

أبوظبي: «الخليج»

تشكّل القمة العالمية لطاقة المستقبل الاثنين في (أدنيك) التي انطلقت في أبوظبي الاثنين وتستمر على مدى ثلاثة أيام، منصةً ملهمة تغطي جميع مفاصل قطاع الاستدامة، من خلال ستة معارض وخمسة منتديات متخصصة يتناول كل منها أهم التحديات الملحة والراهنة أمام قطاع الطاقة وغيرها من الآثار التي تشمل العديد من القطاعات المختلفة.

وتُركز سلسلة المعارض والمنتديات خلال الفعالية الرائدة على مستوى الشرق الأوسط في مجالي طاقة المستقبل والاستدامة على مواضيع متنوعة تشمل الطاقة والمياه وإدارة النفايات المستدامة والطاقة الشمسية والمدن الذكية والمناخ والبيئة، في إطار استعدادات دولة الإمارات لاستضافة مؤتمر الأمم المتحدة للمناخ «كوب28» في نوفمبر.

خطط الطاقة

ألقى المهندس شريف العلماء، وكيل وزارة الطاقة والبنية التحتية لشؤون الطاقة والبترول، في افتتاح معرض ومنتدى الطاقة الشمسية والطاقة النظيفة، كلمةً رئيسية تناولت بالتفصيل رحلة دولة الإمارات في الطاقة النظيفة منذ عام 2007، حيث تحدث عن الالتزام المتواصل للدولة وجهودها الحالية لتنويع مصادر الطاقة.

وأشار العلماء أنّ الإمارات استثمرت أكثر من 40 مليار دولار في الطاقة النظيفة على مدى السنوات ال 15 الماضية، مع خططٍ لاستثمار 163 مليار دولار (600 مليار درهم) إضافية في مصادر الطاقة النظيفة والمتجددة خلال العقد المقبل، موضحاً: «كانت الإمارات في طليعة جهود تحول الطاقة في المنطقة، ونفخر بكوننا من أوائل الجهات التي صادقت على اتفاقية باريس في المنطقة، ما يبرهن على التزامنا بتحقيق اقتصادٍ مستدام ومدعومٍ بمصادر طاقة منخفضة الانبعاثات الكربونية. كما عقدنا العزم على اتباع نهجٍ يركز على تنويع مصادر الطاقة، ويسعدني الكشف عن تحديث استراتيجية تنويع مصادر الطاقة للتكيّف مع المشهد الحالي للقطاع».

وتشير التوجهات اليوم إلى إمكانية زيادة الطاقة الإنتاجية للطاقة النظيفة - بما في ذلك الطاقة الشمسية والنووية- بنسبة 500% خلال هذا العقد، وتمتلك دولة الإمارات المقومات الضرورية لرفد هذا النمو. وقد بيّنت نوال الهنائي، مديرة إدارة طاقة المستقبل بوزارة الطاقة والبنية التحتية، خلال جلسةٍ حوارية بعنوان «الاستثمار في تحول الطاقة»، أن الإمارات قد استثمرت بالفعل 50 مليار دولار في مصادر الطاقة المتجددة في الخارج وتخطط الآن لمضاعفة هذا الرقم.

وتُعدّ محطة براكة للطاقة النووية حجر الأساس لبرنامج الطاقة المتجددة في دولة الإمارات العربية المتحدة، والتي ستنتج عندما تعمل بكامل طاقتها 5.6 جيجاوات من الطاقة النظيفة على مدار الساعة، ما يوفر نحو 25% من احتياجات الكهرباء في دولة الإمارات من مصدر خالٍ من الكربون، ويحدّ من إطلاق ما يصل إلى 21 مليون طن من انبعاثات الكربون كل عام - وهو ما يعادل إزالة 3.2 مليون سيارة من الطرقات أو 80% من السيارات على طرق الإمارات العام الماضي.

تأمين المياه

سلّط منتدى المياه خلال القمة الضوء على إمكانية توفير ما يصل إلى 90% من إمدادات المياه في إمارة أبوظبي بالاعتماد على تكنولوجيا التناضح العكسي المكثفة ومنخفضة الكربون خلال عام 2030.

وفي هذا الصدد، أشار بروس سميث، المدير التنفيذي للاستراتيجية والتخطيط في شركة مياه وكهرباء الإمارات الرائدة في مجال تخطيط وشراء وتزويد الماء في جميع أنحاء أبوظبي، أنّ تقنية التناضح العكسي ستدعم بشكل فعال استراتيجية الإمارات العربية المتحدة لتحقيق الحياد المناخي في عام 2050 من خلال الجمع بين القدرة على توفير التكاليف وتحقيق الاستدامة والأمن.

وعلّق سميث، الذي يطلق على تقنية التناضح العكسي لقب البطل المجهول في تحلية المياه: «تساهم تقنية التناضح العكسي الجديدة بخفض انبعاثات ثاني أكسيد الكربون، نظراً لكفاءتها العالية في استخدام الطاقة وتشغيلها من مصادر كهرباء منخفضة الكربون بدلاً من الغاز».

وتوجه سميث إلى الوفود التي حضرت منتدى المياه، بالقول: «ستساهم تحلية المياه بالاستناد إلى تقنية التناضح العكسي في تعزيز أمن النظم وقابلية التشغيل بكفاءة، في ضوء الاعتماد المتزايد على إمكانيات الطاقة النووية والشمسية».

ويأتي تعليق سميث في وقتٍ تواصل فيه شركة مياه وكهرباء الإمارات تقييم الجوانب التقنية والتجارية لعروض تطوير مشروعها الجديد محطة الشويهات 4 للمنتج المستقل لتحلية المياه بتقنية التناضح العكسي، من قبل شركات أكسيونا وإنجي وجي إس إنيما. ومن المتوقع أنّ يتم الإعلان عن الجهة الفائزة بالعقد نهاية شهر مارس، وأن تبدأ المحطة عملياتها التشغيلية في الربع الثالث من عام 2025.

وتجدر الإشارة إلى أنّ هذا المشروع سيستخدم تقنية التناضح العكسي منخفضة الكربون لإنتاج نحو 70 مليون جالون من مياه الشرب يومياً، أي ما يعادل 318,225 متراً مكعباً يومياً، ما يعزز أمن إمدادات المياه في منطقة الظفرة من أبوظبي، فضلاً عن دورها الرئيسي في ضمان إمدادات محسَّنة وفاعلة من خلال الاستثمار في تقنية التناضح العكسي التنافسية.

محطات بوقود الهيدروجين

أطلقت القمة العالمية لطاقة المستقبل 2023 مركز ابتكارات الهيدروجين الأخضر الأول من نوعه والذي يستعرض حلولاً مبتكرة لتسريع الاعتماد على الهيدروجين ودعم تحول قطاع الطاقة على مستوى المنطقة والعالم. ويجمع المركز مجموعةً متنوعة من المبتكرين من جنوب إفريقيا وأستراليا والمملكة المتحدة والولايات المتحدة وإسبانيا، لعرض حلول تتناول استخدامات الهيدروجين الأخضر وطرق تمويله وإنتاجه وغيرها من الاستشارات ذات الصلة.

ومن المتوقع أن تقوم شركة آلاي باور الأمريكية، وهي أحد رواد المركز للهيدروجين الأخضر، بتوفير منصات تكنولوجيا خلايا وقود الهيدروجين في سوقي الإمارات والمملكة العربية السعودية مطلع عام 2024، بعد المحادثات الجارية خلال القمة حول توقيع شراكاتٍ محتملة. وأكّد ألفريد والت، الرئيس التنفيذي لشركة آلاي باور بأنّه يُجري محادثاتٍ مع شركاء محتملين إماراتيين وسعوديين، وذلك بعد استعراض عملية إنتاج الهيدروجين في ثلاث مراحل ومنصة الهيدروجين الخاصة بالشركة والبنية التحتية الخاصة بالهيدروجين واللازمة لتطوير مستقبل الوقود.

وأوضح والت: «قد يضمن توقيع هذه الشراكات النهوض بالبنية التحتية عن طريق تزويدها بطاقة خلايا وقود الهيدروجين، والتي تولّد بدورها الكهرباء من توربينات بخارية تعمل على تفاعل مزيج من الألومنيوم والصوديوم لإطلاق الحرارة والهيدروجين في نفس الوقت بدون إنتاج ثاني أكسيد الكربون. وأثبتت القمة كونها منصةً رائدة في منطقة الشرق الأوسط التي نعتبرها من أبرز الأسواق التي تحمل إمكانياتٍ واعدة على صعيد قطاع الهيدروجين الأخضر والإقبال على الاستثمار فيه».

سدّ الفجوة

من جانبها، قالت لين السباعي، رئيسة القمة العالمية لطاقة المستقبل والمديرة العامة لشركة آر إكس الشرق الأوسط: «شهدت الدورة ال 14 من القمة العالمية لطاقة المستقبل إقبالاً متزايداً من قبل الجهات العارضة والزوار على حدّ سواء، بفضل نجاحها في سدّ الفجوة القائمة ما بين النظرية والتطبيق. وخصصنا للمرة الأولى منتديات حول المناخ والبيئة، والتي حققت تفاعلاً كبيراً بينما تتجه أنظار رواد قطاع الطاقة حول العالم نحو المنطقة، حيث تستعدّ دولة الإمارات لاستضافة مؤتمر«كوب28» هذا العام».

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/4eyzn5ay

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"