دبي: محمد إبراهيم
برعاية صاحب السموّ الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، تنطلق فعاليات شهر الابتكار 2023 الأربعاء 1 فبراير، وتستمر حتى 28 منه، في مختلف إمارات الدولة، تحت شعار «الإمارات تبتكر2023»، في إطار جهود الدولة لدعم واحتضان الابتكارات والاحتفاء بالمبتكرين، بما يعزز مكانة الإمارات مركزاً عالمياً للابتكار والمعرفة، وبيئة محفزة لتطوير وتنفيذ الأفكار والمشاريع المستقبلية.
في وقت كشفت حكومة الإمارات بالشراكة مع المجالس التنفيذية في الدولة، ملامح شهر «الإمارات تبتكر 2023» في دورته الثامنة، إذ تشهد هذا العام تنظيم مئات الفعاليات والنشاطات في كل مدن الدولة ومناطقها، لتجتمع مؤسسات الدولة والقطاع الخاص في رحلة متجددة من إبداعات الإمارات.
جاء ذلك خلال الإحاطة الإعلامية التي نظمها مركز محمد بن راشد للابتكار الحكومي بدبي أمس، حيث تحدثت هدى الهاشمي، مساعدة وزير شؤون مجلس الوزراء لشؤون الاستراتيجية، وعبير تهلك، مديرة مركز محمد بن راشد للابتكار الحكومي، وفاطمة الزعابي، من دائرة التعليم والمعرفة في أبوظبي، وشيرينة لوتاه، من المجلس التنفيذي في دبي، وخلود إلياس، من المجلس التنفيذي في الشارقة، وشوق الشامسي، من المجلس التنفيذي في عجمان، وخالد الزارعي، من المجلس التنفيذي في أم القيوين، وجميلة الصغيري، من الديوان الأميري في الفجيرة.
الاستدامة والابتكار
وأكدت هدى الهاشمي أن «الإمارات تبتكر 2023» يركز هذا العام على محور الاستدامة، ضمن فعاليات وأنشطة نشهدها طوال فبراير، تجسيداً لإعلان صاحب السموّ الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، 2023 عام الاستدامة.
وقالت إن شهر الإمارات للابتكار يعكس رؤى صاحب السموّ الشيخ محمد بن راشد، التي تركز على محورية تعزيز ونشر وتعميم الابتكار في العمل الحكومي والمجتمع، وتقوم على أن المستقبل ملك لمن يستطيع تخيله وتصميمه وتنفيذه.
مهرجانات الابتكار
وأضافت أن المبادرة، أحد أضخم مهرجانات الابتكار في العالم، الذي يجمع ضمن فعالياته على مدار شهر كامل الجهات والمؤسسات والأفراد المبتكرين في القطاعين الحكومي والخاص والمؤسسات الأكاديمية والمجتمعية. مشيرة إلى أن شهر الإمارات للابتكار، هدف منذ إطلاقه للمرة الأولى عام 2015، لتوحيد الجهود في الحكومة الاتحادية والحكومات المحلية والقطاع الخاص، والمؤسسات وأفراد المجتمع في دولة الإمارات، لتعزيز ونشر ثقافة الابتكار وتحويلها إلى أسلوب حياة للمجتمع ومنهج عمل للحكومة.
وكشفت هدى الهاشمي، أن الدورة الحالية، تحتضن مشاركات عالمية من عدد من الدول، لأول مرة منذ إطلاق شهر الابتكار، ما يعد إضافة نوعية لفعاليات هذا الحدث الوطني، ويؤكد ما يتمتع به من سمعة عالمية، بين أفضل مهرجانات الابتكار في العالم، فضلاً عن مشاركة واسعة لمختلف الجهات الحكومية والمؤسسات في القطاعين الخاص والأكاديمي وأفراد المجتمع.
تطورات متوالية
وفي إجابتها عن سؤال ل«الخليج» عن كيفية التعامل مع الابتكارات في نهاية شهر الابتكار، وكيف يتم توظيفها وفق التوجهات المستقبلية، أفادت بأن فعاليات الابتكار شهدت مراحل تطوير كبيرة، إذ تطورت الأفكار إلى مشاريع واقعية ملموسة تستطيع قطاعات المجتمع بمختلف فئاته الاستفادة منها وتوظيفها بحسب تطلعاتها ومسارات تطويرها.
وأكدت أن الابتكارات باتت الوقود الذي تعمل عبره مؤسسات الدولة، في القطاعين الحكومي والخاص، إذ إن الابتكار أصبح ركيزة أساسية تستند إليها المؤسسات في إطار عملها وتميزها وانجازاتها، ويعد ثقافة مجتمعية تتجاوز كل الحدود، ونستطيع أن نرى الإبداع في كل مكان وفي أي مؤسسة على الرغم من تعدد المجالات والقطاعات.
حضورية ورقمية
وأكدت عبير تهلك، أن شهر «الإمارات تبتكر 2023»، سيشهد في دوره الجديدة، تنظيم مئات الفعاليات الحضورية والرقمية، التي تشمل مسابقات وعروضاً وهاكاثونات ابتكار، تنظّم في مختلف مناطق الإمارات، وتختتم فعاليات الشهر، بتنظيم حفل ختامي للحدث الوطني الأكبر من نوعه، يكرّم فيه الفائزون بجوائز «الإمارات تبتكر».
فعاليات ونشاطات
وشارك منسقو الفعاليات في المجالس التنفيذية في الدولة، وممثلو عدد من الجهات الحكومية الاتحادية، أبرز الفعاليات والنشاطات التي ستشهدها الإمارات خلال فبراير المقبل، فضلاً عن جهود المجالس وشراكتها الفاعلة في إنجاح فعاليات الحدث الوطني الأكبر من نوعه، للاحتفال بالابتكار والمبتكرين.
واستعرضت فاطمة الزعابي، منسقة الفعاليات في إمارة أبوظبي، أبرز الأهداف والمحاور التي تركز عليها بإشراك أفراد المجتمع في منظومة الابتكار الإماراتية، عبر 50 فعالية رئيسية تشمل المهرجانات، والجلسات المعرفية والحوارية، والمختبرات والمعارض والورش وغيرها، التي تشارك في تنظيمها 15 جهة حكومية وخاصة.
وتناولت شيرينة لوتاه، منسقة فعاليات دبي، عدداً من الفعاليات، من ضمنها تنظيم «حوارات الابتكار» التي تستهدف مشاركة مختلف الجهات الحكومية والخاصة في دبي، وتشمل فعاليات توعوية ومعرفية.
الابتكار الرقمي
وركزت خلود إلياس، منسقة فعاليات الشارقة، على الفعاليات التي تنظمها الجهات الحكومية والخاصة، وتبدأ من 20 فبراير، وتشمل استعراض 40 مشروعاً بحثياً و27 مشروعاً ابتكارياً، وتنظيم 27 ورشة رئيسية و3 مسابقات عامة، وملتقى رقمياً يستقطب أفراد المجتمع، وتنظيم مختبري ابتكار.
وذكرت شوق الشامسي، منسقة فعاليات عجمان، أن الفعاليات ستركز على تنظيم معرض الابتكار الرقمي، بحيث يمكن زيارته عبر الفضاء الرقمي والمشاركة فيه طوال أيام الشهر. كما ستشارك 13 جهة حكومية وخاصة في تنظيم 35 فعالية.
وأضاء خالد الزارعي، منسق فعاليات أم القيوين، على الفعاليات التي تنظمها 15 جهة حكومية وخاصة في الإمارة، وتشمل عرض 30 مشروعاً مبتكراً، وتنظيم 20 ورشة وجلسة عصف ذهني، ومعرضي ابتكار رئيسيين، وتنظيم معارض ابتكارية تستقطب القطاع الخاص وأفراد المجتمع.
واستعرضت جميلة الصغيري، منسقة فعاليات الفجيرة، المحاور الرئيسية التي صمّمت الفعاليات بناء عليها، وتشمل 57 فعالية في محاور الصناعة والاقتصاد والتجارة، والخدمات البيئية والبلدية، والأمن والسلامة، وصناعة المحتوى والإعلام الجديد، والتعليم المستمر.
«صنع لأجل الإمارات تبتكر»
وتشهد فعاليات «الإمارات تبتكر 2023»، تنظيم مبادرة جديدة تختار خلالها منتجات إماراتية مبتكرة لعرضها في المعرض، وتسويق هذه المنتجات بالتعاون مع شركة «نون» عبر منصتها «نون محلي»، وتهدف هذه المبادرة إلى دعم المبتكرين الإماراتيين والمنتجات المحلية المبتكرة، وتوفير الفرصة للمبتكرين لاختبار منتجات جديدة وطرحها في الأسواق.
كما تشمل الفعاليات تنظيم وزارة تنمية المجتمع عدداً من المبادرات والفعاليات الرئيسية: مراكز التصميم المجتمعي، ومبادرة بهمتي ابتكر، ومعرض الأسر المنتجة، ومدرسة الحياة، وإطلاق منصة برنامج «إعداد».
شراكة مع فرجان دبي
كما تشهد الفعاليات إطلاق شراكة بين مركز محمد بن راشد للابتكار الحكومي ومبادرة «فرجان دبي»، للإضاءة على المبتكرين والمواهب الإماراتية، وسرد قصص الموهوبين والمبتكرين في الدولة بين فرجان دبي.
يذكر أن فعاليات «الإمارات تبتكر» شهدت في دورتها الماضية مشاركة واسعة من الجهات الحكومية الاتحادية والمحلية، والقطاع الخاص والمؤسسات الأكاديمية وأفراد المجتمع، ونظّمت مئات الفعاليات والأنشطة في كل إمارات الدولة، وشملت عقد مؤتمرات وورشاً وإطلاق جوائز ومبادرات وإطلاق الدورة الثانية من جائزة «الإمارات تبتكر» وتكريم الفائزين فيها ضمن فعاليات «إكسبو 2020 دبي».
مداخلات
وفي مداخله له أكد عبدالله البسطي، الأمين العام للمجلس التنفيذي لإمارة دبي «دولة الإمارات والابتكار أصبحا مرتبطين، إذا ذكر أحدهما تبادر الآخر مباشرة إلى الذهن، فمن مبادرة «مليون مبرمج» إلى «متحف المستقبل»، ومن استراتيجيات الميتافيرس اتحادياً ومحلياً، إلى برنامج دبي للبحث والتطوير رسخت الدولة مكانتها عاصمة للمستقبل ووجهة رائدة للمبتكرين من الداخل والخارج».
وأضاف «من هنا، فإن انعقاد فعاليات الدورة الثامنة في فبراير برعاية صاحب السموّ الشيخ محمد بن راشد، تجسيد عملي للأولوية التي تعطيها دولة الإمارات وقيادتها لمفاهيم الابتكار، التي كانت عنواناً لتجربة الدولة التنموية الفريدة على مدار العقود الخمسة الماضية، وتجسد النجاح فيها عبر المراتب المتقدمة التي تحققها الدولة في مؤشرات الابتكار العالمية».
وأكد أن «تجربة دبي في الابتكار، برؤية صاحب السموّ الشيخ محمد بن راشد،وتوجيهات سموّ الشيخ حمدان بن محمد، تستحق أن تروى للعالم لأنها تجسد أفضل مثال لما يمكن للابتكار أن يحققه بقدرات الإنسان والمكان، ولذلك نعتز بالمشاركة الواسعة التي خططت لها مختلف الجهات الحكومية والخاصة في دبي، خلال فعاليات دورة هذا العام. كما نسعد بالمشاركة الواسعة من القطاع الخاص، ترسيخاً لمفهوم الشراكة بين القطاعين الحكومي والخاص، ونرحب كذلك بالمشاركات الدولية التي تجسد رسالة دولة الإمارات في وضع الابتكار بخدمة مستقبل الإنسانية جمعاء».
قال مبارك المهيري، وكيل دائرة التعليم والمعرفة في أبوظبي «نؤمن بأهمية تعزيز التعاون والعمل المشترك الهادف لترسيخ مفاهيم الابتكار وتطوير الكفاءات الوطنية، وتعزيز تنافسيتها وقدرتها على تلبية متطلبات القطاعات ذات الأولوية الوطنية في المستقبل. وتترجم المشاركة الفاعلة لمختلف الجهات الحكومية في فعاليات 2023، التزامنا بتحقيق رؤية قيادتنا الحكيمة التي تعدّ الابتكار محوراً رئيسياً في المحاور الوطنية، والمحرك الدافع لتطوير مختلف القطاعات».
وقال محمد سعيد الضنحاني، مدير الديوان الأميري بالفجيرة: إن فعاليات الإمارات تبتكر 2023 أصبحت حدثاً وطنياً مهماً يحتفي بالمبتكرين ويسهم في تقديم نماذج فريدة من المشاريع المبتكرة التي تواكب الرؤية المستقبلية لدولة الإمارات، وتعزز تنافسيتها في القطاعات الحيوية لخدمة الإنسان ونماء الوطن.
وأضاف ستكون فعاليات هذا العام، خطوة متجددة في دعم مسيرة دولة الإمارات نحو الريادة، وتفعيل دورها منصةً عالميةً للابتكار، ودعم مكانتها ومؤشراتها في تقارير التنافسية العالمية. مشيراً إلى أن حكومة الفجيرة، بقيادة صاحب السموّ الشيخ حمد بن محمد الشرقي، عضو المجلس الأعلى حاكم الفجيرة، تولي اهتماماً خاصاً لهذا الحدث عبر المشاركة بالمبادرات والمشاريع ذات الصلة وتشجيع المبتكرين من الأفراد والمؤسسات على أن يكونوا جزءاً رئيسياً في تحقيق أهداف فعاليات الإمارات تبتكر عربياً وعالمياً.
وأكد الدكتور محمد خليفة، الأمين العام للمجلس التنفيذي في رأس الخيمة، أن شهر الإمارات للابتكار يمثل فرصة لمراجعة إنجازاتنا الابتكارية في ضوء الاستراتيجية الوطنية واستشراف المستقبل، لتقديم أفكار وتصميم حلول وبرامج تتناسب مع طبيعة التحديات المتوقعة ولتعزيز ثقافة الابتكار في شتى نواحي ومفاصل المجتمع.
وقال إن استدامة اقتصادنا الوطني وارتقاءنا على سلم التنافسية العالمية، وترسيخ مكانتنا في مسيرة الحضارة الإنسانية، يستوجب أن نكون عند مستوى الطموح وأن نسخّر إمكانياتنا وقدراتنا التي لم تألُ قيادتنا الرشيدة في توفير مقومات نجاحها، لنصنع الفارق ونسهم في تحسين جودة الحياة ورخاء البشرية.
وأضاف: «إننا نثمن كل الجهود المبذولة على كل المستويات الاتحادية والمحلية والمجتمعية لجعل هذا الحدث أسلوب حياة يقدم مستجدات الفكر والممارسة والتطبيقات الابتكارية ونعمل نحن في حكومة رأس الخيمة على التفاعل مع المناسبة بتشكيلة متنوعة من الابتكارات في مجالات متعددة تعكس الالتزام بتحقيق رؤية الإمارات الرائدة».
قالت أسماء بن طليعة، الأمينة العامة للمجلس التنفيذي بإمارة الشارقة: «الابتكار ثقافة راسخة ومتطورة ضمن منهج العمل الحكومي في إمارة الشارقة، انطلاقاً من توجيهات صاحب السموّ الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، التي تجعل العلم والمعرفة والتنمية المستدامة عناصر التقدم الرئيسية وتحفز الابتكار وتجعل منه ثقافة وأسلوب عمل متقدما».
وأضافت «ضمن السياسات العامة التي وضعها المجلس التنفيذي برئاسة سموّ الشيخ سلطان بن محمد بن سلطان القاسمي، ولي العهد نائب حاكم الشارقة، رئيس المجلس التنفيذي، تعمل كل الجهات الحكومية بشكل مستمر في تعزيز العمل المبتكر وتطوير الخدمات وإطلاق الابتكارات في شتى القطاعات والمجالات على مدار أشهر السنة كافة».
وتابعت «يضم كادر الإمارة الحكومي كفاءات ومبدعين أسهموا بعملهم الدؤوب وابتكاراتهم في تطوير العمل الحكومي وتعزيز مكانة إمارة الشارقة المتقدمة ضمن المدن المبتكرة والمبدعة والصديقة للتعلم والطفل وكل ذلك يعكس البيئة المحفزة للابتكار».
