- «هيلي».. لمحة عن العصرين البرونزي والحديدي
- «بينونة».. تشكيلات أحفورية عمرها 8 ملايين سنة
- «حفيت».. مدافن بتصميمات خلايا نحل العسل الحجرية
- «المويهات».. بقايا هياكل عظمية تروي تقاليد الجنازة
دبي: «الخليج»
تروي المواقع الأثرية في دولة الإمارات، فصول حضارة أصيلة، تضرب بجذورها في أعماق التاريخ، لتحكي قصة عراقة بطلها الإنسان الإماراتي القديم، حيث تختزن طبقات أرضها كنوزاً أثرية تؤرخ لحقب زمنية وعصور قديمة.
وتولي الإمارات أهمية كبيرة للمواقع الأثرية والمعالم التاريخية، باعتبارها تجسيد لذاكرة الشعوب، فضلاً عن أنها واحدة من أهم العناصر التي تؤرخ للماضي، حيث تعكس الاكتشافات الأثرية التي يعود بعضها لأكثر من 8500 سنة، طبيعة الحضارات التي توافدت على الدولة منذ عصور قديمة.
ولا تكتمل زيارة الإمارات دون زيارة مواقعها الأثرية التي تجسد تحفة إنسانية، سجلت صفحات ناصعة من تاريخ البشرية، حيث تعد هذه الفترة من العام والتي تشهد حملة «أجمل شتاء في العالم»، فترة مثالية للاستمتاع بجولة بين هذه المعالم التي تعد شاهدا على التقاليد العريقة وجماليات الإنجاز البشري في كافة مجالات الحياة.
العصران البرونزي والحديدي
يقع أكبر موقع أثري للعصر البرونزي في دولة الإمارات، في منطقة هيلي بمدينة العين، ويعود تاريخه إلى بداية الألف الثالثة قبل الميلاد واستمر حتى بداية الألف الثانية قبل الميلاد دون انقطاع.
ويقدم هذا الموقع لمحة عن العصرين البرونزي والحديدي في مدينة العين، حيث المدافن والمنازل والقلاع ونظم الري، ويضم أيضاً العديد من القرى والمدافن والبنية التحتية الزراعية التي يعود تاريخها إلى العصر البرونزي (3000 - 1300 سنة قبل الميلاد) والعصر الحديدي (1300- 300 سنة قبل الميلاد)؛ إذ تقع أول قرية زراعية في موقع الهيلي رقم (8)، ويعود تاريخها إلى 3,000 سنة قبل الميلاد.
خلايا نحل العسل
عند سفح جبل حفيت، تستقر مئات المدافن الحجرية المبنية على شكل خلايا نحل العسل، المدرجة على قائمة اليونسكو لمواقع التراث العالمي والتي تروي قصة سكان العين الأوائل منذ 5,000 سنة، وتؤرخ هذه المدافن، التي تم تشييدها على مدار حقبة امتدت 500 سنة بين 3,000 و2,500 سنة قبل الميلاد، لبداية العصر البرونزي في دولة الإمارات، حيث أظهرت عمليات التنقيب التي قامت بها البعثة الدنماركية في عام 1959 أدلة حول بقايا أثرية مثل، الأوعية الخزفية والتحف النحاسية التي تشير إلى ازدهار التجارة البحرية في ذلك الوقت.
طبيعة تاريخية مختلفة
تُظهر آثار مواقع «بينونة الأحفورية»، أن طبيعة وبيئة منطقة الظفرة في أبوظبي، قبل ما يقرب من 6 إلى 8 ملايين سنة، كانت مختلفة تماماً عن اليوم، حيث احتضنت نهراً كبيراً عاشت بفضله العديد من الحيوانات، وتم العثور على الآثار الأحفورية لها في تشكيل «بينونة الجيولوجي»، الذي تكوّن بفضل الرواسب النهرية، فيما يحتوي موقع «بينونة للجمال» على بقايا محفوظة لإبل برية تم اصطيادها منذ 6,000 سنة تقريباً، أي قبل استئناس الإنسان لهذه الحيوانات بزمن.
ساروق الحديد
يعود اكتشاف موقع «ساروق الحديد» الذي يقع ضمن طبيعة صحراوية رائعة جنوب إمارة دبي، إلى عام 2002 عندما كان صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، يحلّق بطائرة مروحية فوق هذه المنطقة ولاحظ اختلافاً غريباً في شكل الكثبان الرملية، أدرك سموه أنه يجب التحقق من الأمر لذا نبّه السلطات المعنية وبدأت عمليات التقصي والبحث.
ومنذ ذلك الحين بدأ علماء الآثار بتنقيب الموقع وفهم ما كان يحدث هناك قديماً، حيث وجدوا أدلة تثبت وجود نشاط بشري في الموقع، يعود إلى أكثر من 5 آلاف سنة، والذي كان ذروة ازدهاره في العصر الحديدي، أي منذ نحو 3 آلاف سنة.
تخططي معماري لافت
تعد منطقة «آثار حتا» من المواقع الأثرية المهمة في دبي، ويرجع الموقع بتاريخه إلى النصف الثاني من الألف الثالث قبل الميلاد، ويضم العديد من المقابر الأثرية، حيث عثر فيه على نحو 28 مقبرة ذات تخطيط معماري دائري الشكل مشيدة على الطريقة المعمارية لموقع أم النار، وقد كشف عن العديد من الرسومات المختلفة الأشكال على أحجار متنوعة الأحجام.
كتل الحجر الرملي
كشف موقع الصفوح الأثري في إمارة دبي، عن مستوطنات ترجع للألف الثالث قبل الميلاد، ومقابر من أهمها مقبرة كبيرة الحجم دائرية الشكل، مشيدة طبقاً للأسلوب المعماري المتبع في حقبة حضارة أم النار، وهي مشيدة من كتل الحجر الرملي الكبيرة الحجم، وعثر في داخل كل حجرة على هياكل عظمية، وبجوارها أوانٍ فخارية وحجرية مختلفة الأشكال والأحجام.
أعرق المواقع الأثرية
يقع موقع «جميرا الأثري» بين جميرا وشارع الوصل في دبي، ويعد أحد أعرق المواقع الأثرية في الإمارات، ويعود إلى زمن الخلافة العباسية، حين كانت المستوطنة محطة توقف على طول طريق تجاري بين العراق وعُمان، وفي عام 1969، حفر علماء الآثار الموقع، حيث عثر فيه على كنوز قديمة مثل الفخاريات والعملات المعدنية والأدوات وغيرها.
قصة الإنسان القديم
تروي منطقة «مليحة» بالشارقة قصة الإنسان قبل آلاف السنين، وتؤكّد مكتشفاتها الأثرية، كثافة عناصرها الجاذبة وضخامة إرثها الطبيعي الساحر الدال على أهميتها التاريخية وفي كونها واحدة من أبرز الملامح الطبيعية النادرة، إلى جانب أنها تعد عنصر جذب ثقافياً وحضارياً مهماً ومتجدداً، نظراً لأنها واحدة من المناطق القليلة في المنطقة، التي تحتضن دلائل واكتشافات تشير إلى حياة سكنت المكان وجابت معالمه وأركانه تاركة آثارها تحكي حكايات العصور الخمسة التي تعاقبت عليها.
حضارة أم النار
ترتبط منطقة «المويهات» الأثرية الواقعة في الجنوب الشرقي من عجمان بثقافة حضارة أم النار، حيث كشف عن العديد من التحف والمصنوعات اليدوية القديمة فيها، والأحجار المصقولة والأواني الملوّنة من الحقبة التاريخية (2500 - 2000 قبل الميلاد).
وإضافة إلى ذلك، تم العثور على قبر يعود تاريخه إلى عام 2500 قبل الميلاد، والذي كان بقطر 8.25 متر مع العثور على بقايا هياكل عظمية لعشرات من الأشخاص، والتي تروي قصة وتقاليد الجنازة في تلك الفترة.
أكبر المستوطنات المحلية
يعد موقع «الدور الأثري» إحدى أكبر المستوطنات المحلية على ساحل إمارة أم القيوين خلال فترة العصر الروماني، وتصل مساحة الموقع نحو 2 كيلومتر مربع، وازدهر هذا الموقع خلال أواخر القرن الأول قبل الميلاد حتى القرن الثالث الميلادي، ويعد ميناء تجارياً، حيث كان نقطة توقف رئيسية في الرحلات التجارية بين جنوب بلاد الرافدين وبلاد فارس والهند.
منطقة شمل التاريخية
تعد منطقة «شمل التاريخية» في رأس الخيمة، موقعاً ثقافياً غنياً يحوي ما يزيد على 100 مقبرة ومستوطنات تعود لما قبل التاريخ، حيث يشير تاريخ بقاياه الأثرية البارزة إلى فترة «وادي سوق» (1600-2000 قبل الميلاد) والعصر البرونزي القديم (1300-1600 قبل الميلاد) والفترة الإسلامية الوسطى (القرنين الثالث عشر والسادس عشر الميلاديين).