عادي

بوتين يقارن بين الحرب العالمية الثانية والنزاع في أوكرانيا

10:11 صباحا
قراءة 3 دقائق
موسكو - (أ ف ب)
قارن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، الخميس، حملته العسكرية في أوكرانيا بالحرب على النازية، معلناً في الذكرى الـ80 لانتصار الجيش السوفييتي على النازيين في ستالينغراد أن «الدبابات الألمانية تهددنا مجدداً».
منذ أعوام، يقدم الرئيس الروسي نفسه مدافعاً شرساً عن ذكرى انتصار الاتحاد السوفييتي على ألمانيا النازية، الأمر الذي يشكل مصدر فخر كبير في روسيا.
منذ بدء هجومه على أوكرانيا في 24 شباط/ فبراير 2022، يعمد بوتين إلى إيقاظ هذه المشاعر لدى مواطنيه، مؤكداً أن المسؤولين السياسيين في كييف «نازيون جدد» يقفون وراء «إبادة» الشعوب الناطقة بالروسية في البلد المجاور.
واعتمد مجدداً هذا الخطاب، الخميس، أمام عسكريين يحملون أوسمة ومسؤولين رسميين في فولغوغراد (جنوب غرب) التي كانت تسمى ستالينغراد.
قال بوتين: إنّ «هذا أمر لا يصدق لكنّه حقيقي. نحن مهدّدون مجدّداً بدبّابات ليوبارد ألمانية مرة أخرى، يريد خلفاء هتلر محاربة روسيا على الأراضي الأوكرانية باستخدام (باندرفوتسي)»، الاسم الذي أطلق على أنصار القومي المتطرّف الأوكراني ستيبان بانديرا (1909-1959) الذي تعاون مع النازيين خلال الحرب العالمية الثانية.
وتُعدّ معركة ستالينغراد (1942-1943) واحدة من المعارك التي سقط فيها أكبر عدد من القتلى في التاريخ؛ إذ لقي مليونا شخص تقريباً من الجانبين حتفهم فيها. وغيّرت هذه المعركة مسار النزاع في الاتحاد السوفييتي الذي كان يشهد حتى ذاك الحين سلسلة هزائم.
ولا تزال روسيا تمجّد ذكرى هذه المعركة، معتبرة أنها الحدث الذي أنقذ أوروبا من النازية.
ويرتدي النصر في هذه المعركة أهمية رمزية كبيرة، خصوصاً مع اقتراب حلول الذكرى الأولى لبدء الغزو الروسي لأوكرانيا في 24 شباط/فبراير؛ إذ بدأت موسكو تكثّف تحرّكاتها بعد استيلائها مؤخراً على مدينة سوليدار بشرق أوكرانيا في أول انتصار لقواتها منذ أشهر طويلة من الهزائم الميدانية.
ولطالما شبّه بوتين مقاومة النازية بالهجوم على أوكرانيا. وقال الجمعة في ذكرى إحياء ضحايا المحرقة: إن «نسيان دروس التاريخ يؤدي إلى تكرار المآسي الرهيبة»، مضيفاً «يؤكد ذلك الجرائم بحق مدنيين والتطهير العرقي والإجراءات العقابية التي ينظّمها نازيون جدد في أوكرانيا».
وأثارت هذه التصريحات ردوداً قوية، بينها ردّ من وزيرة الخارجية الفرنسية كاترين كولونا التي نددت بتصريحات اعتبرتها «مروّعة».
تمثال نصفي لستالين
في مدينة فولغوغراد التي يقطن فيها نحو مليون شخص على ضفاف نهر فولغا، تم إعلان الأربعاء والخميس يومي عطلة.
وعشية الذكرى الـ80 للنصر في ستالينغراد، دشّنت المدينة تمثالاً نصفياً لستالين إلى جانب تمثالين لغورغي جوكوف والكسندر فاسيليفسكي القائدين العسكريين المشهورين لدورهما في معركة ستالينغراد.
ومنذ سقوط الاتحاد السوفييتي، كان للسلطات الروسية موقف متناقض تجاه ستالين: فعلى الرغم من الشجب الرسمي لإرهاب الدولة الذي دبره في ثلاثينات القرن الماضي حتى وفاته في 1953، فإنه لا يزال مدفوناً أمام الكرملين في الساحة الحمراء.
ويبجّل كثير من الروس ستالين ويسلطون الضوء على دوره في هزيمة ألمانيا النازية ضد الاتحاد السوفييتي.
وشملت الاحتفالات الخميس عرضاً عسكرياً وحفلاً غنائياً في فولغوغراد، ووضعت أكاليل من الزهر على تلّ مامايف كورغان الاستراتيجي الذي كان مسرح قتال عنيف خلال المعركة وأصبح مكاناً للحج للروس الراغبين في تكريم إنجازات الجيش السوفييتي.
واستمرت معركة ستالينغراد التي بدأت في تموز/ يوليو 1942، مئتي يوم وليلة. وكانت المدينة التي تحوّلت إلى خراب، مسرحاً لقصف جوي ألماني مدمر ولمعارك شوارع شديدة العنف.
وفي الثاني من شباط/ فبراير، استسلمت قوات المارشال الألماني فريدريش بولوس، محاطة بالجيش الأحمر، وكان هذا الاستسلام الأول للجيش النازي منذ بداية الحرب.
أُعيد بناء ستالينغراد بالكامل بأمر من السلطات السوفييتية، وتم تغيير اسمها ليصبح فولغوغراد في 1961، أي بعد ثمانية أعوام على وفاة جوزيف ستالين.
التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/r34jc4r6

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"