عادي
بمعدل نمو سنوي مركب قدره 6.5%

الإمارات.. 23.8 مليار درهم قطاع الخدمات اللوجستية لطرف ثالث 2030

22:01 مساء
قراءة 3 دقائق
دبي: هشام مدخنة

 

يزدهر سوق «الخدمات اللوجستية للطرف الثالث» 3PL في الإمارات العربية المتحدة، حيث من المتوقع أن تبلغ قيمته السوقية نحو 6.529 مليار دولار ( 23.8 مليار درهم) بحلول عام 2030، وبمعدل نمو سنوي مركب يبلغ حوالي 6.5% خلال تلك الفترة، مما يوفر فرصاً لا حصر لها للشركات الدولية التي تتطلع إلى بناء أعمالها في الإمارات للاستفادة من السوق الأوسع للشرق الأوسط وشمال إفريقيا. وتتميز الإمارات بموقع استراتيجي فريد، جعل منها مركزاً عالمياً مهماً للتجارة والخدمات اللوجستية في المنطقة ووجهة رئيسية للشركات التي تبحث عن حلول فعالة لإدارة تكلفة سلاسل التوريد الخاصة بها. وقد استغلت الدولة ذلك بكفاءة عالية من خلال تطوير الموانئ والمطارات وشبكات الطرق لدعم حركة البضائع في جميع الاتجاهات.

كما أدى نمو التجارة الإلكترونية، والاستخدام المتزايد للتكنولوجيا، وتبني حلول الأتمتة في العمليات اللوجستية إلى زيادة الطلب على الخدمات اللوجستية للطرف الثالث «PL3» في الإمارات، بما يتماشى مع الاتجاهات العالمية ويتواءم كذلك مع تركيز الحكومة على تقديم خدمات مخصصة ذات قيمة مضافة للعملاء. فتوسعت الصناعة نتيجة لذلك، وشهدت نمواً مطرداً في السوق خلال السنوات الماضية.

  • الاستيراد والتصدير

بلغت القيمة الإجمالية للتجارة الخارجية غير النفطية لدولة الإمارات في عام 2021 حوالي 1.9 تريليون درهم، محققة نمواً بنسبة 27% مقارنةً بعام 2020، وبنسبة 11% قياساً لعام 2019.

وبهذا الصدد، تلعب أنشطة الاستيراد والتصدير دوراً رئيسياً في نمو سوق الخدمات اللوجستية للطرف الثالث في الإمارات، التي تُعد واحدة من أكبر الدول التجارية في العالم. ووفقاً لقاعدة بيانات الأمم المتحدة لإحصاءات تجارة السلع، ساهم قطاع النقل بتسهيل استيراد وتصدير البضائع. وفي عام 2021، قُدر حجم الواردات المتدفقة إلى الدولة بنحو 365 مليار دولار، وكانت الصين والهند والولايات المتحدة واليابان من أكبر الموردين. فيما بلغت قيمة الصادرات حوالي 303 مليارات دولار، كان للهند والصين وسويسرا وسنغافورة النصيب الأكبر منها.

وفيما يخص النقل، تمتلك الإمارات بنية تحتية متطورة، من موانئ ومطارات وشبكات طرق، مما يسمح بحركة سلسة للبضائع وبكفاءة عالية. ويعتبر ميناء جبل علي في دبي أحد أهم الموانئ الرئيسية في الدولة، ويتعامل مع حجم كبير من تجارتها. كما أن مطار دبي الدولي هو أكثر مطارات العالم ازدحاماً بالركاب الدوليين، ويلعب دوراً مهماً أيضاً في نقل البضائع.

  • السياسات والجهود الحكومية

سنّت الحكومة الإماراتية عدداً من القوانين والسياسات الداعمة التي تهدف إلى تعزيز نمو سوق الخدمات اللوجستية للطرف الثالث، وبعض هذه السياسات يشمل:

  1. المناطق الحرة: أنشأت الإمارات عدداً من المناطق الحرة التي اجتذبت العديد من شركات الخدمات اللوجستية الدولية في سوق الخدمات اللوجستية لأطراف ثالثة لتأسيس عملياتها في الدولة. ومنها مدينة دبي اللوجستية، التي تقدم مزايا متعددة مثل الملكية الأجنبية بنسبة 100%، وإعفاءات كاملة عن ضرائب الاستيراد والتصدير، وعدم وجود قيود على العملة.
  2.  التجارة الإلكترونية: طبّقت الإمارات سياسات داعمة لنمو التجارة الإلكترونية فيها، مما أدى إلى زيادة الطلب على الخدمات اللوجستية. ومنها على سبيل المثال، استراتيجية دبي للتجارة الإلكترونية، التي تهدف إلى خلق بيئة مواتية لأعمال القطاع.
  3. التكنولوجيا والأتمتة: تشجع الإمارات باستمرار استخدام التكنولوجيا والأتمتة في العمليات اللوجستية. ويشمل ذلك تطوير المنافذ الذكية وتنفيذ المنصات الرقمية لتحسين كفاءة سلسلة التوريد.
  4. الخدمات اللوجستية الخضراء: دعمت الإمارات جهود استخدام الحلول اللوجستية الخضراء، مثل المركبات الكهربائية والمستودعات التي تعمل بالطاقة الشمسية والمعدات الموفرة للطاقة، وقدمت كل ما يمكن من حوافز لهذه الغاية.
  • نماذج الأعمال التجارية

تُولد نماذج الأعمال التجارية B2B، والتي تتضمن خدمات مثل التخزين والنقل والتوزيع، أكثر من 58% من إيرادات سوق الخدمات اللوجستية للطرف الثالث في الإمارات.

والعام الماضي، تصدرت الإمارات إقليمياً، وحلت في المرتبة ال 11 عالمياً على مؤشر البنك الدولي للأداء اللوجستي، مما يدل على تحسن مطرد على مر السنين. ويقيس هذا المؤشر كفاءة سلسلة الخدمات اللوجستية وسهولة ترتيب الخدمات بأسعار تنافسية.

  • شبكة طرق عالمية

تتنوع سوق الخدمات اللوجستية للطرف الثالث في الإمارات وتقدم مجموعة واسعة من الامتيازات للشركات التي تتطلع إلى تبسيط عمليات سلسلة التوريد الخاصة بها محلياً ودولياً. وتعد شبكة الطرق المتطورة في الدولة، مع سهولة الوصول إلى الموانئ والمطارات، من أهم قطاعات هذا السوق، حيث تستحوذ على 45% منه. بالإضافة إلى ذلك، فإن استخدام التقنيات المتقدمة، مثل تتبع نظام تحديد المواقع العالمي (GPS)، والتوثيق الإلكتروني، يسمح بمراقبة الشحنات في الوقت الفعلي، مما يدعم سلاسل التوريد واسعة النطاق للأعمال كافة.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/2p86eva2

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"