عادي

الوقت يضيق.. البحث عن ناجين مستمر بعد الزلزال في تركيا وسوريا

11:29 صباحا
قراءة 4 دقائق
شانلي أورفا - (أ ف ب)
كشفت صور طفلة حديثة الولادة تم انتشالها حية من تحت أنقاض مبنى، وأب يحتضن ابنته الراحلة التي علقت بين لوحين من الخرسانة، هول الزلزال الذي تواصل حصيلة ضحاياه ارتفاعها، وبلغت حتى الآن 8734 قتيلاً في تركيا وسوريا.
وفي أجواء البرد القارص، يواصل رجال الإغاثة سباقهم مع الزمن لمحاولة إنقاذ الناجين من الزلزال الذي بلغت قوته 7,8 درجات وضرب فجر الاثنين جنوب شرق تركيا وسوريا المجاورة.
ويؤدي سوء الأحوال الجوية إلى تعقيد عمليات الإنقاذ.
وحذر وزير الداخلية التركي الثلاثاء، من أن الساعات الـ48 المقبلة ستكون «حاسمة» للعثور على ناجين.
في غازي عنتاب البلدة القريبة جداً من مركز الزلزال، قالت سيدة من السكان إنها فقدت الأمل في العثور على خالتها العالقة تحت الأنقاض، على قيد الحياة. وأضافت «فات الأوان. الآن نحن ننتظر موتانا».
وبدأت المساعدات الدولية بالوصول إلى تركيا، حيث أعلن حداد وطني لسبعة أيام. وبلغ عدد القتلى حتى الآن 6234 شخصاً في ما يعتبر أسوأ حصيلة تسجل في تركيا منذ 1999 عندما قتل 17 ألف شخص بينهم ألف في إسطنبول.
في سوريا، بلغت حصيلة القتلى 2500 شخص حتى الآن. ويتوقع أن يرتفع عدد القتلى بشكل كبير، إذ ما زال مئات الأشخاص عالقين تحت الأنقاض بحسب الخوذ البيضاء (متطوعو الدفاع المدني) في مناطق خاضعة لسيطرة فصائل المعارضة.
ناجون يلجأون إلى المطار
على جانبي الحدود التركية السورية، يجري العمل على محاولة إنقاذ الأرواح.
وفي جنديرس على الجانب السوري، انتشلت رضيعة حديثة الولادة من تحت الأنقاض. وكانت هذه الفتاة الصغيرة لا تزال متصلة بالحبل السري بوالدتها التي لقيت مصرعها مثل جميع أفراد الأسرة الآخرين.
وقال خليل سوادي أحد أفراد الأسرة لوكالة فرانس برس الثلاثاء «سمعنا صوتاً بينما كنا نحفر (...) نظفنا ووجدنا هذه الطفلة الصغيرة» التي نقلت إلى المستشفى وحالتها مستقرة، بحسبما صرح طبيب لوكالة فرانس برس.
لكن بالنسبة لإيرماك (15 عاماً) فات الأوان. فقد كان والده مسعود هانجر يضم بصمت ابنته الميتة التي انتشلت من تحت أنقاض مبنى في كهرمان مرعش. ولم تصل أي مساعدة الثلاثاء إلى هذه المدينة المدمرة التي يبلغ عدد سكانها أكثر من مليون نسمة وتغطيها الثلوج.
وتساءل علي «أين الدولة؟ أين هي؟ (...) مر يومان ولم نر أحداً. (...) تجمد الأطفال حتى الموت»، مؤكداً أنه هو أيضاً ينتظر تعزيزات، وما زال يأمل في رؤية شقيقه وابن أخيه العالقين تحت أنقاض المبنى الذي يقيمون فيه.
في مدينة صوران بشمال سوريا سقط محمود بريمو على ركبتيه أمام أنقاض منزله. وعلى مسافة غير بعيدة، تشهد القبة الرمادية على وجود مسجد هناك. وقال «سنوات من الحرب لم تدمرنا بهذه الطريقة». وأضاف «خسرنا كل شيء في لحظة. دمرنا بالكامل».
وخوفاً من العودة إلى ديارهم لجأ ناجون إلى مطار غازي عنتاب التركي.
وقال زاهد سوتكو الذي فر من شقته مع طفليه الصغيرين متسائلاً إن «حياتنا الآن تتسم بعدم اليقين. كيف سأعتني بهؤلاء الأطفال؟».
من جهتها، قالت منظمة الصحة العالمية إن 23 مليون شخص «قد يكونوا تضرروا بالزلزال بما في ذلك حوالى خمسة ملايين شخص في وضع هش».
مساعدات دولية
ووصلت الفرق الأجنبية الأولى من عمال الإنقاذ الثلاثاء.
وقال الرئيس التركي الذي أعلن حالة الطوارئ لمدة ثلاثة أشهر في المحافظات العشر المتضررة من الزلزال، إن 45 دولة عرضت مساعدتها.
وأعلن الاتحاد الأوروبي تعبئة 1185 من رجال الإنقاذ و79 من كلاب البحث لتركيا من 19 من دوله الأعضاء بينها فرنسا وألمانيا واليونان.
وبالنسبة لسوريا، فإن الاتحاد الأوروبي على اتصال بشركائه في المجال الإنساني على الأرض ويمول عمليات الإغاثة.
ووعد الرئيس الأمريكي جو بايدن نظيره التركي بتقديم «كل المساعدة الضرورية أيا تكن».
وسيصل اثنان من فرق الإنقاذ إلى تركيا صباح الأربعاء.
وأعلنت الصين الثلاثاء إرسال مساعدات بقيمة 5,9 مليون دولار وعمال إنقاذ متخصصين في المناطق الحضرية وفرق طبية ومعدات طوارئ.
وحتى أوكرانيا أعلنت إرسال 87 عامل إنقاذ إلى تركيا.
وتعهدت الإمارات العربية المتحدة بتقديم مساعدات بقيمة مئة مليون دولار بينما أعلنت السعودية عن جسر جوي لمساعدة السكان المتضررين في كلا البلدين.
وفي سوريا، استجابت روسيا لنداء أطلقته السلطات في دمشق. وقال الجيش إن أكثر من 300 جندي روسي موجودون بالفعل في الموقع للمساعدة في الإغاثة.
وأكدت الولايات المتحدة الثلاثاء أنها تعمل مع منظمات غير حكومية محلية في سوريا لمساعدة ضحايا الزلزال.
وقال وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكين للصحفيين «في سوريا نفسها لدينا شركاء إنسانيون تمولهم الولايات المتحدة ويقدمون مساعدات لإنقاذ حياة» المتضررين.
وأضاف «نحن مصممون على تقديم هذه المساعدة من أجل مساعدة الشعب السوري على تجاوز هذه المحنة»، مشدداً على أن «هذه الأموال ستذهب بالطبع إلى الشعب السوري وليس إلى النظام» في دمشق.
وضرب الزلزال باب الهوى المعبر شبه الوحيد لجميع المساعدات الإنسانية إلى مناطق المعارضة في سوريا المرسلة من تركيا، حسب الأمم المتحدة.
ودعا الهلال الأحمر السوري الذي يعمل في المناطق الحكومية، الاتحاد الأوروبي إلى رفع العقوبات المفروضة على دمشق.
التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/msn47dns

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"