دبي: حمدي سعد
رفعت المساكن الجديدة التي دخلت إلى السوق العقاري والفعاليات والاحتفالات الخاصة، الطلب على شراء أجهزة الترفيه المنزلي في الإمارات بنسبة سنوية تصل إلى 6% و20%، والتي من بينها أجهزة العرض والشاشات الكبيرة ومكبرات الصوت، وغيرها، إضافة إلى تعدد خيارات عرض الأفلام والمباريات داخل المنزل، وفقاً لمسؤولي شركات متخصصة في القطاع.
ومن المتوقع أن يشهد قطاع الترفيه المنزلي نمواً قوياً في الإمارات، وأن يصل عدد الأسر التي تستهلك أجهزة ترفيه منزلية إلى مليوني مستخدم بحلول عام 2027.
وتم شحن 8.73 مليون جهاز منزلي ذكي إلى المنطقة وشمال إفريقيا في الربع الثالث 2022، بنمو 35.1% على أساس سنوي.
ووفقاً لأحدث الإحصاءات الصادرة عن «Statista»، من المتوقع أن يبلغ معدل النمو السنوي المركب لقطاع الترفيه المنزلي في دولة الإمارات 2022 - 2027 ما نسبته 2.3%، ما يسهم في الارتقاء بهذا القطاع محققاً 25.8 مليون درهم (7.03 مليون دولار) عام 2027، وتعد الدولة أحد أسرع الأسواق نمواً في هذا القطاع على مستوى المنطقة وإفريقيا من حيث الطلب.
وقال المسئولون ل«الخليج»، إن سوق أجهزة الترفيه يواصل النمو، مدفوعاً بتعدد المناسبات العائلية والمجتمعية التي تفضل الاحتفال بالمناسبات الخاصة في المنازل، وبالأخص في المساحات الكبيرة.
وأشاروا إلى إن تجهيزات المنازل الحديثة، لاسيما التي تتمتع بأنظمة ذكية أو مربوطة بالإنترنت، ساعدت على انتشار أجهزة الترفيه والألعاب وغيرها من الأنشطة الترفيهية بين أفراد العائلة.
الإمارات من الأسرع نمواً
وقال جوبين جوجي، نائب المدير العام لشركة «سوني الشرق الأوسط وإفريقيا»: وفقاً لأحدث الإحصاءات الصادرة عن Statista.com، من المتوقع أن يبلغ معدل النمو السنوي المركب لقطاع الترفيه المنزلي في دولة الإمارات 2022 - 2027 ما نسبته 2.3%، ما يسهم في الارتقاء بهذا القطاع محققاً 25.8 مليون درهم، عام 2027.
وأضاف، يركز العملاء على شراء الأجهزة والمنتجات التي يمكنهم الاستمتاع بها داخل منازلهم، وتوفر لهم تجارب شيقة، وتعزى الزيادة في الطلب على أجهزة الترفيه المنزلي، مثل أجهزة التلفاز ذات الشاشات الكبيرة ومكبرات الصوت، بالدرجة الأولى، إلى زيادة شعبية الفيديو عند الطلب ومنصات البث المختلفة.
وأكد جوجي، مع إنتاج معظم منصات البث لمحتواها الخاص، يتوقع العملاء الناطقون باللغة العربية الاستمتاع بمزيد من التجارب الترفيهية، ويتجهون إلى شراء أجهزة الترفيه المنزلي التي تحتوي على اللغة العربية، مثل أجهزة الذكاء الاصطناعي الناطقة بالعربية. كما أن الفعاليات والأحداث الرياضية ذات الشعبية الكبيرة، تعد أيضاً أحد العوامل الرئيسية التي تسهم في تعزيز نمو هذه الأجهزة، ما يسمح للعملاء بالاستمتاع بمشاهدتها بأمان مع أحبائهم وأصدقائهم وعائلاتهم ضمن الأجواء المنزلية.
السينما المنزلية
من جانبه، قال جيسون ماكميلان، مدير إدارة المبيعات الإقليمي لشركة «إبسون»: ارتفعت عائدات «إبسون» من فئة أجهزة السينما المنزلية بنحو 6% في دولة الإمارات خلال 2022، الأمر الذي يعكس الطلب المتزايد على أجهزة العرض المنزلية.
وأضاف، شهدنا نمواً من عملائنا في دولة الإمارات على الترفيه المنزلي عام 2022 مقارنة ب2021 وزيادة في الطلب على أجهزة العرض المنزلية.
ولاحظنا طلباً كبيراً على الحلول التي تدعم الترفيه الشاشة الكبيرة وتجارب الألعاب، بما في ذلك الفعاليات الترفيهية والرياضية الكبيرة، وتعد أجهزة العرض من إبسون خيارات مفضلة لعرض هذه الفعاليات.
ومع الانتعاش الملحوظ الذي شهدته أسواق العقارات في دولة الإمارات خاصة، والمنطقة عامة، خلال 2022، نتوقع ارتفاع القوة الشرائية من قبل الوافدين الجدد على الدولة، الأمر الذي سيساهم في زيادة الطلب على أجهزة العرض.
وتعتبر أجهزة السينما المنزلية التي نوفرها حلولاً مرنة وسهلة الاستخدام وبأسعار معقولة، كما تمتاز بتصاميمها وأحجامها التي يمكن نقلها بسهولة بين الغرف، أو إلى المكتب، ويمكن للعملاء أيضاً اختبار مستويات جديدة من تجارب الألعاب الغامرة، حتى أن البعض يفكرون في استخدام أجهزة العرض كبديل لجهاز التلفزيون التقليدي.
وقال ماكميلان: تشهد إبسون ارتفاعاً كبيراً في الطلب على أجهزة العرض المنزلية، نظراً لما تمتاز به هذه الأجهزة من مزايا عدة كحجم أو جودة العرض، أو سهولة نقلها بين المساحات والغرف المختلفة في المنزل، أو حتى مدى سهولة استخدامها. ولا شك في أن حفلات أعياد الميلاد، وليالي الأفلام العائلية، وتجارب الألعاب، والأفلام الأمريكية والهندية كلها تساهم في زيادة استخدام أجهزة العرض.
تعدد الجنسيات والثقافات
بدورها، أوضحت ساني يانغ، المدير العام الإقليمي لشركة «تي سي إل» أن الطلب على الشاشات الضخمة وأجهزة التلفاز الراقية شهد معدل نمو بنسبة 20% عام 2022 مقارنة ب2021، مشيرة إلى أن حجم سوق الشاشات في الإمارات يقدر بنحو 500 ألف وحدة سنوياً.
وأضافت تتوفر في أسواق الدولة مجموعة متنوعة من الشاشات تلبي متطلبات فئات مختلفة من المستهلكين، وتشهد هذه الأجهزة تحسينات متواصلة سنوياً على صعيد جودة الصورة والصوت، وتطور التكنولوجيا، والتصميم، وتنافسية الأسعار.
وأشارت إلى أن الإمارات تستقطب السكان من مختلف الجنسيات والثقافات للعيش والعمل، الأمر الذي يدفع نمو الطلب على هذه الأجهزة وأن الفعاليات الرياضية والأنشطة الترفيهية التي تحتضنها الدولة بشكل متواصل ترفع الطلب بشكل ملحوظ على أجهزة الترفيه، فيما تحفز عمليات ترقية المنتجات عشاق هذه الأجهزة على تجربة تقنيات جديدة، مثل تلفزيونات الألعاب، التي تتيح اختبار التجربة الخاصة بكل مستخدم.
وأوضحت يانغ أن المساكن الجديدة التي جاءت نتيجة النمو العقاري في الدولة، أسهم في نمو الطلب على هذه الأجهزة، حيث تعتبر من بين التجهيزات الحديثة لتلبية متطلبات العائلات من حيث أنماط الاستخدام التي تناسب عشاق مشاهدة الأفلام من الشاشات عالية الدقة وجودة الصوت وعشاق الألعاب، فيما تشكل الشاشات المدمجة بنظام التشغيل مع الإنترنت لتعزيز الإنتاجية للعمل.
العمل من المنازل والترفيه
في السياق، قال نيكولا أكسينتيفيتش، مدير مجموعة العرض المرئي في «سامسونج الخليج للإلكترونيات» عن نسبة نمو الطلب على أجهزة الترفيه المنزلي المتوقع في الإمارات في عام 2023 مقارنة بعام 2022: تتنوع المنتجات في هذا القطاع، وتضم مجموعات عدة، منها أجهزة التلفزيون وأجهزة الصوت وأجهزة العرض المرئي بنمو يتراوح بين 4-5%، بسبب زيادة الطلب مدعوماً بزيادة المبيعات العقارية والتي تستلزم شراء أجهزة التلفزيون وأنظمة الصوت والشاشات. ووفقاً لتقرير صادر عن Statista من المتوقع أن يشهد قطاع الترفيه المنزلي نمواً سنويا في الإمارات، ومن المتوقع أن يصل عدد الأسر التي تستهلك أجهزة ترفيه منزلية إلى مليونَي مستخدم بحلول عام 2027.
وهناك العديد من العوامل التي ساهمت في زيادة الطلب على أجهزة الترفيه المنزلي في الإمارات، يأتي في مقدمتها تغير سلوك المستهلكين بشكل جذري في الفترة التي تلت كوفيد-19، حيث يقبل المزيد من المستهلكين على خيارات الترفيه المنزلي وأصبح العديد من الأشخاص يعملون من منازلهم، ما يستدعي تجهيز منازلهم بأجهزة متنوعة، وأسهم ذلك بشكل كبير في نسب الزيادة على التلفزيون وأجهزة العرض.
وأضاف أكسينتيفيتش، يميل العملاء لاختيار المزيد من الأنظمة المنزلية الذكية التي تعتمد على إنترنت الأشياء لربط الأجهزة المنزلية والتحكم فيها بسلاسة وسهولة، إضافة إلى ازدياد الطلب على أجهزة التلفاز الذكية وذات التقنية العالية.
ومن العوامل الأخرى التي ساهمت في الأداء القوي خلال 2022 الأحداث الرياضية والترفيهية الكبرى التي تم بثها على شاشات التلفزيون، مثل البطولات الكبرى، ما دفع المستهلكين إلى ترقية أجهزة الترفيه المنزلي الخاصة بهم، إضافة إلى ذلك، فقد طور العديد من المستهلكين منصات خدمات الفيديو حسب الطلب في منازلهم.
ووفقاً لأحدث تقرير أصدرته مؤسسة (IDC) للدراسات، تم شحن 8.73 مليون جهاز منزلي ذكي إلى المنطقة وشمال إفريقيا في الربع الثالث 2022، بنمو 35.1% على أساس سنوي، وكانت فئة الترفيه الذكي، خاصة أجهزة التلفزيون الذكية، المحرك الرئيسي لحجم الطلب، حيث شكلت 66.7% من إجمالي الأجهزة التي تم شحنها إلى المنطقة.
