عادي
الخبراء يؤكدون أهمية التقنيات في القطاعات كافة

استدامة الإمارات تضاعف الطلب على حلول الذكاء الاصطناعي

22:01 مساء
قراءة 4 دقائق

دبي: حمدي سعد

أسهم إعلان صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، «2023 عام الاستدامة» في دولة الإمارات في تضاعف الطلب من القطاع الحكومي والخاص على حلول وأنظمة الذكاء الاصطناعي الداعمة لهذه التوجهات، والتي تنعكس إيجاباً على تحقيق وفورات مالية كبيرة، فضلاً عن خفض الانبعاثات الكربونية في الدولة، وفقاً لرؤساء شركات وخبراء.

الصورة
3

وقال الخبراء: «إن دولة الإمارات تعد من أبرز دول المنطقة والعالم في الاستفادة من تقنيات الذكاء الاصطناعي نظراً لجاهزية الدولة التقنية الناشئة عن توجهات التحول الرقمي التي انطلقت منذ سنوات طويلة فضلاً عن تطور قطاع الاتصالات في الدولة».

وأكدوا أن حكومة دولة الإمارات لديها إدراك كبير بأهمية توظيف تقنيات الذكاء الاصطناعي وآثارها الإيجابية ودورها في إحداث تطور كبير في القطاعات كافة، لاسيما المتعلقة بالخدمات الحكومية، كما تعد الدولة بيئة مثالية للشركات التي توفر هذه الخدمات.

زيادة مستمرة

قال جو باجلي، الرئيس التنفيذي للتقنية في شركة «في إم وير»: «تحتل دولة الإمارات مكانة متنامية بالنسبة للشركة، حيث تمضي الدولة قُدماً في تحقيق أهدافها الطموحة الرامية إلى تنويع اقتصادها ورقمنه الخدمات الحكومية وتعزيز الاستدامة، ولا شك أن تسخير الذكاء الاصطناعي من أجل اتخاذ قرارات مستنيرة أفضل سيستمر في الازدياد».

إطار عمل

قالت ريم أسعد، نائب الرئيس لشركة «سيسكو» في منطقة الشرق الأوسط وإفريقيا: إن القطاعات الحكومية والخاصة سوف تسارع البدء بوضع إطار عمل واضح لتنظيم أنشطة الذكاء الاصطناعي، وسوف يرتكز هذا الإطار على مبادئ مثل الشفافية والإنصاف والمساءلة والخصوصية والأمن والموثوقية.

وأضافت، بينما نعي تماماً أنّ تحقيق الاستدامة ليس بالخطوة السهلة ويتطلب بذل جهود شاملة على أكثر من صعيد، ندرك أنّ التكنولوجيا ستواصل بلا شكّ لعب دور محوري لتحقيق أهداف الحكومات والشركات المرتبطة بالمعايير البيئية والاجتماعية والحوكمة.

وأوضحت أسعد أن الحياد المناخي يسهم في وضع معايير مشتركة لتحقيق أهداف الاستدامة، في ظلّ التقدّم المرتبط بتصاميم وأجهزة الطاقة، لتحقيق التحوّل المنشود في مراكز البيانات بما يضمن بناء مستقبل مستدام للجميع. وستصبح الشبكات وواجهات برمجة التطبيقات أكثر تقدماً من خلال إدارة منصّات مراكز البيانات، لمراقبة استهلاك الطاقة وتتبعها وتغييرها، وستكون شركات بيع خدمات تكنولوجيا المعلومات والشركاء المزوّدون للمعدات أكثر شفافية من حيث إعادة استخدام الأجهزة، أي الاقتصاد الدائري، لتحقيق تقدّم ملحوظ على صعيد العمليات المستدامة.

مركز عالمي

من جانبها، قالت الدكتورة نعمت الجيار، مديرة مركز التميز في الذكاء الاصطناعي التطبيقي وعلوم البيانات في جامعة هيريوت وات دبي: وفقًا لأبحاث Pheonix، يسجل سوق الذكاء الاصطناعي في الإمارات معدل نمو سنوي مركب قدره 42.1% حتى عام 2027، وتقدم الحكومة علي خطط طموحة لترسيخ مكانتها كمركز عالمي للذكاء الاصطناعي وتوظيف هذه التقنيات بما يدعم توجهات الاستدامة في الدولة.

وأضافت، تهدف الإمارات إلى تعزيز ناتجها المحلي الإجمالي بنحو 35% (96 مليار دولار)، باستخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي التي تسهم في تحسين وخفض الإنفاق الحكومي بنسبة تصل إلى 50% وتوفير ما يقرب من 3 مليارات دولار.

ووفقاً لأحدث الدراسات الصادرة عن ستاتيستا، من المتوقع أن يكون القطاع المالي من أكبر المساهمين في اقتصاد دولة الإمارات من خلال تبنى الذكاء الاصطناعي بإنفاق نحو 37 مليار دولار بحلول العام 2035. وتابعت الجيار: تستضيف الإمارات مؤتمر المناخ الدولي COP28، ونظراً لإدراكها الواسع بأهمية الذكاء الاصطناعي باعتباره حجر أساسي لتحقيق أهداف الاستدامة المنشودة، فمن المتوقع أن تسهم هذه التكنولوجيا المتقدمة في نمو الناتج المحلي الإجمالي للدولة بنسبة 35% حتى عام 2031، مع تقليل النفقات الحكومية أيضاً بمقدار 50% سنوياً، ما يقلل من عدد المعاملات الورقية ويوفر ملايين ساعات العمل سنوياً.

وتهدف استراتيجية الإمارات للذكاء الاصطناعي 2031 إلى تحسين الأداء الحكومي، وتسريع وتيرة الإنجازات، وخلق بيئات عمل مبتكرة ومنتجة تضمن مستويات عالية من الإنتاجية. وهو يدعم القطاعات الرئيسية في دولة الإمارات العربية المتحدة بما في ذلك الطاقة المتجددة من خلال إدارة المرافق والاستهلاك الذكي.

وقالت الجيار: «يسهم الذكاء الاصطناعي في تطوير استخدام البيانات لمكافحة تغير المناخ وتوفير الطاقة، فمثلا بمساعدة بعض تقنيات التحليل والتعلم، يتم التنبؤ عن استهلاك واحتياج الطاقة ودراسة الأسلوب الأمثل للاستفادة من مصادر الطاقة المتجددة وتوزيعها وتحسين تخزينها والمزج بين مصادر الطاقة المختلفة وتحديد الأسعار بطريقة اقتصادية».

قطاع النفط

بدوره، قال كين هابسون، العضو المنتدب لمنطقة أوروبا والشرق الأوسط وإفريقيا في شركة «بيوندليميتس»: «تعمل الحلول المُتقدمة القائمة على تقنية الذكاء الاصطناعي المعرفي على معالجة بعض أكبر التحديات الحالية والمستقبلية التي يواجهها قطاع النفط والغاز ويُمكن الاستفادة من تقنية الذكاء الاصطناعي في طيف واسع من العمليات، مثل التنقيب وتخطيط حقول النفط والامتثال للوائح والأنظمة البيئية والصيانة الوقائية وغيرها».

استراتيجية الذكاء الاصطناعي

تعزز استراتيجية الذكاء الاصطناعي 2031 في الإمارات زيادة الاعتماد على الذكاء الاصطناعي في الخدمات والقطاعات ومشاريع البنية التحتية وتوسيع استخدام الذكاء الاصطناعي عبر قطاعات مثل التعليم والطاقة والنقل، الفضاء والتكنولوجيا وغير ذلك. وتعتمد الصناعات والقطاعات بما في ذلك النقل والرعاية الصحية والتمويل والتصنيع بشكل كبير على الذكاء الاصطناعي في بيئتها.

وتعد قدرة الذكاء الاصطناعي على تحليل الأنماط ضمن مجموعات البيانات الكبيرة وكذلك آلياته التنبؤية أمرًا بالغ الأهمية لمعظم الصناعات، على سبيل المثال، في النقل، يمكن للآليات التنبؤية أن تعزز السلامة من خلال إخطار السائقين بالخلل المحتمل في قطع الغيار والطرق واتجاهات القيادة وبروتوكولات الوقاية من الطوارئ والكوارث.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/59cdtwep

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"