محمد بن زايد.. صانع الاستقرار

00:05 صباحا
قراءة 4 دقائق

د. أيمن سمير *

يؤمن بأن المستقبل يبدأ من الماضي، صاحب مشروع يقوم على «ثقافة الحياة». يداه ممدودتان بالخير والسلام للجميع. صاغ مقاربة جديدة في المنطقة؛ قوامها العمل الجاد، والإخلاص للوطن، والبحث عن المشتركات، وإنهاء التوترات، وتبريد الصراعات.

كثيرون من يقرأون التاريخ، لكن بالنظر في مسيرته، والبحث في «بنات أفكاره»، نتأكد أنه من «صنّاع التاريخ» الكبار، لأن ثمار مشروعه التنموي والإنساني، عابرة لحدود منطقة الخليج وغرب آسيا والإقليم العربي والشرق الأوسط.

يؤمن بأن «الخروج من الذات نحو الآخر» هو «الرافعة السياسية» التي تنقل الأمم من دوائر المحلية والإقليمية إلى مصاف الدول ذات التأثير العالمي، لهذا هو الذي صاغ بفكر مفتوح وعقل يتسع للجميع، خلال العقود الثلاثة الماضية، «المقاربة الإماراتية» نحو «عصر القوة الشاملة»، في كافة المسارات والقطاعات من الدفاع والأمن إلى الاقتصاد والثقافة والتحول الرقمي والذكاء الاصطناعي، الأمر الذي أكد للجميع أنه هو «النموذج الإماراتي»، وصاحب الرؤية في التنمية والازدهار ل«مئوية الاتحاد» والعقود الخمسة المقبلة، بعد أن نجح وأخوه صاحب السموّ الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، في تحقيق هذا الطموح العالي عبر «رؤية مبدعة» في السياستين الخارجية والداخلية، تجمع بين «المحافظة على الثوابت»، وعدم إهمال مكتسبات العصر، كما تمزج هذه الرؤية بين الثقة المكتسبة من «بناء الذات»، وعدم القلق من فتح «أبواب التنوع».

عندما تنظر في عينيه، يتأكد لك أنه مشغول ب«البشر»، وأن المواطن والمقيم، يتمتعان برعايته ومحبته، لهذا لم يكن غريباً أن يكون «الحلم الإماراتي» في الحياة والعمل، هو حلم أغلب شباب العالم، وليس الشباب العربي فقط، فالإمارات التي عمل من أجلها أصبحت «أرضاً للفرص»، والمعادل العالمي «للنجاح والتميز»، بعد أن أصبحت أكثر بلاد الدنيا أماناً واستقراراً، فكان من الطبيعي أن يحلم شباب العالم بالحياة في الدولة التي تحتضن الإبداع والثقافة والتكنولوجيا ورواد الأعمال.

إنه صاحب السموّ الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، الذي أصبح مرادفاً لمعنى وقيم السلام والاستقرار والرخاء والازدهار. سموّه رسم على مدار سنوات صورة نموذجية جديدة للمواطن الخليجي والعربي، ليس فقط القادر على التعاطي مع جديد العصر؛ بل القادر على صياغة المبادرات، وتعبيد الطرقات السياسية والاقتصادية والأمنية، التي تقود نحو رفع القيمة النسبية لمنطقة الخليج والإقليم العربي بين مقاعد الكبار في المعادلات الإقليمية والدولية، ولهذا سوف يتوقف تاريخ المنطقة؛ بل والتاريخ الإنساني طويلاً «بالفحص والدرس» أمام كل ما سطره صاحب السموّ الشيخ محمد بن زايد، الذي ولد في مثل هذا اليوم 11 مارس، من رؤية وسياسات وتوجهات وقناعات، جعلت من الإمارات «المكان والمكانة» اللتين يتطلع إليهما الجميع.

القراءة المتأنية لكلماته ومواقفه، تؤكد أنه «صانع للسلام» في منطقة تحاصرها «ألسنة اللهب»، وكادت الفوضى والتخريب أن يتمكنا منها، فوضوح رؤيته؛ القائمة على «الحلول السياسية» والإيمان «بقوة الدبلوماسية» جعلا من الإمارات ليس فقط محور التفاعلات السياسية والاقتصادية والأمنية في المنطقة؛ بل أصبحت «القاطرة القوية» نحو تعزيز «محور السلام وكتلة الاستقرار» في منطقة راهن البعض من خارجها، وحتى من داخلها على أن تظل وتبقى دائماً مرتعاً للمتطرفين والحنجوريين و«مصاصي مستقبل الشعوب» والتي باتت على يقين بأن حكمة ورؤية الشيخ محمد بن زايد، وقراراته الشجاعة في الأوقات الحاسمة، هي التي تبني المستقبل، فالمنطقة العربية التي كانت بعض دولها غارقة في مزاد التآمر والتطرف والكراهية، أصبحت على أبواب الاستقرار.

نعم وقف محمد بن زايد «حائط صد» في مواجهة كل مشروعات تمزيق «الخرائط العربية». ومن هذا المنطلق، فالتاريخ الذي خصص صفحة لدعاة السلام والمساواة أمثال مارتن لوثر كينغ ونيلسون مانديلا، سوف يسطر الكثير من الكتب عن كل ما قدمه صاحب السموّ الشيخ محمد بن زايد، من «معادلات جديدة» و«بيئة سياسية إيجابية» تقوم على «بناء الجسور» و«السمو السياسي»، وهي معادلة أصبحت مشروعاً ونموذجاً يتحدث به وعنه الجميع في المنطقة وخارجها، ولهذا استطاع سموّه أن يجعل من الإمارات «المكان والمكانة» اللتين يتطلع إليهما العالم في بناء الإنسان، ونشر السلام، ومواجهة غضب الطبيعة، فالبصمة الحضارية والإنسانية التي طبعها في المنطقة والعالم، ستظل لعقود تشكل «النبراس والدافع والزخم» الذي يجسّد أحلام وطموحات المجموع الكلي والجمعي لسكان المنطقة والعالم، وهي الأحلام التي حاول دعاة الكراهية والأفكار الظلامية «قرصنتها وخطفها»

الأيام والأحداث خير شهود على الثمار التي تجنيها الإمارات والمنطقة، نتيجة للرؤية التي يجسّدها صاحب السموّ الشيخ محمد بن زايد، وهو القائد والإنسان الذي سوف يظل مرتبطاً بالأمان والعدالة والتسامح والطموح، وهي القيم والمعاني التي غرسها المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، ويسير على نهجها حكام الإمارات، ويسطرون بها كل يوم إنجازاً جديداً يضاف للإنجازات الخالدة في مسيرة الوطن.

* كاتب ومحلل سياسي

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/mrya94vj

عن الكاتب

كاتب ومحلل سياسي

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"