عادي
بدايات وخطط جديدة في رمضان

صائمون يتركون العادات السيئة

23:09 مساء
قراءة 3 دقائق

الشارقة: زكية كردي

نقطة انطلاق لبداية جديدة يحددها كثير من الناس مع شهر رمضان، بداية تمد خططهم بالحماس وهم عازمون على العزوف عن العادات السيئة، فالبعض يسعى إلى اكتساب نمط حياة صحي وخسارة الوزن، بينما البعض الآخر يحاول ترك العادات السيئة كالتدخين، وآخرون يتطلعون إلى تغذية الجانب الروحي أو الثقافي، في النهاية تتكرر القصص كل عام، ينجح البعض وينسحب آخرون بعد اصطدامهم بصعوبة مقاومة العادات الرمضانية ذاتها.

بداية جديدة في حياة عزمي عدلي، موظف، قرر أن يلتزم بها بحزم بعد العديد من المحاولات للاستمرار بالطعام الصحي والتمارين الرياضية والتراجع بعد حين، ويقول: «في شهر رمضان الماضي قررت أن أستغل شهر الصيام لأتوقف عن تناول السكر، وأحاول الالتزام بأنواع الطعام الصحي، ونجحت مع الالتزام بالتمارين الرياضية أيضاً، هذا النجاح منحني الثقة بالنفس والقدرة على الاستمرار حتى اليوم لأحرص على نمط الحياة الصحي الذي كنت أتطلع إليه، والحصول على النتائج التي كنت أرجوها مع الحفاظ عليها».

ومع أن معظم الناس يعتقد أن العادات والطقوس الطاغية في شهر رمضان تجعل من الالتزام بالنظام الغذائي الصحي شيئاً شبه مستحيل بسبب كثرة الدعوات والاعتياد على تناول الحلويات الرمضانية، إلا أن ظلال محمد، ترى أن الأمر يحتاج إلى الاستمرار في تفعيل الإرادة، وتقول: «عندما نفشل في الاستمرار باكتساب العادات الصحية نفقد شيئاً مهماً وهو ثقتنا بأنفسنا، لكن عندما نتأمل قدرتنا على الامتناع عن الماء والطعام في شهر رمضان نستعيد شيئاً من هذه الثقة ونستعيد مرونتنا في التحكم برغباتنا، لهذا قررت أن أبدأ نظاماً صحياً جديداً في شهر رمضان وأنا متحمسة للبدء، وقد جهزت جدولي اليومي، والبرنامج الغذائي الذي سوف ألتزم به».

الصورة
1

ولعل الحديث عن ترك التدخين في شهر الصيام يعتبر من التقاليد التي تعيشها نسبة كبيرة من المدخنين كل عام، لكن الأمر جاد بالنسبة لأحمد حسون، صاحب عمل خاص، ويقول: «لم أكن مدخناً بالأصل، إلا أني اعتدت التدخين في السنوات الأخيرة وكنت أظن أني سوف أقلع عنه بسهولة ولن أتعلق به، لكنني وجدت نفسي متورطاً بالأمر خصوصاً بعد فترة الجائحة، أعتقد أنها أثرت بطريقة ما في ثقتنا بأنفسنا وقدرتنا على أن نكون أكثر حزماً بقراراتنا بالعموم، على الأقل هذا ما حصل معي، وأعتقد أن الصيام فرصة لاستعادة هذا المكون المهم في الشخصية، لهذا أنوي التوقف نهائياً عن التدخين في شهر رمضان».

ولعل البدء بممارسة التمارين الرياضية بعد انقطاع طويل - في شهر الصيام لا يعتبر خياراً عقلانياً بالنسبة للكثيرين، إلا أنه كذلك بالنسبة لمنى غزالي، موظفة إدارية، وتقول: «بسبب ضغط العمل وطول وقت الدوام أجد صعوبة للبدء بروتين جديد لأضيف التمارين الرياضية، خاصة أن البدء بعد انقطاع طويل يحتاج إلى الوقت والاستعداد للتعب والألم بسبب التمارين في الأيام الأولى، لهذا أستغل فرصة شهر الصيام وتخفيض ساعات الدوام لأبدأ بممارسة الرياضة بعد الإفطار».

وعلى الرغم من أن منصور درويش، موظف بنك، يتفق معها في الأسباب والخطة، إلا أنه يختلف معها بالتوقيت، يقول: «مقتنع بفكرة التمرين قبل الإفطار، حيث يكون الجسم على استعداد لحرق عدد أكبر من السعرات الحرارية، لهذا سوف أستغل هذا الوقت الذهبي لأخسر أكبر عدد ممكن من الكيلوغرامات، يكفي أن الفكرة تشعرني بالحماس»، ويضيف بأنه ينوي البدء بممارسة الرياضة منذ أشهر إلا أنه لا يجد الوقت والدافع الكافي.

استبدال عادات

1

أوضح د. حسين مسيح، استشاري نفسي عيادي، أن الناس عادة عندما يقررون تغيير أي سلوك أو نمط في الحياة يلجؤون لوضع تصور جديد، وهذا يستدعي وضع خطة واستبدال عادات معينة وفترة زمنية للإنجاز، ولهذا نجد الكثيرين يتحمسون لاختيار نقاط زمنية للتغيير مثل رأس السنة، شهر رمضان، وأي مناسبة تكون بمثابة نقطة انطلاق وتذكرهم بالتاريخ لعمل مقارنة ما قبل وبعد، ويقول: «بالنسبة لشهر رمضان أغلب الناس تتجه للتفكير بالصحة وتغيير نمط الأكل، إنقاص الوزن، الاهتمام بالجوانب الروحية، أما سبب عدم نجاح نسبة كبيرة منهم بتحقيق خططهم فيعود لأن شهر رمضان يستدعي نمطاً من السلوكيات التي لا تدعم هذه الخطط، فالأغلب يستهدفون التحول إلى الحياة الصحية وخسارة الوزن، بينما نمط الحياة مرتبط بالكثير من العادات التي تصعب مقاومتها، والتي يمكن القول إنها أصبحت ثقافة في رمضان، مثل كثرة المأكولات الغنية بالسكريات لدى مختلف الشعوب، والتي ترتبط بالمائدة الرمضانية، الدعوات الكثيرة والسهر والحلويات.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/kznzdv23

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"