ما الذي يوقظه العارض الصحي؟

00:02 صباحا
قراءة دقيقتين

‏عندما يداهم أحدنا عارض صحي بسيط مثل الحمى أو الإنفلونزا، والذي قد يكون نتاجاً لتقلبات الجو أو نحوها من الأسباب، يدخل في حالة من الألم وبعض الصعوبات التي تغير نهج حياته لبضعة أيام. ومع أن مثل تلك العوارض الصحية ماثلة وتحدث باستمرار وتجاوزها يتم من خلال بعض الوصفات الطبية الشائعة  لدرجة أن البعض لا يشعرون بأنهم بحاجة إلى الذهاب للعيادة الطبية، والاستماع لوصفة طبية دقيقة ومتخصصة  فإن الحمى أو الإنفلونزا تسبب حالة من الإرباك والإنهاك الجسدي والنفسي. وحتى يزول ذلك العارض الصحي الذي يعتبره البعض عابراً، يبقى كثير من انشغالاتنا الحياتية مؤجلاً؛ بل لا يوجد حماس ولا اندفاع لإتمامه، وكأن هذه الحمى العابرة التي تخففها المضادات أو بعض الوصفات، لها سطوتها وقوتها في حياتنا البشرية.
وهذا يوضح لنا ضعف الإنسان أمام فيروس صغير لا يُرى بالعين المجرّدة، ومع هذا يتسلل إلى جهازنا المناعي، ويجعله في حالة دفاع دائمة حتى ينهكه.
والحال أسوأ في أمراض أكثر عدوانية وتفتك بالنفس البشرية، مثل الأورام السرطانية، اسأل الله أن يجنّبنا جميعاً شرها، وغيرها من الأمراض الفتاكة التي يعمل العلماء والأطباء منذ عقود طويلة على إيجاد علاجات لها.
هذه الحالة البشرية التي تمر بنا جميعاً، من الصحة والوعكة والمرض الخفيف أو المرض القوي المنهك، تجعلنا نفكر في هذه الحقيقة وأن تكون نصب أعيننا، نفكر في حجم إنسانيتنا تجاه من يشاركوننا هذه الحياة بحب وصبر وتفانٍ؛ نفكر في تعاملاتنا المختلفة مع الناس، وهل هي في مستوى الإنسانية والقيم والمبادئ، أم يغلب عليها «الأنا» والذات والأنانية.
يجب أن يذكّرنا ضعفنا بأن هناك مجالات أهم نستطيع أن نكون فيها أقوياء، مثل مساعدة الآخرين وعدم القسوة وعدم الغضب، وعدم الكراهية..
أعتقد أن كل إنسان استحضر حقيقة ضعفة، وأنه عابر في هذه الحياة يجب عليه أن يدرك أن الكنز والإنجاز الحقيقي يتمثلان في التعامل الأخلاقي الطيب والكريم والنقي مع الناس، جميع الناس، وخاصة الضعفاء والمعوزين.
يفترض في العوارض الصحية التي تمر بنا ونعلم أننا سنتجاوزها، أن توقظ النبل والكرم والطيبة والخير في قلوبنا، وأن تكون هذه المثل والقيم هي الهادي إلى حياة قوية بالإيمان، وأيضاً بالرغبة في المساعدة والوقوف مع الآخرين.
[email protected]
 www.shaimaalmarzooqi.com

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/bdf4j7at

عن الكاتب

كاتبة وناشرة إماراتية ومؤلفة لقصص الأطفال وروائية. حصلت على بكالوريوس تربية في الطفولة المبكرة ومرحلة ما قبل المدرسة والمرحلة الابتدائية، في عام 2011 من جامعة زايد بدبي. قدمت لمكتبة الطفل أكثر من 37 قصة، ومتخصصة في أدب اليافعين

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"