عادي

من هو أسد الله وأسد رسوله؟

16:29 مساء
قراءة دقيقتين

حمزة بن عبد المطلب الهاشمي القرشي، عمّ الرسول محمد –صلى الله عليه وسلم- وهو أخوه من الرضاعة، وأحد وزرائه الأربعة عشر.

قال عنه الرسول الكريم، صلى الله عليه وسلم: «خَيْرُ إِخْوَتِي عَلِيٌّ، وَخَيْرُ أَعْمَامِي حَمْزَةُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا»، وكان أكبر من الرسول بسنتين، كما أن أمه قريبة أم الرسول محمد.

لُقِّب حمزة بن عبد المطلب بسيد الشهداء، وأسد الله وأسد رسوله، وكان يكنى أبا عمارة، وعُرف عنه الشجاعة والكرم، وكان أشدّ فتى في قريش، وشهد في الجاهلية حرب الفجار التي دارت بين قبيلتي كنانة وقيس عيلان.

ودخل حمزة، رضي الله عنه، الإسلام مبكراً في السنة الثانية من البعثة، ونصر الرسول، فقد كان المسلمون قبل إسلامه وإسلام عمر بن الخطاب، رضي الله عنهما، لا يجرؤون على الظهور أمام المشركين وإعلان إسلامهم، ولكنّهم بعد إسلامهما خرجوا في صفَّيْن: صفّ يقوده عمر، وصف يقوده حمزة.

كان زعماء قريش في غزوة أحد يهدفون لقتل الرسول، صلى الله عليه وسلم، وحمزة بن عبدالمطلب، ووكلوا عبداً حبشياً اسمه وحشي ماهراً في رماية الحربة، بقتل حمزة، رضي الله عنه، ووعدوه بحريته إن هو أنجز ذلك، ثمّ دفعوه إلى هند بنت عتبة لتزيد في تحريضه على ذلك؛ إذ كانت هند قد فقدت في معركة بدر أباها وأخاها وعمها وابنها، وقيل لها إنّ حمزة هو من قتل بعضهم وأجهز على بعضهم الآخر، فاستمّرت لأيام قبل الغزوة تحثّ وحشياً، وتقنعه بمهمة قتل حمزة، ووعدته بمجوهراتها مكافأة له، ففرح لذلك، وعزم على فعل ذلك.

وفي غزوة أحد كان حمزة شجاعاً يقاتل الرجال فيقتلهم، ويضرب عن اليمين والشمال، ووحشي واقف يراقبه من بعيد، ويتحيّن الفرصة المناسبة لقتله، فما إن سنحت الفرصة المناسبة حتى رمى بحربته عليه، ومع ذلك نهض حمزة، رضي الله عنه، محاولاً اللحاق بوحشي، إلا أنه لم يستطع ذلك، فمات شهيداً، رضي الله عنه.

وبعد انتهاء الغزوة وجده الرسول، عليه الصلاة والسلام، في بطن الوادي مُمثلاً بجسده، فحزن حُزناً شديداً، وبكى على عمه، وقال: «سَيِّدُ الشُّهَدَاءِ حَمْزَةُ بْنُ عَبْدِ المُطَّلِبِ، ورجلٌ قام إلى إمامٍ جَائِرٍ فأمرَهُ ونَهاهُ، فَقَتَلهُ».

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/usump89z

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"