الشارقة: زكية كردي
يبدو الحديث عن التحكم بالعقل أشبه بما يُسمى آخر صيحات الموضة. علماء أعصاب ومتخصصون من مجالات مختلفة يدعون إلى التفوق على الذات من خلال التدرب على التحكم بالعقل والخروج عن نمط الأفكار المعتاد لدى كل منا، ولعلّ ويم هوف «رجل الثلج» بات يعد من أشهر الدعاة لهذه النظرية، وهو الذي كرّس حياته لدراسة حدود الجسد والعقل، والقدرة على التغلب على المشاكل النفسية والأمراض، مطوراً نظريته الخاصة على تحدي الثلج من خلال التحكم بالأفكار وتمارين التنفس فقط.
كتب عديدة صدرت عن الرجل الهولندي الذي خرج عن حدود قدراتنا المعتادة، أراد أن يشارك بها تجربة حياته الاستثنائية، خاصة بعد أن استطاع أن يسجل نحو 20 رقماً قياسياً في غينيس لتحمل درجات الحرارة القصوى، ولسنا هنا بصدد الحديث عن الكتب، فقط أصبح هوف موضوعاً بحد ذاته، هو وتدريباته الخاصة للتنفس؛ حيث يقود مجموعات من الراغبين بالتخلص من الأمراض الجسدية والمشاكل النفسية ويوصلهم للنجاح في تحدي السباحة في المياه المتجمدة مهما كانت مخاوفهم وقناعاتهم الخاصة بهذا الأمر، معتمداً على فرضيته بقدرة الإنسان على التحكم بحرارة جسده، ولا يقتصر الموضوع عنده على الجانب النفسي؛ بل يتجاوزه إلى تطوير نظرية خاصة تحدث عنها في العديد من المقابلات والمنصات، مؤكداً أن هذه العملية كفيلة بتطوير جهاز المناعة لدى الإنسان، وقد خضع الرجل وفريق من المتدربين لديه إلى مجموعة من الاختبارات المناعية من خلال حقنهم بفيروسات مرض تستدعي أعراضاً صعبة ولم تظهر عليهم أية أعراض.
خلال العامين الماضين لاقى «رجل الثلج» استحساناً لدى المتابعين في العالم العربي، فصارت الكثير من المقالات تلاحق قصته وتتناولها من جوانب مختلفة، بينما يتشارك رواد مواقع التواصل نظريته المثيرة للغرابة، ويقصده مشاهير اليوتيوب لقضاء يوم معه، أو مشاركة تجربته وقصته، بينما تتخصص قنوات أخرى بترجمة مقاطع الفيديو التي يشاركها عبر حساباته على مواقع التواصل الاجتماعي، وتلك المأخوذة من برامج ومقابلات ظهر فيها في السابق، ومع هذا فإن تحدي القدرات الخاصة لدى كل منا، ومن بينها تحمل الغوص في المياه المتجمدة يبقى مرهوناً بالرغبة قبل كل شيء.
