مهام رؤساء أمن المعلومات الحساسة

21:56 مساء
قراءة 3 دقائق

أندرو روز *

على صعيد دولة الإمارات، تصدّرت هجمات برامج الفدية التي يستخدمها قراصنة الإنترنت لخداع كبار المسؤولين ودفعهم لإجراء العديد من التحولات الاستراتيجية؛ لا سيما مع زيادة أعداد الهجمات الأخيرة عالية المستوى من برامج الفدية، حيث أشار تقرير حديث صادر عن بروف بوينت «Proofpoint’s Voice of the CISO» إلى أن 41٪ من رؤساء أمن المعلومات في دولة الإمارات قد اشتروا تأميناً إلكترونياً، وأن 53٪ منهم يركزون على منع الهجمات، أكثر من اكتشاف مواطن الضعف ومعالجتها، وتعزيز استراتيجيات الأمن. وهو أمر متوقع؛ حيث إن رؤساء أمن المعلومات قد يواجهون عقوبات قانونية محتملة بسبب خطواتهم، بما في ذلك احتمال قضاء سنوات في السجن، وغرامات بمئات الآلاف من الدولارات.

ويتفق الجميع على المستوى العالمي، على موضوع واحد، وهو زيادة مشقة المهام التي يتولاها رؤساء أمن المعلومات في دولة الإمارات العربية المتحدة. وبالرغم من زيادة الأجور والموارد، إلا أن الموضوع ما زال في تصاعد، الأمر الذي يتسبب في زيادة التوتر والإرهاق الذي يعاني منه رؤساء أمن المعلومات.

والسبب يعود إلى عوامل عدة، منها ما يطلق عليه مصطلح كرة الثلج، وهو عادة ما يبدأ هؤلاء الرؤساء بمنصب أمن المعلومات، ثم أمن البيانات ثم الأمن السيبراني، علماً بأن المسؤوليات في كل مهمة ونطاق العمل يختلف تماماً. أما السبب الثاني فهو البيئة التي يعمل فيها رؤساء أمن المعلومات والتي ينجم عنها الكثير من الفوضى وخلل غير متوقع في الأنظمة، ما يتسبب في فقدان الثقة بالنظام وجعله عرضة للهجمات في أي وقت.

وليس غريباً أن نرى العديد من رؤساء أمن المعلومات يودّون التنحي عن مناصبهم القيادية في هذا المجال. ورغم أن الكثيرين يعتقدون أن قادرون على إدارة كل المهام الموكلة إليهم؛ إلا أن هذه المهمة الحساسة تخطت كل أنواع الضغوط؛ نظراً لخطورتها؛ ما قد يسبب في حدوث ارتباك تنتج عنه قرارات خاطئة.

إذن، كيف يمكن لرؤساء أمن المعلومات الاستمرار في مهامهم بنجاح؛ في ظل الحفاظ على صحتهم النفسية وتعزيز الأخلاق المهنية؟

يحتاج كل فرد إلى إيجاد طريقته الخاصة؛ فكل واحد لديه طريقة تختلف عن الآخر في التأقلم. وتعمل آليات التأقلم بشكل أفضل عندما يكون الأفراد على دراية بها؛ ما يسهم في تعزيز الأجواء الإيجابية. ويفضل أن تضع حدوداً وقواعد تحترمها أنت وفريق العمل. وتفضل فئة من رؤساء أمن المعلومات أخذ استراحة لمدة خمس دقائق بين الاجتماعات قبل متابعة مجريات العمل بروح أكثر إنتاجية. وينصح بتخصيص وقت معين لنفسك حتى تستعيد نشاطك من حين لآخر.

يتحمل رؤساء أمن المعلومات أيضاً مسؤولية التأكد من أن مشاكل العمل لا تؤثر في الفرق التي تعمل معهم. وعلى الرغم من تحسن التأهب الإلكتروني التنظيمي بشكل كبير؛ لا سيما أن تقرير Proofpoint›s Voice of the CISO لفت إلى أن زيادة الإلمام ببيئة العمل في مرحلة ما بعد الجائحة جعلت رؤساء أمن المعلومات يشعرون بأنهم مستعدون بشكل أفضل للتعامل مع التهديدات السيبرانية.

ويعد خلق ثقافة عمل محترفة تشمل روح التعاون والتفاهم والرعاية أمراً مهماً جداً لتعزيز الإنتاجية. ويجب تقدير كل الجهود التي يبذلها فريق العمل، فهو ذات مردود إيجابي على أداء المهام والارتقاء بالعمل؛ الأمر الذي ربما يدفع الموظف إلى العمل في أي وقت، حتى في الليل، أو خلال إجازة نهاية الأسبوع.

وعلى صعيد أخلاقيات العمل، من الضروري قيادة الفريق والتعامل معه وفقاً لأعلى معايير الاحترام والتفاهم الإيجابي.

اكتب مبادئك الشخصية واجعلها معك دائماً. فنحن كقادة في مجال الأمن، نعمل ضمن شبكة أمان ضخمة، ومن المهم ترسيخ ثقافة الأخلاق العالية.

* مسؤول أمن المعلومات لدى «بروف بوينت» في أوروبا والشرق الأوسط وإفريقيا

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/54vc3mmy

عن الكاتب

مسؤول أمن المعلومات لدى «بروف بوينت» في أوروبا والشرق الأوسط وإفريقيا

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"