عادي
مرض جيني وراثي أدى إلى إصابته بعدد من الأورام

أطباء «كليفلاند كلينك أبوظبي» ينقذون مريضاً من الصمم

14:23 مساء
قراءة 3 دقائق
أبوظبي:«الخليج»
نفذ مستشفى «كليفلاند كلينك أبوظبي»، جزء من «مبادلة للرعاية الصحية»، عملية متقدمة لزراعة جذع الدماغ السمعي لمريض شارف على الوصول إلى الصمم الكامل، بسبب مرض جيني وراثي أدى إلى إصابته بعدد من الأورام الحميدة داخل الجمجمة، ما جعله شبه أصمّ؛ فكان إجراء الزراعة، الخيار العلاجي المتاح للمريض، ليتمكن من استعادة جزء من قدرته على السمع وتجنّب تفاقم حالته.
وكان شيخ شمس الدين، البالغ من العمر 36 عاماً يعاني ورماً ليفياً عصبياً، وهي حالة وراثية عرضته بمرور الوقت إلى نمو كثير من الأورام الدماغية الحميدة، خضع على إثرها للجراحة في مستشفى آخر، إلا أنها لم تنجح بإزالة جميع الأورام. كما تفاقمت حاله الصحية، وأصيب بورمين ضخمين في دماغه، تسبّبا في ضغوط كبيرة على مناطق حساسة في الدماغ، وأضرّا بقدرته على السمع.
وقال الدكتور روزر «كان شيخ مصاباً بمرض جيني يعرضه للإصابة بأورام حميدة متعددة داخل جمجمته، ومع أن مثل هذه الأورام قد تهدد حياة المريض، فإنها غالباً ما تعرض المصاب بها لفقدان السمع بسبب تكونها في مناطق قريبة من العصب السمعي، وكانت الخطة أن نبدأ باستئصال الورم في إجراء ضروري لحماية حياة المريض، وفي ذات الوقت، كنا بحاجة لإيجاد حل لمشكلة خسارة السمع، لذلك كانت زراعة جذع الدماغ السمعي أفضل خيار بالنسبة له، إذ من الممكن أن تساعده في استعادة جزء من قدرته على السمع».
وأضاف «ليس الأمر هنا وكأننا نشغل جهازاً ما، وإنما امتلاك قدرة سمع جديدة. وعلى أي حال، فقد أفاد كثير من المرضى الذين خضعوا لهذا الإجراء، بأن قدرتهم على استشعار الأصوات وقراءة الشفاه تحسنت بعده».
نفذ الفريق الجراحي في دولة الإمارات هذا الإجراء الذي ينطوي على اثنتين من العمليات الجراحية لاستئصال الأورام الدماغية الحميدة بدايةً، وهي إجراءات عالية الخطورة، نظراً لوجود الأورام في مناطق حساسة للغاية ضمن جذع الدماغ، وكانت الخطوة الأولى هي إزالة الأورام من المنطقة المراد وضع الزرعة عليها، بينما تمثلت الخطوة الثانية في الحفاظ على العصب الوجهي ليتمكن المريض من القيام بتعبيرات وجهه وحركته، والاحتفاظ بقدرته على الابتسام وإغلاق عينيه، ثم وضع الزرعة بشكل دقيق ومعقد، وبما يعتبر خطوة ثالثة بعد جراحة الورم، تم وضع الزرعة في منطقة فرعية محددة من الجذع الدماغي لإرسال التحفيز السمعي مباشرة إلى الدماغ، ووصّل هذا الكابل بجهاز حاسوب مصغر مزروع خلف الأذن تحت الجلد.
ونجح قسم جراحة المخ والأعصاب وقسم الأنف والأذن والحنجرة في المستشفى بتفيذ هذا الإجراء الجراحي على شيخ، ونالت النتائج العلاجية رضاه وعائلته، وعند تفعيل الزرعة وبعد ثلاثة أشهر من الجراحة، أصبح قادراً على سماع الأصوات بما ساعده على استعادة حياته وممارسة نشاطاته اليومية، مثل سماع إنذار الحريق، والتعرف على اتجاه السيارات من صوتها، وسماع رنين هاتفه.
وأوضح شيخ «شعرت بسعادة بالغة عند تفعيل الزرعة للمرة الأولى، كان صوت صفير الشاشة، أول صوت أسمعه بعد نحو شهر ونصف من فقدان السمع الكامل، وتحسنت قدرتي على السمع ببطء بعد ثلاثة أشهر، ويمكنني اليوم فهم القليل من الكلام عندما يتحدث إليّ شخص ما، ولا يسعني حقيقة التعبير عن عمق امتناني لمستشفى كليفلاند كلينك أبوظبي لما بذله فريق عمله من جهد ترك بصمة إيجابية جلية في حياتي».
التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/2p8s56kh

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"