دبي: حمدي سعد
قال فارس مسمار، الرئيس التنفيذي والشريك الإداري لشركة «هاتش آند بوست فينتشرز» حاضنة الأعمال المختصة ببناء الشركات الناشئة في الإمارات والمنطقة: تتمثل أحد أكبر التحديات التي تواجه الشركات الناشئة في امتلاك نموذج أعمال قابل للتطوير وقادر على جذب انتباه المستثمرين، فيما يجب ألاّ تعتمد هذه الشركات على نماذج المنافسين؛ بل عبر استخدم نماذج مثيرة للاهتمام في السوق.
وأضاف أن حاضنات الأعمال لا توفر رأس المال اللازم للحفاظ على العمليات وتوسيعها فحسب؛ بل يمكنها أيضاً توفير موارد قيمة وآراء الخبراء لضمان حصول مؤسسي الشركات الناشئة على جميع الأدوات اللازمة للنمو ويمكن أن تعمل الشركات كمؤسسة مشاركة، حيث تقوم بدعم فرق عمل الشركات الناشئة في المجالات التشغيلية مثل العمليات والمبيعات والتسويق.
وتابع: بينما تعد المبيعات مكوناً رئيسياً لكل عمل تجاري ناجح، يتم إطلاق شراكات «هاتش آند بوست فينتشرز» الناشئة استجابة للطلب المتزايد على الحلول المؤثرة في التغير المناخي- محولة بذلك التركيز من مجرد مبيعات، إلى أهداف أكثر شمولية تتمثل في توفير حلول واقعية وعملية وقابلة للتطوير تلبي المتطلبات الاجتماعية والمتطلبات المناخية العالمية الحالية.
عن مدى قدرة الشركات الناشئة على التوسع في الأسواق الجديدة قال: يعد التوسع إلى أسواق جديدة خطوة أساسية في نمو الشركات الناشئة، وتمنح الإمارات خاصة ومنطقة الشرق الأوسط عامة فرصاً وإمكانيات كبيرة لانتقال المشاريع والشركات عبر أسواقها المختلفة.
وبعد إطلاق شركة ناشئة في سوق واحدة، يمثل عرض الجدوى المالية للشركة، فضلاً عن طلب العملاء والسوق، عوامل مهمة تساعد المستثمرين على مضاعفة جهودهم لدعم توسع الشركة عند الحاجة إلى رأس مال إضافي.
ويمكن للشراكة مع صاحب رأس مال استثماري متمرس ذي نجاحات مثبتة في أسواق متعددة، أن تفتح الأبواب أمام فرص التوسع على المستوى الإقليمي والدولي، ما يجعل العثور على المستثمر المناسب أساساً مهماً لأي عمل تجاري ناشئ.
حل التحديات الأكثر إلحاحاً
وأوضح أن «هاتش آند بوست فينتشرز» حاضنة أعمال متخصصة ببناء شركات ناشئة بالشراكة مع «الهلال للمشاريع الابتكارية»، منصة احتضان الأعمال لشركة الهلال للمشاريع عبر ابتكار نموذج عمل يركز على حل التحديات البيئية والاجتماعية الأكثر إلحاحاً.
ولقد بدأنا مشوار «هاتش آند بوست فينتشرز» آخذين هذا الهدف بعين الاعتبار ومستندين على نموذج لبناء الشركات الناشئة يستبعد مخاطر الاستثمار في المراحل المبكرة ويعمل على سد ثغرات عملية تنمية وبناء الشركات الناشئة من أجل توسيع نطاق المزيد من المشاريع المدفوعة بالعمل المناخي في المنطقة. ونحن حريصون، عند تأسيس كل شركة ناشئة، على توفر 3 عناصر رئيسية: التأثير الهادف، كفاءة رأس المال، والحوكمة الصحيحة.
الاستدامة
ونعمل خلال هذا العام على تسريع ونمو محفظة «هاتش آند بوست فينتشرز» من الشركات الناشئة التي تشمل قطاعات مختلفة مثل التقنيات الزراعية، التنقل المستدام، تكنولوجيا الأغذية، وغيرها الكثير. وأوضح، خطت المنطقة خطوات كبيرة في مجال دعم العمل المناخي، وفي دولة الإمارات على وجه التحديد، حيث تعهدت الدولة بتخصيص 50 مليار دولار لمواجهة ظاهرة التغير المناخي ومواصلة تطوير المشاريع تحقيقاً لمبادرتها الاستراتيجية لتحقيق الحياد المناخي بحلول 2050، فضلاً عن استعدادها لاستضافة الدورة الثامنة والعشرين من مؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ (COP28) في العام الحالي 2023.
الاستثمار المؤثر
وفي إطار هذه المعطيات، وتعزيزاً لهذه الطموحات، حددنا من جانبنا بعضاً من أكبر المشاكل والتحديات التي يواجهها العالم اليوم، ونحن نعمل على دعم المشاريع التي من شأنها الإسهام في حلها ويتمحور نموذجنا حول بناء الفرق المناسبة لمشاكل محددة، وحلها بشكل أسرع وأكثر فاعلية من خلال توزيع رأس المال بطريقة مسؤولة.
ومع التذكير على أن جميع شركاتنا الناشئة قائمة على أسس التكنولوجيا النظيفة، وتعزيز نهج الاقتصاد الدائري، والتأثير الاجتماعي الإيجابي، ونقوم بابتكار فكرة الشركات الناشئة وبنائها من الألف إلى الياء.
وننفذ استراتيجيات الاستثمار المؤثر في كل عملية بناء شركة ناشئة، بناء على المعايير والأطر الدولية، ونقوم بدمج هذه الأطر في العملية التأسيسية من خلال التقاط التأثير البيئي والاجتماعي لكل محفظة ناشئة من البداية وتعد هذه الأطر ضرورية، حيث يتم استخدامها لالتقاط وإدارة وإعداد التقارير المالية والعائدات المؤثرة للمستثمرين والمساهمين وبمجرد أن تولد الشركة الناشئة قوة جذب، يتولى الشريك المؤسس المعين زمام الأمور ويقود الشركة الناشئة نحو النجاح والتوسع.
جذب المستثمرين
وعن أبرز العوامل التي تجذب أو تشجع المستثمرين على الاستثمار في هذا النوع من بناء المشاريع قال: يهدف النموذج الذي أنشأناه إلى سد الثغرات في عملية تطوير الشركات الناشئة في المراحل المبكرة، وتسريع نموها بفضل تظافر مجهودات مجموعة المواهب العاملة لدينا، وضمان كفاءة رأس المال وسرعة التنفيذ لتوليد الجاذبية والنمو المستدام.
خطط التوسع
وإشارة إلى عدد الشركات الناشئة التي قامت الشركة بإطلاقها، وعدد الشركات قيد التنفيذ قال: تشمل محفظة الشركة حالياً كل من «ورلدأوففارمينغ»، المتخصصة في التكنولوجيا الزراعية (حلول أعلاف الماشية)؛ و«بريكبريد»، المنصة الرقمية المتخصصة في مجال ملتقيات موائد الطعام المنزلية وشركة «آيون»، لحلول النقل المستدام، وغيرها.
ونخطط لمواصلة توسيع نطاق أعمالنا الناشئة وتسريع نموها هذا العام، مع العمل في نفس الوقت على التوسع في جميع أنحاء المنطقة خلال السنوات القادمة، وتحديداً في السعودية ومصر، حيث تظهِر هذه الأسواق مؤشرات جد واعدة لنجاح الشركات الناشئة ذات التأثير الإيجابي.
وفي مجال بناء الشركات الناشئة نخطط لاستيعاب وتوسيع نطاق من 3 إلى 5 شركات ناشئة جديدة سنوياً اعتباراً من عام 2024 فصاعداً.