عادي

«بوينغ»: الإمارات تمتلك قدرات هائلة في تطوير وقود الطيران المستدام

12:06 مساء
قراءة 5 دقائق

دبي: أنور داود
أشاد مسؤولان من شركة بوينغ الأمريكية لصناعات الطيران، بجهود دولة الإمارات في دعم تطوير وقود الطيران المستدام (SAF)، في ظل وجود إرادة حكومية، وبنية تحتية متطورة، وشركات كبرى، تقف وراء تصنيع واختبار وقود الطيران المستدام، مشيرين إلى أن «بوينغ الشرق الأوسط» تدعم كافة الجهود للدفع نحو تعزيز الاستدامة في الإمارات والمنطقة.
وقال المسؤولان، في لقاء صحفي عقدته الشركة حول توجهات الاستدامة في دبي، إن دولة الإمارات تلعب دوراً محورياً في تعزيز وتسريع الجهود الدولية الجماعية، لتقليل البصمة الكربونية في قطاع الطيران، المتسبب بنحو 2.5% من الانبعاثات على مستوى العالم، مشيرين إلى أن الإمارات كانت من أوائل دول المنطقة التي أظهرت إرادة سياسية والتزاماً راسخاً- عبر سنوات طوال- بالتعامل مع تحديات التغير المناخي، وكانت في صدارة البلدان التي وقعت على اتفاق باريس، وإطلاق استراتيجيتها للحياد الكربوني 2050.
وأكدا أن قطاع الطيران في الإمارات، أظهر استجابة قوية في دعم جهود الاستدامة، من خلال قيام كل من «طيران الإمارات» و«الاتحاد للطيران» بتجارب متقدمة لاستخدام وقود الطيران المستدام (SAF)، ومنها تنفيذ طيران الإمارات رحلة تجريبية بإحدى طائراتها البوينغ «777-300ER»، باستخدام وقود طيران مستدام (SAF) بنسبة 100% في أحد المحركين.
وأكدت شركة «بوينغ»، شراكاتها القوية مع دولة الإمارات، لتعزيز مبادرات الاستدامة على مدى العقد الماضي، والتي تعكس جهوداً تعاونية ورؤية مشتركة، مفادها بأن الانتقال إلى مستقبل خالٍ من الكربون يعود بالفوائد البيئية، ويوفر أيضاً وظائف جديدة، ويدفع عجلة النمو الاقتصادي، ويطلق العنان لفرص الأعمال المتنوعة، موضحة أن الجهود التعاونية في قطاع الطيران- بمنطقة الشرق الأوسط- ضرورية جداً لتوسيع نطاق إنتاج وتوريد وقود الطيران المستدام، بهدف تقليل البصمة الكربونية للقطاع.

بنية تحتية قوية

وأكد كولجيت غاتا أورا، رئيس شركة بوينغ في منطقة الشرق الأوسط وتركيا وإفريقيا، أن «العلاقات والشراكة القوية التي أقامتها بوينغ مع دولة الإمارات، تعزز مبادرات الاستدامة، وتعكس جهودنا التعاونية رؤية مشتركة، مفادها بأن الانتقال إلى مستقبل خالٍ من الكربون يعود بالفوائد البيئية ويوفر أيضاً وظائف جديدة ويدفع عجلة النمو الاقتصادي، ويطلق العنان لفرص الأعمال المتنوعة».
وقال: «لدى الإمارات التزام قوي على الصعيد الحكومي والسياسي، في دعم جهود الاستدامة في الطيران؛ حيث تمتلك الدولة المقومات والبنية التحتية، لتعزيز مكانتها في تطوير وصناعة وقود الطيران المستدام».
وأضاف غاتا أورا: «سنواصل العمل عن كثب مع العملاء والحكومات في دولة الإمارات وحول العالم؛ لتحقيق طموحاتنا الجريئة في الحد من آثار تغير المناخ، وتعزيز التزام قطاع الطيران المدني بتحقيق صافي انبعاثات كربونية صفرية بحلول عام 2050. كما سنعرض العديد من المبادرات طوال فترة معرض دبي للطيران، والقمة العالمية لمؤتمر الدول الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ (COP28)، والذي يمتلك أهمية خاصة بالنسبة للحوار العالمي حول المناخ؛ حيث سيصادف ختام أول تقييم عالمي شامل للتقدم المحرز في تحقيق أهداف اتفاقية باريس».
وأضاف: «إن «بوينغ» قد أجرت في عام 2021 بنجاح رحلة تجريبية مع الاتحاد للطيران، باستخدام 50% من وقود الطيران المستدام، ممزوجاً بوقود الطائرات التقليدي، ما يمثل أول رحلة طيران تجريبية في المنطقة»، كما وقعت «بوينغ» مذكرة تفاهم مع «معهد مصدر للعلوم والتكنولوجيا» في أبوظبي، للتعاون في أبحاث الطيران المستدام، وتعزيز تطوير واستخدام وقود الطيران المستدام في المنطقة، فيما أكملت طائرة الإمارات من طراز «بوينغ 777-300ER» في عام 2023 رحلة تجريبية ناجحة تعمل بوقود الطيران المستدام بنسبة 100%.
وتابع: «إن الشركة وسّعت- في وقت سابق من الشهر الجاري أيضاً- تعاونها مع «أمديست» في دولة الإمارات، وأطلقت برنامجاً جديداً مدته ثلاث سنوات تحت عنوان «العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات من أجل الاستدامة». وتُعد هذه الخطوة برهاناً على التزام شركة «بوينغ» بالحد من انبعاثات الكربون في قطاع الطيران، وتمهيد الطريق لمستقبل أكثر استدامة في الشرق الأوسط وخارجه.
وأكد غاتا أورا، أن «بوينغ ستواصل العمل عن كثب مع العملاء والحكومات في دولة الإمارات وحول العالم، لتحقيق طموحات الشركة الجريئة في الحد من آثار تغير المناخ، وتعزيز التزام قطاع الطيران المدني بتحقيق صافي انبعاثات كربونية صفرية بحلول عام 2050».

  • الاستدامة

من جانبه، قال برايان موران، نائب رئيس قسم سياسات الاستدامة العالمية والشراكات لدى شركة بوينغ: «إن مجموعة السياسات والاستثمارات، وعمليات البحث والتطوير التي تركز على وقود الطيران المستدام، ستوفّر الحوافز والمساعدات اللازمة، لتتيح لأهم الشركات في القطاع الاستثمار والمنافسة وتنمية جهودها الموجهة نحو إزالة الكربون من القطاع».
وأضاف موران: «نظراً لأن قطاع الطيران مسؤول عن 2.5% من الانبعاثات العالمية، تمثل الاستدامة فرصة مهمة لنا لنرسم معالم الخطوة القادمة في القطاع معاً، ونتخذ- بناء على ذلك- الإجراءات الحاسمة للحد من الأثر البيئي السلبي طوال دورة حياة المنتج، ونعمل على تعزيز ممارسات سلسلة التوريد المرنة والمسؤولة وحماية البيانات».
وتابع موران: «تعد استثماراتنا- في الحفاظ على البيئة والقدرة على الصمود- مثالاً آخر على التزامنا بتمكين المجتمعات العالمية والحفاظ على الموارد الطبيعية. ونلتزم باتباع نهج تعاوني ووضع معايير جديدة للممارسات المستدامة، والتي تعد دليلاً واضحاً على ريادة شركة «بوينغ» في بناء مستقبل أفضل وأكثر استدامة للجميع».
وتابع: «تمتلك شركة بوينغ توجهاً استراتيجياً يهدف إلى بناء مستقبل مستدام للطيران، ويتطلب من الجهات المعنية اتباع مسارات متعددة في وقت واحد لتحقيق صافي الانبعاثات الكربونية الصفرية. وتركز بوينغ على أربعة مسارات استراتيجية للحد من الانبعاثات هي: تجديد الأسطول والكفاءة التشغيلية والطاقة المتجددة والتقنيات المتطورة».

  • تجديد الأسطول

وأشار موران، إلى أن الطائرات الجديدة توفر قدرات متقدمة في الكفاءة؛ حيث يخفض كل جيل جديد من استهلاك الوقود والانبعاثات بنسبة 15-25%، لافتاً إلى أن النشر الكامل لأحدث جيل من الطائرات، يعد أهم مساهمة في الحد من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون خلال العقد القادم.
ولفت إلى أهمية أن يواصل قطاع الطيران التعاون في تقديم أفضل وسائل الطيران وأكثرها كفاءة، والتي يمكن أن تخفّض مجتمعة الانبعاثات بنحو 10%. وتشمل هذه الإجراءات منهجيات الهبوط المستمر وترقيات المعدات، كتقنيات الملاحة القائمة على نظام تحديد المواقع العالمي (GPS)، للمزيد من التوجيهات المباشرة.
وقال موران: «إن وقود الطيران المستدام بات مقبولاً على نطاق واسع اليوم، كبديل للوقود التقليدي الذي تستخدمه الطائرات الحالية، ويوفر أكبر إمكانية لتقليل انبعاثات الكربون على مدى 20-30 عاماً القادمة في جميع قطاعات الطيران»، مشيراً إلى أن الدراسات العلمية تُظهر أنه عند إنتاجه بشكل مستدام، يستطيع وقود الطيران المستدام تقليل انبعاثات ثاني أكسيد الكربون بنسبة تصل إلى 80% مقارنة بوقود البترول على مدار دورة حياته، ولديه القدرة على الوصول إلى 100% في المستقبل.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/yckusuhj

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"