عادي

خليفة.. ذكراك باقية

01:19 صباحا
الصورة

قبل عام من اليوم، رحل الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رحمه الله، تاركاً في النفوس حرقاً وفي المآقي دموع الحزن وألم الفقد.. ليترك بين ظهرانينا روحه الطاهرة، وإرثه العطر، وأعماله التي لن يطويها تعاقب الأيام وتوالي السنين.

رحل الشيخ خليفة، الذي تربّى في كنف والده المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، وتشرّب منه كل المبادئ والقيم والرزانة النفسية والحصافة العقلية.

الشيخ خليفة الذي حمل الوطن في قلبه طوال سنين حياته، تولى المسؤولية مبكراً، حين عينه القائد المؤسس، وهو لم يتجاوز الثمانية عشر عاماً، ممثلاً له في المنطقة الشرقية، ورئيس المحاكم فيها. لتحسين حياة القبائل في المنطقة، وإقامة سلطة الدولة الإماراتية، ما كان له الأثر الكبير في تعليمه القيم الأساسية لتحمّل المسؤولية والثقة.

لازم فقيد الوطن المجالس العامة، وهي مدرسة مهمة لتعليم مهارات القيادة السياسية في ذلك الوقت، ما وفّر له فرصة واسعة للاحتكاك بهموم المواطنين، وجعلته قريباً من تطلّعاتهم وآمالهم.

وخلال السنوات التالية، شغل عدداً من المناصب الرئيسية، وأصبح المسؤول التنفيذي الأول لحكومة والده المغفور له الشيخ زايد، وتولّى مهام الإشراف على تنفيذ جميع المشاريع الكبرى.

وأعوام رئاسته للدولة التي استمرّت ثمانية عشر عاماً، كانت ملأى بالتميّز الإنساني والسياسي والاجتماعي، على نهج والده الراحل الذي دأب على تأسيس دولة لا مكان فيها إلّا للنجاح والتألّق والإبداع والابتكار، ويسمو على عرش ذلك كلّه، العطاء الذي كان مثلاً فريداً في أرجاء الأرض قاطبةً.

ومع القيادة الرصينة، لدولة تتوسّط منطقة تعجّ بالتحدّيات والتغيّرات، كانت مواجهة هذا كلّه، بحصافة وحكمة، جعلت إمارات الخير، موئلاً للباحثين عن حلول لمشكلاتهم، ومركزاً لتسهيل كل العقبات التي يواجهونها، ومراحاً للمتعبين الذين ينشدون الطمأنينة والأمان. كانت هذه المسيرة الغنية بكل ما يصبّ في هناء المواطنين والمقيمين على أرض هذه الأرض الطيّبة، من مبادرات ومشروعات لا هدف لها إلّا سعادة الجميع، بدءاً من «جائزة الشيخ خليفة للامتياز»، لتعزيز القدرة التنافسية لقطاع الأعمال، ثم «مؤسسة خليفة بن زايد للأعمال الإنسانية»، و«جائزة خليفة التربوية» لدعم التعليم، والميدان التربوي، و«صندوق معالجة الديون المتعثرة»، و«أبشر»، لتعزيز مشاركة الكوادر الوطنية في سوق العمل.

ثمّ جاءت مبادرته، رحمه الله، إعلان 2015 عاماً للابتكار، لخلق بيئة محفزة للابتكار تصل بالإمارات إلى المراكز الأولى عالمياً. تلاه تخصيص 2016 عاماً للقراءة. ثم عام الخير، ثم عام زايد، فعام التسامح 2019.

رحل الشيخ خليفة، تاركاً في القلب حسرة خفّف من ألمها، تسنّم القائد الملهم صاحب السموّ الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، حفظه الله، قيادة هذا الوطن العظيم، ليكمل مسيرة الخير والعطاء، مع عضيده وسنده صاحب السموّ الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، وسمو الشيخ منصور بن زايد آل نهيان نائب رئيس الدولة، وإخوانهم أصحاب السموّ الحكام، وأولياء العهود والمسؤولين، ليستمرّ تألّق هذه الدولة التي تصدّرت، ولا تزال، المراكز الأولى في عدد كبير من المؤشّرات والمسؤوليات.

غادرنا أبو سلطان.. وروحه العطرة تحلّق في سمائنا.. اللهم اجعل مثواه الفردوس الأعلى من الجنة.