عادي

«وثائقي» عن الرجل الوحيد على «بومبي البحر الكاريبي»

00:19 صباحا
قراءة 3 دقائق
المقدم بنيامين ماير فوغل والمرشد المحلي جيمس دالي
منازل مدمرة بسبب البركان والرماد يغطي كل شيء

إعداد: مصطفى الزعبي

لا تزال «جزيرة مونتسيرات الكاريبية» الواقعة في جزر الهند الغربية، الجوهرة الخلابة في تاج أقاليم ما وراء البحار المتبقية لبريطانيا، حتى التسعينات، المعروفة الآن باسم «بومبي البحر الكاريبي»، والتي لم يدمرها البركان، موطناً لنحو 12500 شخص وتنوع غني في الحياة البرية.

لكن كل شيء تغير في عام 1995 عندما عاد بركان سوفرير هيلز بالجزيرة، والذي كان خامداً لمدة 400 عام إلى النشاط مرة أخرى، ما جعل كل السكان يرحلون منها، باستثناء رجل واحد يدعى «Jum black» رفض الرحيل وتجري القناة الخامسة البريطانية فيلماً وثائقياً يقدمه بنيامين ماير فوغل، يتحدث فيه مع الرجل الوحيد على الجزيرة عن اللحظة التي بدأ فيها اندلاع البركان في عام 1997.

ويكشف الفيلم فرار معظم السكان المحليين في غضون عامين، وغطت صفائح ضخمة من الرماد والصخور المنصهرة النصف الجنوبي من الجزيرة، بما في ذلك بليموث، عاصمتها، واستمر البركان في الثوران من حين لآخر، ما جعل الجزيرة منطقة خطر.

ونشأ «Jum black»، في قرية مونتسيرات، كان لا بد من التخلي عنها بسبب النشاط البركاني.

وغادر في البداية إلى منطقة أنتيغوا، لكنه لم يشعر بالراحة، وعاد إلى الجزيرة التي بقي جزء صغير منها لم يطله الرماد، وإنه الوحيد الذي يعيش في المنطقة المحظورة، هي الأقرب إلى البركان.

ويعيش الآن محاطاً بمنازل مهجورة لا توجد كهرباء في مونتسيراتيان، وعليه أن يجمع مياهه من نبع قريب.

وأخبر كيف هرب هو وسكان الجزيرة إلى «الخيام، إلى المدارس، بعد الانفجار». مضيفاً: «كان الأمر أشبه بيوم القيامة».

وبعد أن نشط البركان مرة أخرى، حدث أول ثوران كبير عام 1997، ما أسفر عن مقتل 19 شخصاً.

وفر سكان الجزيرة في البداية إلى بريطانيا، وكانت السياحة شريان الحياة الاقتصادي للجزيرة، وتضررت، ما أجبر حكومة مونتسيرات على الاعتماد على المساعدات البريطانية والاتحاد الأوروبي.

وفي العام الماضي، بدأ العمل على بناء ميناءين جديدين على الساحل الشمالي الغربي للجزيرة، وهي مدينة تتمتع بالحكم الذاتي بفضل تمويل بقيمة 28 مليون جنيه استرليني مقدمة من المملكة المتحدة وبنك التنمية الكاريبي.

وكانت الجزيرة مستعمرة إنجليزية عام 1632.

وجزء من الفيلم باسم «Fogle»، يظهر المقدم بنيامين ماير فوغل، وهو يسير مع المرشد المحلي جيمس دالي عبر خطوط من الرماد المتصلب والحمم البركانية التي انطلقت من الجبل عندما اندلعت لأول مرة.

ويقول له دالي: «نحن نسير على تدفقات الحمم البركانية. كل هذا نزل من الجبل، من القبة، وتسبب بمسح العاصمة بليموث». وتأكد أن العاصمة بليموث لا تزال قائمة، ولم يتحرك شيء منها ومدفونة بالرماد.

وأضاف أن عشرات المنازل على جانب الجبل هُجرت بعد أن أحرقتها العواصف.

وفي ثوران البركان عام 1997، أخبرت صحيفة ديلي ميل في ذلك الوقت كيف كان على سكان الجزر المحمومين التخلي عن عشرات الحيوانات الأليفة أثناء فرارهم، وأرسل فريق إنقاذ من مؤسسة خيرية مقرها لندن لمساعدة الكلاب والقطط التي تم نقلها جواً إلى فلوريدا.

وقال فوغل: «أتذكر حدوث الثوران، وأردت زيارة الجزيرة التي لا تزال إحدى أراضي المملكة المتحدة في الخارج، وقرأت عن العاصمة المهجورة بليموث، وافترضت أنه تم إخلاء الجزيرة بأكملها إلى أن فوجئت بأن ثلث الجزيرة لا يزال مأهولاً».

وأضاف: «آمل أن يتم إعادة توطين منطقة الاستبعاد في الوقت المناسب».

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/5aabkp7a

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"