عادي
إطلاق مسبار لاستكشاف الكويكبات بين المريخ والمشتري

«نيويورك تايمز» وصحف عالمية: طموح جديد للإمارات في الفضاء

19:48 مساء
قراءة 4 دقائق
1

إعداد: أحمد البشير

تناولت مجموعة من الصحف والمواقع العالمية، الطموح التالي لدولة الإمارات في استكشاف الفضاء، والذي يتمثل في إطلاق مسبار لاستكشاف حزام الكويكبات الواقع بين المريخ والمشتري.

وقالت صحيفة «نيويورك تايمز» الأمريكية الشهيرة، إنه وانطلاقاً من نجاح مسبار الأمل، الذي لا يزال يدور حول كوكب المريخ ويدرسه، أعلنت دولة الإمارات عن خطط لمهمة جديدة طموحة، وهي إطلاق جولة كبرى في حزام الكويكبات.

الصورة

وفي ذلك أوضحت سارة الأميري، وزيرة دولة للتعليم العام والتكنولوجيا المتقدمة، رئيسة مجلس إدارة وكالة الإمارات للفضاء: «إن مهمة استكشاف حزام الكويكبات تتضمن قدراً مناسباً من التحدي، وهي مهمة مثيرة للاهتمام لمجتمع العلوم ومليئة بفرص التعاون».

ومن المقرر إطلاق المركبة الفضائية، التي تحمل اسم «MBR Explorer»، تيمناً باسم صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، في عام 2028، وفي فبراير من عام 2030، ستصل المركبة الفضائية إلى كويكب «Westerwald» الذي يبلغ عرضه 1.4 ميلاً، وستنطلق بسرعة 20 ألف ميل في الساعة، في طريقها لزيارة 6 كويكبات في حزام الكويكبات بين المريخ والمشتري.

الصورة

وقالت حور المازمي، القائدة العلمية للمهمة: «سنلقي نظرة أكثر تفصيلاً على سطح الكويكب، وسنرسم صورة أكثر دقة عن كثافته الداخلية وهيكله».

من جهتها أوضحت مجلة «فوربس» الأمريكية، أن الكويكب السابع في الحزام، جوستيتيا، يعد الأكثر إثارة للاهتمام، حيث يبلغ عرضه 30 ميلاً، وهو شديد الاحمرار، والذي يعد لوناً غير عادي بالنسبة لكويكب، وفي الواقع أنه أشبه بواحد من العوالم الجليدية الصغيرة الموجودة في حزام كويبر، والذي يدور حول الشمس خارج مدار نبتون.

الصورة

وقد دفع ذلك علماء الكواكب إلى التكهن بأن «جوستيتيا» تشكل في الروافد الخارجية للنظام الشمسي، ثم تبعثر إلى الداخل بفعل تغير مدارات الكواكب العملاقة، وانضم في النهاية إلى حزام الكويكبات.

وقال موقع «سبيس» إنه من المقرر أن تصل «MBR Explorer» إلى منطقة قريبة من كويكب «جوستيتيا» في أكتوبر من عام 2023، وستقضي 7 أشهر على الأقل في دراسة الكويكب عبر الكاميرات المزروعة عليها، كما ستستكشف كيفية تكون الكويكب واحتمالية وجود الماء عليه، إذ يعتقد أن لون الكويكب الأحمر يشير إلى وجود جزئيات الكربون التي تشكل اللبنات الأساسية للحياة، كما ستقوم المركبة بإطلاق مسبار ليهبط على سطح «جوستيتيا».

وستكون «MBR Explorer» أكبر من مسبار الأمل، حيث تزيد كتلته عن طنين، أما بالنسبة لعملية التحليق عبر الكويكبات الستة الأولى، ستنطلق المركبة الفضائية بسرعة، مما يتطلب التنقل الدقيق لضمان توجيه المجسات والكاميرات نحو الكويكب.

الصورة

وبالعودة إلى «نيويورك تايمز»، أشارت الصحيفة الأمريكية إنه سيتم إطلاق المركبة الفضائية في غضون 3 أسابيع في مارس من عام 2028، لتتمكن من القيام بجميع المهام المخطط لها.

وحتى الآن، أرسلت «ناسا» ووكالة الفضاء الأوروبية والصين ووكالة الفضاء اليابانية مركبات فضائية آلية إلى حزام الكويكبات.

وقالت الصحيفة إن الإمارات هي وافد جديد في مجال استكشاف الفضاء، إذ قبل عقدين من الزمن لم يكن لديها برنامج فضائي وهي اليوم نشطة بشكل متزايد في هذا المجال، وذلك ضمن استراتيجية جديدة لتطوير قطاع التقنيات والتكنولوجيا، استعداداً لمستقبل ما بعد النفط. ويشمل ذلك إرسال رواد فضاء إلى محطة الفضاء الدولية، والذي من بينهم حالياً سلطان النيادي.

وفي عام 2009، وصل أول قمر صناعي إماراتي «DubaiSat-1» إلى المدار، وتم بناء القمر في كوريا الجنوبية ولكن بأدي مهندسين إماراتيين، وبعد 9 سنوات، بنى مركز محمد بن راشد للفضاء في دبي «خليفة سات»، وهو قمر صناعي لرصد الأرض، دون مساعدة أجنبية.

وبالنسبة لبعثة المريخ، أطلقت الإمارات مسبار الأمل في يوليو من عام 2020، ووصل إلى مدار المريخ بعد سبعة أشهر، ويواصل حالياً دراسة كيفية تأثير أحداث الطقس مثل العواصف الترابية في الغلاف الجوي السفلي للمريخ، كما التقط مؤخراً صوراً عالية الدقة ل «ديموس»، أصغر قمر تابع للكوكب الأحمر.

وقالت «نيويورك تايمز» إن بعض الإماراتيين الذين بدأوا مبتدئين في مجال الطيران في بناء مركبة الفضاء الفضائية، هم الآن من بين قادة مهمة كويكب «جوستيتيا»، ومن بينهم محسن العوضي، مدير برامج البعثة، حيث كان مهندساً للصيانة في شركة طيران الإمارات، وعمل مهندساً للأنظمة في مهمة مسبار الأمل نحو المريخ.

من جهته أوضح موقع «أنتريستينج أنجنيرينج» أن الأهداف الرئيسية لبعثة دولة الإمارات لحزام الكويكبات تتمثل في فهم أصول وتطور الكويكبات الغنية بالمياه، فضلاً عن تقييم الموارد المحتملة التي يمكن استخراجها من الكويكبات في المستقبل.

ويسعى العلماء إلى الحصول على المياه والمواد العضوية الموجودة في أنحاء النظام الشمسي لفهم كيفية نشأة الحياة على الأرض بشكل أفضل، وقد يكون هذا البحث مفيداً بشكل خاص على «جوستيتيا»، الذى ربما تكوّن بالقرب من الأرض ثم هاجر إلى موقعه الحالي في حزام الكويكبات بين المريخ والمشتري. وتم الإعلان عن أربع أدوات علمية ستستخدمها مركبة “MBR Explorer” للكشف عن جيولوجيا وتكوين وهيكل الكويكبات، وهي كاميرا عالية الدقة، وكاميرا حرارية تعمل بالأشعة تحت الحمراء، ومطياف متوسط الطول الموجي، ومقياس طيف الأشعة تحت الحمراء.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/3442jrdm

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"