عادي
115 دولاراً سنوياً متوسط إنفاق الفرد

%73 من سكان الإمارات «لاعبون إلكترونيون».. 14 ساعة أسبوعياً

15:44 مساء
قراءة 5 دقائق
دبي: فاروق فياض

تقوم دولة الإمارات ببناء منظومة خاصة بها للألعاب، حيث تمتلك أعلى إيرادات متوقعة لكل مستخدم في الرياضات الإلكترونية في المنطقة، ولديها أكبر عدد من اللاعبين البالغين على مستوى العالم، حيث يلعب 91٪ من السكان على الأقل، من حين لآخر. وبلغت قيمة سوق الألعاب في الإمارات 1.5 مليار درهم (400 مليون دولار) في عام 2021، حيث إن 73٪ من سكانها البالغ عددهم 10 ملايين نسمة يُعدون لاعبين نشطين، وينفق 41% منهم، الأموال على الألعاب.
وتتمتع دولة الإمارات، باعتبارها دولة ذات دخل مرتفع، بأعلى معدل إنفاق على الألعاب للفرد الواحد في المنطقة، ومتوسط أسبوعي لممارسة الألعاب يبلغ 14 ساعة لكل مستخدم في الأسبوع. كما كانت خامس أكبر سوق عالمياً للمؤثرين في الألعاب.
الإنفاق المرتفع؛ يجعل منها سوقاً جذاباً لهذه الصناعة؛ وفي عام 2020، أنفق معظم اللاعبين الذين يصرفون على الألعاب بنسبة (91٪) أموالهم على عناصر داخل اللعبة، أو سلع افتراضية خلال ستة أشهر؛ ويبلغ متوسط إنفاق اللاعب في الدولة 115 دولاراً سنوياً. وتعد بيئة الأعمال والبنية التحتية القوية إقليمياً، في دولة الإمارات، ومكانتها كبوابة إلى منطقتي الشرق الأوسط وآسيا والمحيط الهادئ، من عوامل الجذب الأخرى.

  • دعم حكومي

يتحرك القطاع الإماراتي مدفوعاً بشكل كبير بالمبادرات التي تقودها الحكومة. وتعتبر صناعة الألعاب من القطاعات ذات الأولوية في الاستراتيجية الوطنية العشرية لدولة الإمارات للصناعات الثقافية والإبداعية، وقد وضعت الإمارات سياسات لتشجيع تعريب الألعاب، وتطوير الألعاب المحلية، واستوديوهات ومكاتب جديدة لشركات الألعاب الدولية، واستضافة الرياضات الإلكترونية، وتدعم البيئة التنظيمية في الدولة، شركات الألعاب في أمور كثيرة، من قواعد السلوك إلى خدمات الملكية الفكرية ومعايير التأشيرات.

  • نمو العائدات

وتوقع تقرير «مستقبل التجارة 2023» الذي صدر مؤخراً، عن «مركز دبي للسلع المتعددة»، تحت عنوان «قطاع الألعاب والرياضات الإلكترونية في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا: نحو تحقيق النمو»، أن تتضاعف عائدات الألعاب الإلكترونية بحلول عام 2027 إلى 6 مليارات دولار، مقارنة بعائدات عام 2021، وأرجع ذلك إلى تنامي شريحة الشباب الشغوفين بالتقنيات الرقمية وتطوّر البنية التحتية الرقمية، إضافة إلى الدعم الكبير الذي يحظى به القطاع من قبل الحكومات، الأمر الذي عزز من مكانة المنطقة كمركز عالمي لصنّاع الألعاب واللاعبين، على حد سواء.

الصورة


وتعتبر الألعاب والرياضات الإلكترونية قطاعاً سريع النمو، والذي يكتسب زخمه من الوتيرة المتسارعة في التطور التكنولوجي، ومن قاعدته الجماهيرية المتنامية والمتخصصة. وتأتي دولة الإمارات والسعودية في صدارة الدول العربية التي تشهد ازدهاراً في سوق الألعاب الإلكترونية، ويرجع ذلك إلى مستويات الدخل المرتفع والمشاركة الرقمية القوية والمبادرات للاستثمار في قطاع الألعاب والرياضات الإلكترونية. وعلى الصعيد العالمي، تستحوذ منطقة آسيا والمحيط الهادئ على النصيب الأكبر من سوق الألعاب الإلكترونية، فيما تشكل كل من الصين والولايات المتحدة واليابان أكبر الأسواق الفردية.

  • العالم

يبحث التقرير تأثير التكنولوجيا والثقافة والأعمال في الألعاب والرياضات الإلكترونية، والاتجاهات العالمية للمستخدمين، والعوامل التي أدت إلى تطور مكانة منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا كمركز للألعاب والرياضات الإلكترونية، فضلاً عن التحديات الرئيسية التي يحتاج القطاع إلى معالجتها من أجل زيادة الإيرادات المتوقعة.
وعلى المستوى العالمي، من المتوقع أن يصل حجم عائدات سوق الألعاب الإلكترونية إلى نحو 340 مليار دولار بحلول عام 2027 مقارنة بـ 200 مليار دولار في عام 2021. ويستعرض التقرير مجموعة من التوصيات الرئيسية للحكومات والشركات لمواكبة هذا النمو المتسارع التي من أهمها:

  1. تنويع تدفقات إيرادات الألعاب والرياضات الإلكترونية من برامج الرعاية إلى نماذج تحقيق الدخل المباشر – مروراً بالترويج الرقمي وبرامج الولاء ومنصات التدريب للاعبين الهواة – بما يساهم في زيادة الإيرادات.
  2. وضع التدابير التنظيمية المناسبة لضمان خصوصية البيانات وأمنها وسلامتها ضمن منظومة الألعاب الرقمية وتوفير بيئة محفزة للأعمال تشمل تطوير نظم أكثر سلاسة لإصدار التأشيرات للسماح للمحترفين والجمهور بحضور الفعاليات المباشرة واستقطاب المواهب إلى المنطقة بما يضمن تعزيز مكانتها كمركز عالمي رائد للألعاب الإلكترونية.
  • مصدر أول للترفيه

وقال أحمد بن سليّم، الرئيس التنفيذي الأول والمدير التنفيذي لمركز دبي للسلع المتعددة: «لقد أصبحت الألعاب الإلكترونية المصدر الأول للترفيه على مستوى العالم، وقد شهدت نمواً متسارعاً لاسيما في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، التي تمثل نحو 15% من قاعدة اللاعبين العالميين. وقد أثبتت الألعاب أهميتها الكبيرة في دعم وتسهيل الأنشطة الاقتصادية على نطاق واسع، خاصة بعد إدماج الألعاب الإلكترونية في مجالات عدة، مثل التعليم والرعاية الصحية والقطاعات الأخرى. وتحقيق النمو السريع لقطاع الألعاب الإلكترونية سيكون له تأثير ملموس في مستقبل سوق الألعاب على مستوى العالم، وكذلك على مستقبل التجارة. ومن جانبه يسعى المركز إلى ترسيخ سمعة إمارة دبي كمركز تجاري واقتصادي عالمي، من خلال تفعيل الفرص التجارية المتاحة في قطاع الألعاب الإلكترونية».

الصورة
  • قطاعات متخصصة

تأتي الرياضات الإلكترونية من بين القطاعات التي تحظى باهتمام كبير على نطاق واسع، حيث يتوقع أن يحقق هذا القطاع نمواً في الإيرادات بنسبة 23.3% بين عامي 2019 و2024 في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، ويرجع ذلك إلى تنامي شريحة الشباب في المنطقة،وتزايد اهتمام القنوات الإعلامية والرعاة الرسميين، والدعم الحكومي لهذا القطاع الواعد. وفي ديسمبر/ كانون الأول 2022،عقد مركز دبي للسلع المتعددة شراكة مع «YaLLa Esports»، شركة الرياضات الإلكترونية ومقرها دبي، لإنشاء مركز الألعاب التابع لمركز دبي للسلع المتعددة. ويهدف المركز إلى دعم نمو قطاع الألعاب في إمارة دبي من خلال تسهيل فرص حصول شركات الألعاب الإلكترونية على التسهيلات التمويلية اللازمة، وإتاحة الوصول إلى الكفاءات الرائدة في المجال، علاوة على توفير منظومة متكاملة تسمح للشركات بالعمل بأعلى مستوى من الكفاءة والثقة.

  • بيئة أعمال جاذبة

وبفضل بيئة الأعمال المزدهرة والبنية التحتية المتطورة في دولة الإمارات، إضافة إلى موقعها الريادي كبوابة لمنطقة الشرق الأوسط ومنطقة آسيا والمحيط الهادئ، يواصل مطورو الألعاب الدوليين تأسيس مراكزهم الرئيسية في الدولة، مثل شركة «يوبي سوفت» العالمية التي تتخذ من أبوظبي مقراً لها، إضافة إلى شركة «ترينسينت» عملاق صناعة الألعاب التي أسست مركزها الرئيسي لمنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا في إمارة دبي، علاوة على «رايوت غيمز» أيضاً.

  • توصيات

وخلص التقرير إلى عدة توصيات على المستوى العالمي، أهمها: تحسين التصور العام للصناعة والألعاب والرياضات الإلكترونية كمجال يمكن المشاركة به بأمان، وكمسارات وظيفية قابلة للتطبيق للشباب، ومعالجة للصورة النمطية، وكذلك تنويع الإيرادات من الرعاية إلى نماذج جديدة لتحقيق الدخل المباشر إلى المعجبين بما في ذلك التجارة الرقمية وبرامج الولاء ومنصات التدريب/التعلم للاعبين الهواة.
ووضع إجراءات وقائية تنظيمية مناسبة لضمان الخصوصية والأمان والسلامة عبر الإنترنت في المنظومة الرقمية للألعاب، وإضفاء الطابع المهني على مجموعة المواهب، بما في ذلك الحكام والمدربون ووظائف تطوير الأعمال، واستكشاف نقاط الالتقاء المثمرة بين ألعاب/الرياضات الإلكترونية والصناعات الاستهلاكية، مثل الموسيقى والأزياء والأفلام، وإنشاء بيئة داعمة للأعمال لهذه الصناعة، بما في ذلك أنظمة تأشيرات أكثر سلاسة. وإنشاء الرموز غير القابلة للاستبدال والأصول الرقمية والرموز المميزة بطريقة مسؤولة، ما يسمح بطبقات جديدة من اللعب والمتاجرة من دون المساس بالأمن المالي، أو تمكين عمليات الغش أو الاحتيال.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/7fut3ujx

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"