عادي

محاصيل الأرز تتراجع بسبب تغيّر المناخ

22:07 مساء
قراءة دقيقتين
رؤى

(أندبندنت)

لا تخفى على أحد أهمية الأرز، أولاً بكونه يشكل مع القمح والذرة المثلث الأهم بين المحاصيل التي تقتات عليها مليارات الأفواه حول العالم، وثانياً لأنه مصدر لكسب الرزق والعيش. ويضرب جذوره عميقاً في التاريخ، إذ يعود إلى ما يربو على 3 آلاف عام، فيما أنواعه لا تعد ولا تحصى. وتمتد أراضي زراعته من المناطق الاستوائية إلى المعتدلة، ومن السهول الساحلية إلى المدرجات الجبلية، ودلتا الأنهار وأحواضها. بيد أن تلك المعطيات كلها لم تسعفه أمام غدر تغير المناخ، لا سيما ارتفاع درجة حرارة الأرض.

وإذ يعطل الاحترار العالمي أنماط هطول الأمطار ودورة المياه برمتها، تحتار تلك الشتلات الخضراء في أمرها إزاء أشكال الطقس المتطرف، فإذا شحت الأمطار تعطشت جذورها إلى الماء، وإذا فاضت الأرض بالمطر بحثت رؤوسها عن متنفس فوق الماء. وحينما يتطفل البحر إلى سهولها، يعيث الملح خراباً بالمحصول.

وأمام تلك المخاطر المتعددة، يجد العالم نفسه مجبراً على إيجاد طرق جديدة لزراعة أحد أهم المحاصيل التي تتكئ عليها شعوبه. ويشمل ذلك أن يغير مزارعو الأرز مواعيد زرع بذورهم، أو يشتغل منتجو النباتات على إيجاد بذور قادرة على تحمل درجات الحرارة العالية أو التربة المالحة، إضافة إلى إحياء الأصناف الصلدة منها.

ويوجه تغيّر المناخ ضرباته إلى صغار مزارعي الأرز، شأن مئات ملايين من المزارعين في آسيا. وقال فام تان داو، رئيس الري في سوك ترانغ، وهي مقاطعة ساحلية في فييتنام: «عليهم أن يتكيفوا مع تحديات أزمة المناخ، وإلا فلن يقوى أي منهم على العيش»، وذلك في تحقيق مطول أعدته صحيفة «نيويورك تايمز». وعرجت تلك الصحيفة على أوضاع زراعة الأرز في بنغلاديش وفييتنام وولاية أركنساس الأمريكية، ونقلت صوراً حية عن حال هذا الغذاء في الصين والهند وباكستان وغيرها. ويواجه الأرز مشكلة مناخية أخرى، لأنه يمثل حوالي ثمانية في المئة من الانبعاثات العالمية لغاز الميثان الذي يسهم في تفاقم الاحتباس الحراري. وصحيح أن كميات الميثان ليست سوى جزء بسيط مقارنة مع انبعاثات الفحم والنفط والغاز، ولكن خلافاً للوقود الأحفوري الذي من المستطاع استبدال مصادر طاقة أخرى به، يبقى الأرز، من دون بديل، مع الإشارة إلى أنه يعتبر الطبق الرئيس في طعام نحو 3 مليارات شخص.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/34m7nc5m

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"