عادي
الرهان على منافسة «نتفليكس» يصطدم بالتكلفة

لماذا تشطب شركات البث التدفقي المحتوى المرئي من منصاتها؟

22:55 مساء
قراءة 3 دقائق

كان من المفترض أن تستمر خدمات البث المرئي من دون توقف، وكان هذا وعداً من مكاتب الأفلام والبرامج التلفزيونية الرقمية.

وقد اعتاد المستهلكون على تصفح برنامج «نتفليكس» عبر العناوين المرئية، مدركين أنه «مع إطلاق استوديوهات هوليوود لخدمات البث الخاصة بها، سينتقل المحتوى المملوك إلى منصة بث جديدة».

حتى عندما سحبت شركة «وارنر بروس ديسكفري» المحتوى كجزء من عمليات شطب ضريبية مخططة مرتبطة بدمجها، بدا أن المستهلكين أصبحوا أكثر تقبلاً لهذه الخطوة، باعتبارها كُلفة ممارسة الأعمال التجارية.

ومع ذلك، ونظراً لاستعداد شركة «ديزني» لإلغاء عشرات العروض والأفلام من منصات «هولو» و«ديزني بلس»، بما في ذلك «Willow» و«The Mighty Ducks: Game Changers» و«The Mysterious Benedict Society»، يواجه المشتركون فجأةً حقيقة جديدة.

وبعد الازدهار الأولي للمنصات الجديدة، ونمو عدد المشتركين، بمساعدة عمليات الإغلاق خلال جائحة «كوفيد-19» وزيادة المحتوى الجديد، تراجعت صناعة البث الرقمي، وزادت «وول ستريت» من حدة الضغوط على شركات الإعلام؛ حيث ركزت الأخيرة على ما إذا كان البث المباشر مربحاً، وما إذا كان بإمكانها استقطاب المزيد من المشتركين. وجاء التغيير العام الماضي بعد أن أبلغت «نتفليكس» عن أول تراجع في عدد المشتركين منذ عقد.

وقال مايكل ناثانسون، المحلل في شركة «إس في بي موفيت ناثانسون»: «إن ما يؤثر في بياناتهم المالية هي تكاليف الحصول على رخص لبث المحتوى الذي تم إنشاؤه وإصداره بالفعل. وكانت وارنر بروس هي أول من اكتشف هذا الأمر، ومن أجل زيادة أرباحها، قامت بشطب بعض المحتوى المرئي غير الناجح من تطبيقها، ويجب أن نتوقع أن تحذو شركة باراماونت حذوها، وفي يوم من الأيام، قد تفعل نتفليكس نفس الشيء».

ترخيص بث المحتوى

ويعد أمر الحصول على تراخيص لبث المحتوى المرئي باهظ الثمن في كثير من الأحيان؛ حيث تدفع شركة «سي إن بي سي» 500 مليون دولار، لبث مسلسل «ذا أوفيس»، في حين تدفع «وارنر بروس» 425 مليون دولار، مقابل حقوق بث مسلس «فريندز». ومن الصعب على المستهلكين فهم سبب إزالة المحتوى المصمم خصوصاً لمنصات البث، لا سيما عندما تبقى أصول «نتفليكس» الأصلية على حالها في مكتبتها.

وقال دان رايبورن، المحلل في مجال وسائل الإعلام والبث المباشر: «من وجهة نظر المستهلك، ما يريدونه هو أن يكونوا قادرين على الوصول دائماً إلى المحتوى الخاص بهم»، مضيفاً أن «الجزء الذي يربك المستهلكين حقاً هو أنهم لا يفهمون كيف يتم ترخيص المحتوى، وهم يصابون بالارتباك عندما يكون المحتوى في يوم ما على خدمة ما ثم يختفي أو أن المحتوى لا يزال في الخدمة، ولكن هناك أجزاء معينة من المواسم فقط».

وتُعد إزالة المحتوى من الأنظمة الأساسية طريقة يستخدمها القائمون بالبث المباشر لتجنب المدفوعات المتبقية ورسوم الترخيص.

أوضح براندون كاتز، المحلل في شركة «باروت أناليتيكس»: «تماماً مثل الترويج لأفلام هوليوود في الماضي، يجب أن تدفع خدمات البث مقابل حق بث الأفلام والمسلسلات».

وأشار إلى أنه إذا لم يكن العنوان مملوكاً من قبل المشغل، فيجب دفع رسوم الترخيص إلى الاستوديو الذي يمتلك هذا المحتوى، فعلى سبيل المثال قامت منصة هولو بالحصول على ترخيص بث مسلسل «The Handmaid’s Tale» من شركة إم جي إم. وحتى الأعمال الفنية التي أنتجتها الشركات في استوديوهاتها الخاصة، يجب أن تحصل على ترخيص من أجل بثها، وتدفع أموالاً مقابل ذلك.

خفض النفقات

ومن خلال إزالة المحتوى المصمم للبث بدلاً من العروض والأفلام المرخصة، كان بإمكان شركة «وارنر بروس» و«ديزني» خفض النفقات على الفور. وأفادت «سي إن بي سي» سابقاً أن شركة «وارنر بروس» وفرت عشرات الملايين من الدولارات، بعد إزالة بعض المحتوى المرئي.

وبدأت الشركة في إزالة الأفلام والعروض التلفزيونية من منصتها في الصيف الماضي، بدايةً بعناوين مثل «The Not-Too-Late Show with Elmo» ودراما المراهقين «Generation».

ولكن في الأشهر التالية، تمت إزالة المزيد والمزيد من محتوى «أتش بي أو» و«ماكس» الأصلي، وعلى وجه الخصوص، اختفت دراما الخيال العلمي «Westworld» ومسلسل «Raised By Wolves» من المنصة.

خيبة أمل

وشعر مات كارتيللي، 33 عاماً، من ولاية نيويورك، بخيبة أمل خاصة عندما علم بأن خدمة «ديزني بلس» كانت تخطط في البداية لإزالة فيلم «Howard»، الذي يتحدث عن كاتب للأغاني عمل في الكثير من أفلام «ديزني»، إلا أن الشركة تراجعت عن قرارها بعد مواجهة رد فعل عنيف على وسائل التواصل الاجتماعي من قبل مستخدمي المنصة.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/6xz44byx

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"