دفة المعارضة السورية

01:03 صباحا
قراءة دقيقتين
افتتاحية الخليج

أدركت المعارضة السورية بعد عودة سوريا إلى الجامعة العربية، ومشاركة الرئيس بشار الأسد في القمة العربية الأخيرة التي عُقدت في جدة أهميةَ تنسيق المواقف المبعثرة، ومدى الحاجة إلى العودة إلى طاولة المفاوضات مع الحكومة السورية.

اجتماع جنيف الذي جاء بمشاركة ممثلين عن «الائتلاف»، و«هيئة التنسيق»، و«منصة موسكو»، إلى جانب ممثلين عن بعض الفصائل كان هدفه أولاً وضع حد لخلافاتهم، ومناقشة المستجدات بعد عودة سوريا إلى الجامعة؛ لذلك عكس بيانها مدى الإحباط الذي تعيشه بالدعوة إلى استئناف المفاوضات مع دمشق نظراً ل«التطورات الدولية، والإقليمية، والسورية الحالية التي تؤمّن ظرفاً مناسباً للمفاوضات». 

ولأن المعارضة أدركت أن سفينتها تُبحر عكس اتجاه الريح، خصوصاً مع الاستعداد للمرحلة المقبلة؛ إذ يأمل المبعوث الدولي غير بيدرسون إطلاق مبادرة الحل السياسي وتفعيل المسار الأممي وفقاً للمبادرة العربية الأخيرة التي أطلقها وزراء خارجية الأردن، والسعودية، ومصر، والعراق في مطلع مايو/أيار، وقرار مجلس الأمن 2254، والتي تقتضي العمل على حل سياسي وفق خارطة طريق تكفل لسوريا أن «تفرض سيادتها على كل أراضيها»؛ لذا بدّلت المعارضة دفة سفينتها في اتجاه مختلف. 

 بيدرسون كان قد أعلن خلال إحاطته الأخيرة لمجلس الأمن ضرورة عودة اللجنة الدستورية السورية إلى عملها بهدف «تسريع المصالحة»، وقال في إشارة إلى المواقف العربية الأخيرة تجاه دمشق إن سوريا «مقبلة على ما يمكن أن يشكّل نقطة فارقة ومهمة في ظل الاهتمام المتزايد من دول المنطقة». 

ما كان ذلك يحدث لولا التحوّل في الموقف العربي المتمثل في عودة سوريا إلى الجامعة، ما أفقد المعارضة القدرة على فرض شروطها وتحقيق خرق لصالحها في أي مفاوضات مقبلة، الأمر الذي أثار حفيظة هذه المعارضة؛ إذ قال «الائتلاف الوطني» إن هذه العودة «تعني التخلي عن الشعب السوري ودعم مطالبه»، في حين أخذ بدر الجاموس رئيس هيئة التفاوض عن المعارضة السورية على الجامعة العربية أنها «لم تستشر المعارضة بشأن قرارها»، وأضاف: «نعتقد أن ما حدث هو قتل للعملية السياسية وتجاهل للشعب السوري».

هذه المواقف يبدو أنها كانت رد فعل متوتراً لعودة سوريا إلى الجامعة، وهي مواقف تدخل في إطار التعبير عما آل إليه وضع المعارضة التي باتت تدرك أنه لم يَعد لديها من الأوراق التي يمكن أن تلعب بها في المفاوضات مع الحكومة السورية إلا الدعوة إلى استئناف المفاوضات، خصوصاً بعد الانفتاح العربي على دمشق، والمفاوضات بين الأخيرة وأنقرة، والتي ستؤدي في حال نجاحها إلى تحوّل جوهري على الصعيدين السياسي والميداني.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/2hz6he5m

عن الكاتب

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"