عادي

موجة جديدة في السينما المغربية

19:41 مساء
قراءة دقيقتين
كمال لزرق (أ.ف.ب)

برز جيل جديد من المخرجين السينمائيين المغاربة في الدورة الأخيرة لمهرجان كان، حصل ثلاثة منهم على جوائز خارج المسابقة الرسمية، في ما يمثل موجة جديدة تبشر بنفَس تجديدي في الفن السابع بالمملكة.

واعتبر الصحفي والناقد السينمائي المغربي بلال مرميد أن «الأفلام المغربية، التي عُرضت هذا العام في كان، هي من بين أفضل ما أنجز في تاريخ السينما المغربية».

وحصلت المخرجة الشابة أسماء المدير(32 عاماً)، على جائزة أفضل إخراج ضمن فقرة «نظرة ما»، المخصصة لأفلام سينما المؤلف، عن شريطها الوثائقي «كذب أبيض». ونظراً لافتقارها إلى صور من الأرشيف حول تلك الفترة، أبدعت المخرجة طريقة مبتكرة لإنجاز فيلمها، عن طريق تصوير مجسم للحي الذي عاشت فيه طفولتها، مستعينة بدمى متحركة.

وتقول في حوار مع وكالة فرانس برس، إن هذا العمل الذي استغرق إنجازه عشرة أعوام، مكّنها من التصالح مع ذلك الماضي، رغم أنه كان عنيفاً.

واختار المخرج كمال لزرق هو الآخر مدينة الدارالبيضاء، إطاراً لفيلمه الطويل الأول «عصابات»، الذي فاز بجائزة لجنة التحكيم ضمن فقرة «نظرة ما». يصف لزرق هذا العمل بكونه «فيلماً ساخناً من نوع سينما الطريق عبر الدارالبيضاء»، وقد اختار لبطولته ممثلين غير محترفين هما أيوب العيد وعبداللطيف مستوري.

ويوضح المخرج الشاب (38 عاماً) لوكالة فرانس برس قائلاً: «أحب أن أنطلق من صفحة بيضاء برفقة الممثلين، الذين يحملون تجاربهم ومعيشهم، لنبني الفيلم معاً».

ومن بين هؤلاء الشباب الواعد، برزت المخرجة المبتدئة زينب واكريم التي حصلت على الجائزة الثالثة ضمن المسابقة المخصصة لمدارس السينما في المهرجان، عن فيلمها القصير «أيور» (القمر بالأمازيغية).

وتبدي اعتزازها بعرض فيلمها في مهرجان كان، معتبرة ذلك «بمثابة فوز كبير بالنسبة إلى الشباب»، وقد حصلت زينب على دبلوم من المدرسة العليا للفنون البصرية بمراكش.

وكانت للسينما المغربية مدارس في سنوات السبعينات والثمانينات من القرن العشرين، يعود الفضل فيها إلى حفنة من المخرجين الذين أبدعوا أعمالاً مجددة وقوية، مثل فيلم مصطفى الدرقاوي «أحداث بلا دلالة» (1974)، و«السراب» لأحمد بوعناني (1980)، وكذا «آليام آليام (الأيام)» (1978) لأحمد معنوني.

وفي العقدين الأخيرين، برز مخرجون آخرون أمثال فوزي بنسعيدي الذي اشتهر بفيلمه «ألف شهر» (2003)، ونبيل عيوش صاحب شريط «يا خيل الله» (2012)، ومريم التوزاني بفيلمها «أزرق القفطان» (2022). لكن هذا الزخم بقي فردياً ولم ينتج حركة فنية جماعية.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/5n8m8ynp

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"