سُجلت درجات حرارة قياسية في جميع أنحاء العالم، أمس السبت، من الصين إلى أوروبا والولايات المتحدة، ما دفع السلطات إلى اتخاذ تدابير جذرية، للتعامل مع القيظ والحرائق التي تُعزى إلى الاحتباس الحراري وتغير المناخ. فيما لقي 22 شخصاً مصرعهم، وأصيب آخرون من جرّاء هطول أمطار غزيرة في مناطق عدة من كوريا الجنوبية، وطُلب من آلاف السكان ترك منازلهم مع فيضان أحد السدود. بينما أُجبر ما لا يقل عن 2500 شخص على إخلاء منازلهم، إثر نشوب حريق في غابات جزيرة لا بالما الإسبانية. كما أعلنت السلطات الكندية، أن حرائق الغابات التهمت أكثر من عشرة ملايين هكتار العام الجاري. وكشفت الصين عن بيانات تظهر تراجع إنتاج القمح لموسم الصيف بنسبة 0.9 في المئة خلال العام، بسبب هطول الأمطار على المحاصيل الزراعة الرئيسية في البلاد.
تشهد إيطاليا، من الشمال إلى الجنوب، موجة حارة سترتفع خلالها درجات الحرارة إلى معدلات غير مسبوقة في الأيام المقبلة. وعليه، أصدرت وزارة الصحة، إشعار تنبيه أحمر، يشمل عدداً كبيراً من المدن الرئيسية؛ ففي ألمانيا، يُتوقع ارتفاع درجات الحرارة إلى 38 درجة في جزء كبير من البلاد،
وفي آسيا، تعاني بعض مناطق جنوب وجنوب شرق الصين، بما في ذلك العاصمة بكين، موجة حر شديدة مع درجات حرارة بين 35-40 درجة مئوية، وفقاً للأرصاد الجوية. وفي اليابان، دعت السلطات، السكان إلى توخي الحذر مع توقع أن تصل درجات الحرارة إلى 39 درجة مئوية خلال يومي الأحد والاثنين في شرق البلاد. وفي الجهة المقابلة من العالم، اصطلت منذ الجمعة عدة مناطق أمريكية يعيش فيها عشرات الملايين بلهب الشمس، من كاليفورنيا إلى تكساس. وفي صحراء وادي الموت بولاية كاليفورنيا، ينهمك رجال الإطفاء منذ الجمعة في مكافحة عدة حرائق مستعرة اجتاحت أكثر من 1214 هكتاراً، وأدت إلى إجلاء أعداد كبيرة من السكان.
وفي سياق آخر، أعلنت حكومة كوريا الجنوبية، أمس السبت، أن الأمطار الغزيرة التي ضربت كوريا الجنوبية على مدى أيام، خلّفت 22 قتيلاً على الأقل، وأصيب 7، إلى جانب 14 مفقوداً في انهيارات أرضية وفيضانات وحوادث أخرى. فيما أمرت السلطات المحلية، بإجلاء أكثر من 6000 شخص. وفي اجتماع مع الوكالات الحكومية، دعا رئيس الوزراء هان دوك سو، الجيش إلى المشاركة في أعمال الإنقاذ من خلال العمل مع المسؤولين الحكوميين، لتعبئة المعدات والقوى العاملة.
كما التهمت الحرائق الضخمة في كندا، أكثر من عشرة ملايين هكتار هذا العام؛ وهي مساحة غير مسبوقة في تاريخ البلاد، ويتوقع أن تزداد في الأسابيع المقبلة، بحسب معلومات للحكومة نُشرت أمس السبت. ويعود الرقم القياسي السابق لجهة المساحات المحترقة إلى عام 1989، وقد بلغ 7.3 مليون هكتار، وفق الأرقام الوطنية لمركز رصد حرائق الغابات في كندا.
وقالت السلطات الإسبانية، أمس السبت، إن نشوب حريق غابات بجزيرة لا بالما الإسبانية، أجبر ما لا يقل عن 500 فرد على إخلاء منازلهم، في أول كارثة طبيعية تحدث على الجزيرة منذ ثوران أحد البراكين في 2021. ومن جانبه، قال فرناندو كلافيخو رئيس الحكومة المحلية في جزر الكناري، أمس السبت، «إن 11 منزلاً على الأقل دُمرت مع انتشار الحريق». وذكر «كلافيخو» للصحفيين في لا بالما «عدد الأشخاص الذين بحاجة إلى الإجلاء ربما يتجاوز الألف، ويتوقف ذلك على ما إذا كان بوسعنا السيطرة على هذه الرياح القوية». وأضاف: «أن نحو 2000 هكتاراً تلفت بسبب الحريق». فيما تكافح 10طائرات هليكوبتر، وأربع وحدات مكافحة حرائق على الأرض من أجل السيطرة على الحريق في الجزيرة.
(وكالات)
