كسب معركة المناخ ضرورة

00:43 صباحا
قراءة دقيقتين
افتتاحية الخليج

من عام إلى آخر، تصبح التغيرات المناخية ظواهر مزعجة في عدد من مناطق العالم، بل إن بلداناً عدة تعيش الفصول الأربعة في يوم واحد، بين حرّ قائظ وعواصف عاتية وفيضانات جارفة. وما جرى في هذا الصيف في أوروبا وأمريكا وبعض البلدان الآسيوية ومنها الصين والهند، خير دليل على هذه التغيرات، التي يخلف كلّ منها ضحايا ومنكوبين وأضراراً جسيمة تلحق بالبنى التحتية.

ومازالت قضية الاحتباس الحراري قضية مركزية في الجهود الرامية إلى معالجة المشكلة المناخية. وعلى سبيل المثال، كشف تقرير للوكالة الدولية للطاقة أن درجات الحرارة في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا زادت بين عامي 1980 و2022 بمقدار 0.46 درجة مئوية لكل عقد من الزمن، أي أعلى بكثير من المتوسط العالمي البالغ 0.18 درجة. وإذا استمرت هذه الوتيرة، من دون حلول، فإن العقود الخمسة المقبلة ستشهد ارتفاعاً أكبر، يرافقه تغيرٌ في أنماط هطول الأمطار المسببة للسيول المدمرة. وأغلب الدراسات في هذا الشأن ترسم صورة قاتمة للمستقبل، تشمل تأثيرات عنيفة متوقعة للكوارث المناخية، على الرغم من التقدم الملحوظ لدبلوماسية المناخ والعمل المتعدد الأطراف، لكن ذلك لا يبدو كافياً في الوقت الراهن، في ظل الأزمات التي تفرض نفسها على أجندة العالم وأولوياته، وباتت تؤثر بشكل مباشر في الالتزامات الدولية بخصوص جهود التصدي لأزمة المناخ، والمهمة تبدو صعبة أمام الطموح المعلن بالوصول إلى صافي انبعاث صفري بحلول عام 2050.

في كل أزمة توجد بقعة وضوء في آخر النفق، وكثير من الأمل معلّق اليوم على استضافة دولة الإمارات لفعاليات مؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ «كوب 28» بدبي في نوفمبر/تشرين الثاني المقبل. ونظراً لحجم الملفات المطروحة على الطاولة، فإن القمة المرتقبة شديدة الأهمية، وعليها رهانات كبيرة في تحقيق اختراقات جوهرية، فهي ستوفر منصة عالمية تستعرض فيها الإمارات مبادراتها وقوانينها البيئية ومبادراتها وخططها الاستراتيجية، واتفاقاتها الدولية البيئية التي تُسهم في مكافحة التغير المناخي، كما تمنح القمة الأطراف الدولية، حكومات ومنظمات وشخصيات، فرصة لعرض جهودها ومقارباتها، من أجل المساهمة الفعالة في معالجة أزمة المناخ وإنقاذ الحياة.

كسبُ المعركة المناخية أصبح أمراً مصيرياً يفرض توحيد الجهود وتقليص الفجوات في العمل المناخي، حتى تتمكن البشرية من تجنب العواقب الخطِرة كالجفاف الشديد وندرة المياه والحرائق الشديدة وذوبان الجليد القطبي والعواصف الكارثية وتدهور التنوع البيولوجي. وكل هذه التحديات المنتشرة في كل الكون، تتطلب شراكات دولية تعي كل هذه المخاطر . 

وفي ضوء ذلك تتفاءل الإمارات بأن تمثل استضافتها ل «كوب 28» دفعة جديدة للجهود العالمية الحالية لمواجهة قضايا التغير المناخي، وهذا التفاؤل مشروع؛ لأن التحضيرات الإماراتية لهذه المناسبة كانت واقعية وشاملة وهادفة، وتشمل تقديم حلول عملية وإيجابية تدفع العمل المتعدد الأطراف إلى الأمام، بما يسمح بتحقيق الطموحات المناخية، ويجنب كوكب الأرض مصير الاحتراق التدريجي.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/4wj6j7bf

عن الكاتب

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"