الحرب وخيبة أمل الغرب

00:03 صباحا
قراءة دقيقتين
افتتاحية الخليج

أدى فشل الهجوم الأوكراني المضاد الذي بدأ في يونيو الماضي إلى تداعيات سلبية على مسيرة الحرب، وعلى علاقات الدول الغربية ومساعداتها العسكرية. ولعل الأزمة التي اندلعت في الآونة الأخيرة بين كل من أوكرانيا وبولندا حول المساعدات العسكرية التي قدمتها وارسو، واستدعاء البلدين سفيرَيْهما تشكّل وجهاً من وجوه الأزمة بين كييف والدول الغربية جرّاء عدم فاعلية الهجوم الأوكراني، ما أثار غضب الدول الغربية وحفيظتها رغم الدعم العسكري غير المحدود الذي تم تقديمه.
وارسو التي كانت من أكبر داعمي كييف ومؤيديها دعت أوكرانيا إلى إظهار المزيد من التقدير لدعمها في الحرب ضد روسيا، فردت الأخيرة بأنها هي من تحمي قيم المنطقة وأمنها، وتقاتل لمصلحة بولندا والعالم الحر بأسره، وأن دعم أوكرانيا ليس صدقة بل استثمار.
ثم كانت محصلة قمة حلف الناتو الأخيرة في ليتوانيا على غير ما تشتهي أوكرانيا التي كانت تُمنّي النفس بالانضمام إلى الحلف الذي خيب أملها ووضعها على قائمة الانتظار، لأن الانضمام يعني توريط الحلف في الحرب مباشرة، وهو الأمر الذي يهدد بحرب عالمية جديدة يتجنّبها الجميع، ما أثار غضب الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي الذي أعرب عن إحباطه قائلاً إنه أمر غير مسبوق وسخيف.
بات واضحاً أن الدول الغربية قدمت أقصى ما يمكنها، وباتت تعاني أزمات خانقة أخذت تُلقي بظلالها على أمنها الداخلي، مع ارتفاع مستويات التضخم والأسعار والبطالة، حيث إن بعضها بدأ يشهد مظاهرات تطالب بوقف تمويل الحرب، وإضرابات تدعو إلى تحويل أموال الحرب لدعم الخدمات الاجتماعية.
وأظهرت استطلاعات شبكة «سي إن إن» التي نُشرت مؤخراً أن 51 في المئة من الأمريكيين وجدوا أن بلادهم فعلت ما يكفي لمساعدة أوكرانيا، في حين تزايدت الأصوات التي تطالب بوقف الحرب ووضع حد لدعم أوكرانيا.
يقول الصحفي الأمريكي غارلاند نيكسون: «بدأت الدول الغربية تشعر بخيبة أمل إزاء النتائج الهزيلة التي يحققها الجيش الأوكراني، كما أن بعضها بدأ يشعر بأنه قدم أكثر مما يجب من مساعدات».
من جهتها، تحدّثت مجلة «فورين بوليسي» عن المصاعب التي يواجهها الجيش الأوكراني قائلة: «كي يستطيع هذا الجيش تحقيق هدف استعادة كل الأراضي التي استولت عليها روسيا في 2014، بما فيها شبه جزيرة القرم، عليه إنجاز واحدة من أصعب المهام العسكرية، وهي اختراق مواقع القوات الروسية الحصينة والمجهزة جيداً، وهذا يعني أن أوكرانيا سوف تتجه نحو حرب استنزاف طويلة».
الرئيس الأوكراني يشعر بالإحباط، والدول الغربية فقدت الأمل في تحقيق انتصار على روسيا، وباتت تشعر بأن الحرب أصبحت تشكّل عبئاً عليها، في انتظار موعد التسوية الكبرى على أنقاض أوكرانيا.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/4ykbwv2e

عن الكاتب

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"