عادي

عسل شبشير.. شهد بنكهة التاريخ والطبيعة

22:56 مساء
قراءة دقيقتين

القاهرة: «الخليج»

تنافس قرية «شبشير الحصة» في مصر، كبريات الشركات المنتجة لعسل النحل ومشتقاته في مختلف أنحاء العالم، إذ تعد القرية الصغيرة التابعة لمحافظة الغربية، واحدة من أشهر القرى المصرية، التي تخصصت في إنتاج العسل، بطرق تحاكي الطرق التي كان يحترفها الفراعنة القدماء، في فنون الإنتاج والتربية.

وتجذب مزارع قرية شبشير، منذ عقود بعيدة، النحالين من مختلف أنحاء العالم، للاستفادة من براعة أهلها في تربية النحل وتصنيع منتجاته، حيث يعمل في تربية نحل العسل ما يزيد على ألف أسرة في القرية التي يحترف أهلها جميعاً تلك الصناعة، ويعرفون أدق أسرارها، التي توارثوها عن الآباء والأجداد الذين برعوا في تربية النحل منذ عقود بعيدة، في خلايا مصنوعة من الطين، على الطريقة الفرعونية القديمة، وقد كانت هذه الخلايا تملأ الحقول والأفنية الخلفية للبيوت حتى وقت قريب، كإرث يتعين الحفاظ عليه من الاندثار، قبل أن يتوسع الأهالي لاحقاً في فنون التربية، عبر الخلايا المصنوعة من الخشب.

1

وتزدهر تربية النحل في شبشير في مواسم أزهار النباتات، وبخاصة الفواكه المختلفة، وعلى رأسها الموالح مثل البرتقال الذي تنتشر مزارعه في محيط القرية، إذ تمثّل مزارع الفاكهة هذه، المرعى الرئيسي للنحل، ويحصل من خلالها على الغذاء المناسب، وإن ظلت أبراج التقوية الخاصة بشبكات الهاتف المحمول، تمثل المشكلة الرئيسية أمام كثير من المربين، بما تصدره من ترددات، تؤثر في الجهاز العصبي للنحل، وتؤدي إلى عزوف أسرابه عن الطيران في المناطق التي توجد بها تلك الأبراج.

ويعتمد مربو النحل في شبشير، مواسم إزهار الموالح والبرسيم والقطن، من أهم مواسم تغذية النحل، إلى جانب ما يزرعونه على أطراف المزارع من محاصيل عشبية أخرى، يتغدى عليها النحل في مواسم غياب زهور تلك المزروعات، مثل أعشاب حبة البركة واليانسون وغيرهما، وتمثل تلك الأعشاب البديل الطبيعي لندرة زهور الفاكهة في موسمي الخريف والشتاء، وهو ما يدفع كثيراً من المربين إلى نقل خلايا النحل، إلى المناطق المزهرة في الجبال والصحارى القريبة، للاستفادة من الأعشاب البرية فيها، في رحلة تستغرق بضعة أشهر، قبل أن يعودوا إلى مزارعهم من جديد مع بداية موسم الربيع من كل عام.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/mwu225nc

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"