عادي

اليوم الثاني لـ«الراوي».. باحثون يدعون لإصدار فهرس تراثي عربي موحد

19:10 مساء
قراءة 4 دقائق
جانب من الجلسات
المدرسة الدولية للحكاية
جانب من الجلسات
فضاءات الحكاية
فضاءات الحكايـة
جانب من الجلسـات

شهد اليوم الثاني لملتقى الشارقة الدولي للراوي 2023 وبرنامجه العلمي 6 جلسات ثقافية طرح الخبراء والباحثون المشاركون فيها وجهات نظر متنوعة وآراء ملهمة حول النباتات والأشجار، ومكانتها في التراث، ومناقشة عناصر الارتباط والاستلهام منها في أدبنا العربي على مستوى السرد والرواية والشعر والمخيال الشعبي والتوثيق، ودعوة إلى إصدار فهرس تراثي عربي موحد.

واستقبل د.عبدالعزيز المسلم، رئيس معهد الشارقة للتراث، رئيس اللجنة العليا المنظمة لملتقى الشارقة الدولي للراوي 2023، محمد أحمد الكيت، مستشار الديوان الأميري في رأس الخيمة، وأحمد عبيد الطنيجي، مدير عام دائرة الآثار والمتاحف برأس الخيمة، خلال حضورهم فعاليات اليوم الثاني من الملتقى في دورته الثالثة والعشرين، والذي يُقام على مدى 3 أيام تحت شعار «حكايات النباتات»، بمشاركة 47 دولة، في مركز إكسبو الشارقة.

السرد الشفاهي

في الجلسة الأولى، التي أدارتها د.فاطمة المعمري، تحدث المشاركون عن قيمة النباتات في السرد الشفاهي العربي، حيث كانت النخلة محور حديث الباحث فهد المعمري، مبيناً أنها دخلت في الكثير من مروياتنا الشفاهية والأمثال والحرف التقليدية والأساطير والمعتقدات الشعبية، فيما استعرضت الراوية والقاصة أسماء الزرعوني تجربتها في توظيف الأشجار كالنخلة والغاف في كتابة القصص الشعبية الموجهة للأطفال، وأما الأديبة فاطمة المزروعي، فقد ركزت على الشهبانة التي تعد أحد أنواع الغاف في منطقة السلع وكانت الدليل الهادي للسائرين على طريق الحج قبل قرنين من الزمان، وأما السدرة فقد كانت عنوان ورقة الباحثة في التراث الشفهي مريم المزروعي، ومن وحي الثقافة الإيطالية استعرضت الكاتبة والباحثة ناتاشا معنا عدداً من الأشجار والنباتات في إيطاليا وما ترمز إليه من المعاني والدلالات مثل السنديان والزيتون والقيقب وغيرها.

فهرس تراثي موحد

جاءت الجلسة الثانية تحت عنوان «النباتات في التراث الشعبي العربي»، وأدارها د.عادل الكسادي، وقدم فيها خبير التراث الشعبي بمركز توثيق التراث الحضاري والطبيعي بمكتبة الإسكندرية د.مصطفى جاد مقترح إعداد وإصدار فهرس تراثي عربي موحد وشامل يوثق جميع الجهود المبذولة للتعرف إلى النباتات، وذلك ضمن ورقته التي تمحورت حول «النبات في فهرست الحكاية الشعبية»، فيما استعرض د.أسعد عبدالرحمن أمين متحف السودان القومي للأنثوغرافيا تاريخ النخلة في الموروث الثقافي بمنطقة مروي، وأما الباحث د.أحمد بهي الدين، فقد استرجع تاريخ «النباتات والزرع في ميراث مصر القديمة» مركزاً على نبات البردي.

وسبرت الجلستان الثالثة والرابعة أغوار النباتات وحكاياتها المدهشة في المتخيل العربي، وأكد المشاركون فيهما على ضرورة تأصيل النباتات في الأدب والتراث، حيث شملت الأوراق المقدمة في الجلسة الثالثة موضوع «النباتات في السيرة الشعبية العربية»، بتقديم د. سعيد يقطين من المغرب، وورقة أخرى قدمها د. سمير الضامر حول «النبات والأشجار في الحكاية الشعبية السعودية، سردية الخرافة والأسطورة وبناء المتخيل الشعبي»، وأما د.أحمد بهي الدين فتناول جانباً من «حكايات النباتات في المتخيلِ العربي»، وتحدث إيهاب الملاح من مصر عن «مأثور النبات في التراث العربي».

وأما في الجلسة الرابعة التي أدارتها شيخة المطيري، فقد قدم د.أحمد مولود الهلال ورقة عن «النباتات في التراث غير المادي في موريتانيا»، بينما تطرقت د.نجيمة طاي طاي إلى الشجرة في المتخيل الشعبي المغربي ومعتقداته بطابعها الجامع بين المتناقضات. ومن سلطنة عمان استعرضت ندى الشكيلي شجرة اللبان «الذهب الأبيض» والتي تمثل أحد أهم الكنوز والرموز المهمة في البيئة العمانية. ومن السعودية اختتمت د.حياة الرشيدي أوراق الجلسة بالحديث عن «حكايات النباتات من خلال كتابات المؤرخ محمد بن أبي السرور البكري الصديقي».

أساطير وحكايات النبات

في الجلسة الخامسة، أدار د.منّي بونعامة، مدير إدارة المحتوى والنشر في المعهد، النقاش حول الأساطير والحكايات المرتبطة بالنبات، ومن ذلك «الوردة الشامية في التراث السوري» قدمها د.عبدالقادر بدّورة، وأما د.ألماز أبراييف من دولة قيرغيزستان فكانت ورقته حول «حكايات النباتات والأشجار في ملحمة مناص» تلك الشخصية الأسطورية القيرغيزية والبطل القومي هناك. ومن رحاب تونس الخضراء، تحدث د.محمد جويلي حول «رمزية البذر والنبات في التفسير الشعبي للأحلام».

وفي آخر جلسات اليوم الثاني، تناول د.لحبيب ناصري موضوع «حكايات الحناء في الثقافة الشعبية المغربية»، بينما كانت «عوالم شجرة الدفلى» محور حديث د.خالد بن ققه من الجزائر، في حين سلط حم بن سيدي الضوء على «حضور النباتات في التراث الشعبي الموريتاني»، ومن مصر قدمت د.أماني الجندي ورقة ماتعة حول «حكايات النباتات بين القبح والجمال».

توقيع إصدارات

كان الحضور على موعد مع توقيع إصدارات جديدة تشكل إضافة قيمة إلى مكتبة التراث العربي، منها «غرس المعرفة ونبت الإبداع» للدكتور أحمد بهي الدين، وكتاب «النبات في التراث العربي» للدكتور سعيد يقطين، و«قصص الأنبياء في التراث الشعبي» للدكتور سمير الضامر، و«أدبيات النباتات والأشجار في التراث الشعبي» للباحث فهد المعمري، و«النبات في الحكاية الشعبية العربية» للدكتور محمد الجويلي، و«النبات في التراث الشعبي العربي» للدكتور مصطفى جاد.

شجرة الغاف المسحورة

عقدت مجموعة من الورش الهادفة للأطفال، ضمن برنامج المدرسة الدولية للحكاية التابعة للمعهد، منها غرسة وردة في البستان، واستقبال عدد من الضيوف المبدعين الذين حرصوا على دعم فعاليات المدرسة ومن ضمنهم شيخة المنصوري، والطفلة هداية صالح، ومها الحمادي، ومهرة الحمادي، ومروة الحمادي، ومن تونس تم عرض حكايات عن النبات وورشة فن الكامشيباي، ومن البحرين استعرضت ندى الفردان قصة جميلة حول شجرة الغاف المسحورة.

فضاءات الحكاية

استمتع الأطفال مع الحكواتية الفلسطينية فنيش أسعد في ركن فضاءات الحكاية، إلى حكايات من أرض فلسطين الغنية بالنباتات والأعشاب، حيث تابعوا بشغف حكاية شعبية بطلتها نبتة الميرامية التي تعد مصدراً للعلاج، وتمنح النكهة اللذيذة للشاي وغيره.

منشورات غاف

قدمت منشورات غاف ملصقات وبطاقات إبداعية مرسومة بخط اليد من الفنانة الإماراتية فريال البستكي بأسلوب تصميمي مبتكر، يتيح للحضور تسجيل كلمات ورسائل معبرة، وتقول بدور البدور: «إن دار منشورات غاف، تشارك في الملتقى، وهي تستلهم معاني الكلمة الطيبة التي تشبه الشجرة الطيبة، وهي الحال مع شجر الغاف بحضوره ورمزيته التراثية والقيمية في دولة الإمارات، فهي شجرة طيبة متجذرة أصيلة في الأرض تعانق السماء، وهكذا الأدب المحلي جذوره ممتدة في الأصالة، لكنه يكتسب الحداثة دائماً».

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/yn2nnk38

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"