شيّعت سوريا، أمس الجمعة، ضحايا الهجوم الذي نفّذته مسيّرات على الكلية الحربية في وسط البلاد، وأوقع أكثر من مئة قتيل،في حين استأنفت تركيا أمس الجمعة قصف مواقع لحزب العمال الكردستاني في شمال شرق سوريا، وقالت إنها حيَّدت 26 مسلحاً كردياً، في إطار حملة بدأتها الخميس رداً على هجوم طال وزارة الداخلية في أنقرة، وقالت إن منفذَيه «تدرّبا» في سوريا.
في غضون ذلك شيع السوريون، أمس الجمعة، عشرات من ضحايا الهجوم الذي طال الكلية العسكرية في حمص، وتجمّع العشرات من أهالي الضحايا منذ الصباح الباكر وسط أجواء من الحزن الشديد والوجوم
أمام المستشفى العسكري في مدينة حمص، وتقدّم حملة الأكاليل قرابة ثلاثين نعشاً، وبدأت مراسم التشييع، بحضور وزير الدفاع علي محمود عباس.
واستهدفت طائرات بلا طيار باحة الكلية الحربية في مدينة حمص الخميس فور انتهاء حفل تخريج ضباط، وأثناء تواجد عدد كبير من أفراد عائلاتهم.
ارتفاع الحصيلة
وارتفعت حصيلة القتلى أمس إلى 123، بينهم 54 مدنياً، من ضمنهم 39 طفلاً وسيدة من ذوي الضباط. وتم إحصاء إصابة 150 آخرين بجروح.
واتهم الجيش السوري أمس الخميس «التنظيمات الإرهابية المسلحة المدعومة من أطراف دولية معروفة» بالوقوف خلف الاستهداف «عبر مسيّرات تحمل ذخائر متفجرة». وأكد أنه «سيردّ بكل قوة وحزم على تلك التنظيمات الإرهابية أينما وجدت».
وبدأت القوات الحكومية منذ الخميس قصفاً مدفعياً على مناطق عدة تحت سيطرة تنظيمات إرهابية أوقع قتلى وجرحى.
بوتين يندد
وندّد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في رسالة تعزية إلى نظيره بشار الأسد، وفق الكرملين، بالهجوم «الإرهابي»، آملاً أن تتم معاقبة مرتكبيه. وأكّد عزمه «مواصلة تعاوننا الوثيق مع شركائنا السوريين لمكافحة كل أشكال.. الإرهاب». ولم تتبن أي جهة الهجوم الذي يعدّ من بين الأكثر عنفاً ضد مركز عسكري منذ بدء النزاع في العام 2011.
الحداد 3 أيام
وأعلنت الحكومة في خطوة نادرة الحداد الرسمي لمدة ثلاثة أيام بدءاً من أمس الجمعة. وحضر وزير الدفاع مراسم التشييع أمس الجمعة، بعدما نجا من الهجوم. وأكد شاهد عيان من أهالي الضحايا أن عباس كان حاضراً خلال حفل التخرج، وغادر قبل دقائق من القصف.
وقال عباس خلال مراسم التشييع «الشهادة والكرامة والعزة للوطن ثمنها كبير (...) الشهداء الذين ارتقوا أمس بالتأكيد ثمن دمائهم غال لكن الوطن أغلى».
قصف تركي
وجاء استهداف الكلية الحربية في وقت نفّذت تركيا منذ الخميس أكثر من خمسين ضربة جوية في محافظة الحسكة، طالت مواقع عسكرية وبنى تحتية مدنية بينها محطات نفط وأخرى لتوليد الكهرباء والمياه. وتجدّد القصف أمس الجمعة واستهدف محطة السويدية للغاز القريبة من الحدود التركية.
وقال الرئيس المشترك لمكتب الطاقة في الحسكة أكرم سليمان إن المحطة هي «المنشأة الأكثر استراتيجية»، إذ تُعد «مصدر تغذية لخطوط الكهرباء الخدمية» بما فيها المطاحن والمستشفيات.
وتوعدّت تركيا بقصف مواقع في شمال شرق سوريا، بعد إعلانها أن منفذَي هجوم طال الأحد مقر وزارة الداخلية في أنقرة «جاءا من سوريا وتدرّبا هناك». وردّت قوات سوريا الديمقراطية أمس الجمعة باستهداف قاعدتين تحت سيطرة القوات التركية .
وأعلنت تركيا بدورها امس الجمعة مقتل أحد جنودها في سوريا متأثراً بإصابته بقصف صاروخي. فيما قتل جندي تركي آخر أصيب في العراق نهاية الشهر الماضي حيث نفذت ضربات تركية طالت مقاتلين أكراد. وندد المتحدث باسم الرئاسة التركية فخر الدين ألتون بالدعم الغربي للمقاتلين الأكراد في سوريا، واصفاً إياه بأنه «حماقة كبرى».
